تهاوت جريدة “الصباح” الصادرة عن شبكة الاعلام العراقي، بعد مغادرة الزميل فلاح المشعل، رئاسة تحريرها، وظلت تسقط في هاوية حادة، الى أن تلاقفها الزميل عدنان شرخان.. رئيس التحرير / وكالة؛ فأعاد لها هيبتها المهنية، وهي سائرة نحو الانتظام الاداري، مثل الساعة، الآن.. عقب تداخلات لا محسوبة، تعرضت لها.
تعاقب عليها أكثر من رئيس تحرير بتسارع جرد الجميع من المبادرة، ريثما تجلى الوقت، والمنهج العملي، لشيرخان؛ كي تنتصب على قدميها.. مهنيا وأداريا، من جديد، وتقترب من المستوى الذي أسسها عليه إسماعيل زاير وإرتقى به محمد عبد الجبار الشبوط ورصنه المشعل.. سلسلة رؤساء التحرير التي وئدت ألمعيتهم، مع مغادرة الأخير، وأستعيدت عندما “عدل ايده” عدنان.
تطورات مهنية أفادت من الوفورات المالية المتحققة، في الشبكة، من خلال دورات خارج العراق، للمنتسبين، كل بإختصاصه، وارتفاع المبيعات، مجددا لمستوى يقارب الرقم القياسي الذي بلغته، في عهد المشعل، والاستقرار في تصاعد، إن شاء الله.
تنظيم إداري دقيق، لا يفلت خطأً ولا يغبن مبدعا؛ ما يجعل الجريدة، مؤسسة أقرب للمثال، في علاقاتها الحميمة، التي تتجاوز الرسمية، ايجابيا، الى ما يخدم العمل، ويبعث على التفاني في الأداء، كما لو أن الموظف يعمل لبيته، وليس لدائرة دولة.. شغل مخلص وليس اسقاط فرض، بانتظار نهاية الدوام، للمغادرة، وانقضاء الشهر لتسلم الراتب.
المنتسبون يلهجون بالدعاء للشبوط بما وصلته رواتبهم، من ارقام لا يحلم بها موظف دولة تقليدي، والتي بذل فيها جهدا فائقا، يشكر عليه، مثلما ينعمون بدفء العمل في أجواء وظيفية مثلى الآن؛ ما يوجب حسم قضية رئيس التحرير العالقة، من وكالة الى أصالة؛ سدا للشاغر برجل مهني مجيد وأداري ناجح، أثبت كفاءته، بالواقع الملموس الذي نحصد ثماره حاليا، بدلا من أن يجاء بشخص يجرب ولا ندري إن كان سيفلح أم يخفق، وكل هذا يترتب عليه “خبصة” منهجية وأدائية وأدارية ومهنية، تقوم لها المؤسسة، ولا تقعد.. ناقلا أعداءه من مواقعهم، ومنصبا “بطانته” يحلون في مكانهم.
لكن شيرخان يكفي شبكة الاعلام العراقي مغبة البحث عن رئيس تحرير، ولن تجد شخصا بكفاءته التي لمسناها، فهو وريث حسنات سلسلة رؤساء تحرير مهنيين، يعرف كيف يتحاشى الاخفاقات التي مرت بنا.. نحن منتسي “الصباح”.
إذ لا يخفى على أحد أن إدارة الإعلام تنفصل عن صناعة الاعلام، بخيط مهني دقيق…
أقول هذا ولا ارجو من أحد شئيا، فلا إسماعيل زاير ولا محمد الشبوط، يعرفانني إذا رأياني في الطريق، بينما فلاح المشعل لم تعد ايما صلة تشدني اليه، أما عدنان شيرخان فلا يعنى بشأني، لكنني بهذا أؤكد على إخلاصي لدائرة لبت تطلعاتنا الوظيفية والإبداعية، أريد لها صلاحا، يختزل على أصحاب القرار، في الشبكة، طول المناقشة، من أصلح لرئاسة التحرير، ممن؟ ثم تسفر الجدالات عن خيار “يثرد بصف اللكن”.
ولكي لا تتسرب جهود التدريب، التي أنفقت عليها مئآت الآلاف من الدولارات، وثمن المطبعة الجاري إنشاؤها، في مبنى “الصباح” والبالغ اثنين وعشرين ملون دولار، اتمنى شيرخان رئيسا للتحرير / أصالة، بدل الوكالة؛ لأن أهل مكة أدرى بشعابها، والرجل أثبت ذلك.
أكتب هذا العمود، ولا أظن عدنان راضي عنه، لكن مصلحة الجريدة تقتضي الزامه بالرضى؛ خدمة للصالح العام.