23 ديسمبر، 2024 6:32 م

شركة نفط ذي قار ووعود الوزير

شركة نفط ذي قار ووعود الوزير

عندما دخلت ذي قار المدن العراقية المصدرة للنفط في 2007، تنفس في وقتها ابناء  المحافظة الصعداء ، وعلقوا امالا على ذلك ، رغم انها بدأت انتاجها ب12 الف برميل فقط، لكن خيبة الامل حلت على ابناء هذه المحافظة،  بسبب نكث الحكومة بوعودها المستمر بمشروع شركة نفط ذي قار، الآمال كانت مشروعة لأبناء مدينة تعيش على بحيرة من البترول وتلتحف السماء وتفترش الارض، فرص العمل كل غايتهم  لتعويض سنين من الحرمان فضلا عن الاسهام برفع المستوى المعاشي لمحافظة احتضنت كل الانتفاضات واوت كل المنتفضين مما جعلها محط سخط الديكتاتورية.

الحكومة السابقة كانت  تتحجج ان ذي قار لا تصدر100الف برميل  والقانون لا يجيز انشاء شركة نفطية باقل من هذا العدد، ومرة بدواعي طائفية فيما كانت المعارضة ترمي الحكومة السابقة بتهم  المركزية ،و ان المركز لا يمكن المحافظات لإدارة شؤونها من اجل ان تكون مجذوبة ومشدودة (محتاجة) له دائما فضلا عن ان الحكومة السابقة ساعية لبناء ديكتاتوريها الحديثة .

لكن كل تلك الادعاءات سقطت وتهاوت ،عندما بلغ انتاج ذي قار 150 الف برميل يوميا ،من حقول الغراف والناصرية وحقل صبة لتعلن الشركات الاجنبية  المستثمرة بالمحافظة ( بترونارس الماليزية و جابكس اليابانية) عن بلوغ حقل الغراف 230 الف برميل في 2017 فضلا عن تصاعد الانتاج في بقية الحقول النفطية ليعلن بعدها عن تصاعد الخزين النفطي ليصل الى 7ونصف مليار برميل كل تلك المعطيات ازالت الادعاءات والحجج وفرضت وضعا قانونيا واداريا يوجب انشاء الشركة لكن الوزارة تأبى التنفيذ وتصر على الوعود .

فيما تساقطت اتهامات المركزية ومدعيها عندما حصلوا على وزارة النفط واصبحوا يديرون دفتها باستلام الدكتور عادل عبد المهدي الوزارة الذي بقي يطلق وعودا تلو اخرى على مدى 4 اشهر ، دون اي خطوات فعلية او ادارية ، لكنه اليوم مطالب بان بالإيفاء بتعهداته لأبناء مدينته ، لاسيما وانه لم يتجاوز القانون فيها، وكل ما عليه الاسراع  بإجراءات تحويل هيئة حقول المحافظة الى شركة نفط ، ويخرج عن شرنقة التنظير ويدخل الى جو العمل الفعلي ، ان كان يشعر ابن المنتفج بروح الانتماء لذي قار، ويدرك مدى تعلق امال ابناء المنتفج على شركة النفط ، لاسيما وان شركة النفط بقيت 4 اعوام في ادراج الوزارة تتقاذفها الاكف من خانة الى اخرى.

 لذلك نحن اليوم امام تقييم حقيقي لمعارضة الامس ووزراء اليوم ،وهل يستطيعون النجاح بما اخفقت به الحكومة السابقة، ام ان المعارضة سرت بشرايينهم وصار الكلام والتنظير ديدنهم ،ولم تعد الوعود الا مقالات او تصريحات تكتب وتوضع ضمن الارشيف.