بعد إنحسار المطر الذي دام أكثر من 10 سنوات, شهدنا مطر ليس له مثيل خلال هذه الأيام, وتفائلنا خيراً بهطول المطر الذي حُرِمنا منه لعدة سنين, فهو رحمة وتطهير من الله تعالى للأرض والبشر حسب النصوص القرآنية التي وردت في كتابه الكريم, حيث قال تعالى }وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ{ (الأنفال): الآية11, ومن هنا نجد إن المطر فيه تطهير لنا نحن بني البشر, ولكن هل سيطهر المطر المسؤولين؟.
عشرة أعوام مضت والعراق الجديد يشهد إرتفاع ليس له مثيل في ميزانية الدولة, حتى وصلت لـ 138 ترليون دينار عراقي!, يقابل هذا الإرتفاع بطالة وفقر وسوء خدمات وتدهور ألبنى التحتية, وتشعر كأنك تعيش في إحدى الدول الأفريقية الفقيرة وليس في دولة تطفو على بحر من البترول!, ومع كل هذا نسمع تصريحات المسؤولين التي يسبق كل كلمة من كلامهم حرف (س), ولكن شاء الله أن يكشف فسادهم وسرقتهم لأموال العراقيين, ويكشف زيف المشاريع الفاشلة التي قاموا بصرف الأموال الهائلة عليها وأقصد مشاريع ( المجاري ), حيث غرقت أغلب المدن العراقية بسبب الأمطار, إذن أين المشاريع؟, أين المجاري؟, أين الأموال التي صرفت عليها؟, أين الخدمات التي أوعدونا بها؟, حتى الأرصفة التي هدروا الأموال الطائلة عليها غرقت في مياه الأمطار!, وهذه فرصة لهم لأنهم سيقومون بعمل أرصفة جديدة!.
أقترح على المسؤولين من رئيس الوزراء إلى أصغر مسؤول بالدولة: أن يستوردوا لنا زوارق ( مشاحيف ), وأعتقد يعرفون ما هو المشحوف!, لأنهم فعلوها من قبل وإستوردوا لنا سيارات ( سايبا ) بعد عجزهم من تعبيد الطرق!, نطالبهم اليوم بإستيراد مشاحيف!, لأننا أصبحنا محاصرين في منازلنا التي غرقت!, وأنصحهم أيضاً بفتح شركة خاصة تشرف عليها رئاسة الوزراء!, وأن يكون أسمها ( شركة مشحوفكو لإستيراد المشاحيف ), وربما يسأل سائل لماذا المشحوف تحديداً؟, الجواب هو: لأن المشحوف خفيف الوزن وسعره بسيط ولا يحتاج لجهد لتسييره ولا يحتاج للوقود وسريع في الحركة ومفيد في المناورة!, أضف إلى ذلك فهو يساعدنا على إحياء تراثنا, ويذكرنا بأيام الأهوار والمجاهدين العراقيين, إضافة إلى إنه سينقذنا من الغرق!, وهو وسيلة مؤقتة إلى إن يتم أنشاء مجاري نموذجية تلائم المناخ العراقي خلال العشرين سنة القادمة بأذن الله!.