عندما تكون الأمة في مواجهة مصيرها، لا مجال للمجاملات والحسابات الضيقة، ويقف الوطن امام مفترق طرق لا يمكننا القبول بأنصاف الحلول، وعندما يكون مصير الاجيال القادمة على المحك فلايمكننا التضحية بمصير اجيال قادمة بسبب أخطاء جيل حاضر!. واقع يجب ان تسود فيها الحقيقة والصراحة والوضوح، فمتى تقابل هذه التضحية بتضحية ؟!ومتى يقابل التنازل بتنازل؟!.
شعب طيب صابر مظلوم محروم، تحمل الكثير وقدم الدماء والتضحيات العظيمة، تنازل من اجل عقيدته ووطنه عن الكثير من مغريات الحياة وراحتها، ولم يجد من الأمل إلاّ شعارات تُعمي ولا تُعَممْ.
مرحلة حرجة من حاضر الامة، وجميعنا مسؤول بوضوح وواقعية دون مواربة أو تبرير، نقف وقلوبنا تعتصر الماً على كل عائلة نازحة وكل طفلٍ مشرد وكل عراقي ينظر الى مستقبل وطنه بحيرة وقلق، ننزف دماً أمام مشاهد تدمير المقدسات وإنتهاك الأعراض، وإنها مسؤولية عظيمة امام الله والشعب والتاريخ، على عاتق من يتقدم الصفوف ويتصدى للعمل، في الحياة السياسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية، والمسؤولية إلتزام ليس إلزام امام التاريخ.
موقف متصلبة، ومسميات جعلت لنفسها قدسية أكبر من الوطن، قادتنا الى التفكلل والنزاعات، ورهنت مستقبل العراق بأشخاص ومناصب، وضعتنا امام تحدٍ مصيري لايمكننا تجاوزه بحلول ترقيعية وخطوات صغيرة وبطيئة.
الشجاعة تتطلب منا عدم الوقوف أمام المسميات، التي لا تساوي أنملة أمام تاريخ هذا الشعب، الطامح بتشكيل حكومة تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة ضمن المدد الدستورية التي نادت بها المرجعية العليا.
وحدة العراق مشروع وقرار مصيري واستراتيجي للمخلصين، لا يقبل المساومة والإنحراف، ولا يسمح للغرباء الظلاميين، ولا للطامعين بالمناصب أن يتلاعبوا بتاريخنا، نحن المحرومون المظلومون، روينا ارض هذا الوطن بدمائنا منذ مئات السنين، العراق عراقنا ولا وجود للداعشيون بمختلف مسمياتهم وأهدافهم؟! وسيبقى العراق موحدا صامدا عزيزاَ، رغم كل الجراح والاهات ومحطات اليأس والاخفاق والتخاذل !
العراق وطن الانبياء والأئمة، اكبر من كل من يحاول ان يجد لنفسه مكاناً على حساب تاريخ هذا الوطن المقدس، وعظيم بما يكفي لتتحطم على صخوره، كل النرجسيات والنزوات والافكار المنحرفة من اي مكان اتت وبأي اسم تسمت.
نقف على اعتاب التاريخ ونسجل موقفاً ستذكره الاجيال القادمة، ونحرص على ان يكون موقف عز وفخر لاعناد و تشبث، مبدئيون في زمن اصبحت الشعارات الزائفة هي العملة الرائجة.
حظوظ المالكي في الولاية الثالثة، تراجعت الى تحت الصفر، وأصبح ورقة محروقة يجب التخلي عنه، تعسّر مهمّته بفقدان مسانديه في الداخل، ورفضته المرجعية الدينية، بطلب صريح عدم التشبث بالمناصب، ولا تنطبق عليه مواصفات المقبولية الوطنية والتغيير، وفرضية أنسحابة لاحت في الأفق، ببروز نجم المنافسين، ورد فعل طبيعي متوقع من المالكي وأنصاره، خوفاً من المحاسبة وطائلة القضاء، بعد تجريده من السلطات الواسعة، التي خلفت الأخطاء الكبيرة ،فضلا عن ملفات الفساد الكبيرة وقضايا سرقة المال العام التي عرفها العراق خلال فترة حكمه، وهذا ما يدعوه للتشبث بالمنصب الى أخر رمق.