22 ديسمبر، 2024 8:27 م

شروط الأقامة في اقليم كوردستان

شروط الأقامة في اقليم كوردستان

ثمة هاجس غريب ينتاب الباحث عن سر تباين الجغرافيا وعلاقة هذا التباين بسلوكيات الناس ،فلكل ارض لون وشكل وطقس ومناخ، ولأن السائل يأخذ شكل الاناء الذي يحتويه وفقا لحالات المادة في الفيزياء،فان البشر يأخذون اشكال والوان وطقوس ومناخات الاماكن التي يقيمون فيها .
لدى اقليم كوردستان العراق جغرافيا لها لون اخضر واحمر واصفر وازرق وبنفسجي وبرتقالي وسائر الوان أزهار الله التي تنبت هنا في جميع فصول العام ، ولدى اقليم كورردستان مدن فاتنة وخالية من الضغينة والشوائب،وتبعا للفيزياء فان جغرافيا الأقليم تهب سماتها الحميدة لمواطنيها اولا ثم للضيف والسائح والنازح والمقيم ، فماأن يدخل العراقيون من ارجاء مدن العراق منافذ الدخول الرسمية الى الاقليم حتى يخلعوا عبائاتهم العرقية والاثنية والطائفية دون ان يأمرهم احد بهذا ،نازحون ومقيمون وسائحون من جميع المدن يتجولون في شوارع واسواق ومتنزهات وجبال الاقليم الكوردي دون ان يسأل بعضهم بعضا عن طائفته او توجهه السياسي او تراكمات السنوات التي شهدت توترا بين الطائفتين ، الجغرافيا هنا خصبة ومرنة ورحيمة رغم وعورة التضاريس ،الجغرافيا هنا اليفة وخالية من الشوائب والادغال ،تنمو فيها كل ثمرة صالحة للنمو ومتآلفة مع عوامل الطقس الانساني وعوامل الضغط الجوي ،وفي جغرافية الاقليم تموت كل نبتة ملوثة غير صالحة للنمو وغير متآلفة مع الطقس الانساني وعوامل الضغط الجوي.
اقليم كوردستان العراق ،الاخضر على الدوام ،والاكثر امنا على الاطلاق وفقا لأستبيانات اممية رصينة ،صار هدفا للسائحين والمقيمين والمستثمرين ،وكلما التهبت المدن من حوله بسبب تقلبات الطقس السياسي ومشتقاته من نعرات وحروب كبيرة وحروب صغيرة ،زاد توجه الناس الى الاقليم كسائحين ومقيمين ومستثمرين ، فالانسان يبحث عن الأمن اولا ومن ثم السعادة يليها اطمئنانه على امواله وممتلكاته .لايختلف الاقليم عن سائر مدن الله كثيرا .الا انه كثيرا مايزاول صيانة العدالة والحريات وحقوق الانسان فيما تصدأ العدالة والحريات وحقوق الانسان على بعد ياردات من حدوده الاربعة .
شوارع الاقليم لم تألف قوافل وارتال الدبابات الامريكية التي تجبر المواطنين على الانتظار على هيئة طوابير حتى مرور اخر قطعة مدرعة من الرتل،ولاتعرف شوارع الاقليم طقوس مواكب المسؤولين ومشتقاتها من ابواق وتدافع واليك اليك ،لذلك ماان يدخل المواطن العربي الى مدن الاقليم حتى يتخلى عن كل قلقه الذي خلفته فكرة طوابير الارتال ومواكب المسؤولين ،ففي شوارع الاقليم لاارتال عسكرية ولامواكب مسؤولين ،ويحدث ان تلتفت الى يمينك وانت جالس في مركبتك عند اشارة المرور الحمراء لتجد مركبة مسؤول اجنبي رفيع او ووزير او قنصل او فنان مشهور تحاذي مركبتك وتذعن لأوامر الاشارة الحمراء ،ويحدث ان تتجول في اسواق قلعة اربيل الشهيرة وتتدافع في زحام السائحين مع قنصل اجنبي اومحافظ أو وزير،وعندما تجلس على المقاعد المحيطة بنافورات القلعة الشهيرة تشعر انك مواطن حر ابن حر ابن حر حتى آول سلالة احرار خلقها الله على الكرة الارضية . ثمة محاذير تشترطها الدول والمدن الكبيرة والصغيرة على زائريها ، ويزداد منسوب هذه المحاذير كلما زاد منسوب العنف الذي استشرى في قارات العالم كأستشراء الاوبئة والكراهية والحروب .فلكي تكون حرا وسعيدا في الاقليم ليس ثمة شروط كثيرة ،اولها هو احترامك لنفسك وللأمن المجتمعي وآخرها احترامك للآخرين ،دينك صنه في قلبك ، واخلاقك دعها تسبق كلماتك ،واحترم اشارة المرور والمارة وعابرو السبيل والقانون،القانون الذي لايميز هنا بين مواطن ومقيم ونازح وسائح وضيف . تلك هي شروط الاقامة والسياحة في اقليم كوردستان العراق ، ويالها من شروط انسانية يسيرة ورفيعة قياسا بشروط دول ومدن الآخرين .