18 ديسمبر، 2024 9:58 م

شركة الرواق : تطبيع إيراني – اسرائيلي

شركة الرواق : تطبيع إيراني – اسرائيلي

أسس شركة الرواق في تسعينات القرن الماضي كل من تحسين ابراهيم الشكرجي وشقيقيه محمد حسن و عبد العظيم، وهم من أصل فارسي ولم ينالوا الجنسية العراقية إلا في عام 1987 لأسباب قدّرتها الأجهزة الأمنية الوطنية في ذلك الوقت ، وكانوا يعيشون حياة مزدوجة أحد جانبيها معلن موالً للنظام الوطني والجانب الآخر مضمر معادٍ بمرارة لهذا النظام مارسوا فيه التخريب الإقتصادي و مهمات الطابور الخامس . أسفر الثلاثة عن دواخلهم المسمومة عقب الإحتلال الأميركي عام2003 فباتوا يتحدثون اللغة الفارسية في بيوتهم و كانوا أدلاء لعصابات الولي الفقيه لاعتقال وتصفية من يعرفون من الرفاق البعثيين و رجال الأجهزة الأمنية ، بل ذهبوا بعيداً فحاولوا اختراق صفوف المقاومة الوطنية العراقية لصالح كل من المحتل الأميركي و صنوه الإيراني لكن رجالها كشفوا أمرهم وكذلك جرى تصفية عبد العظيم في حي العامرية مما دفع تحسين ومحمدحسن لمغادرة بغداد و التنقل ما بين كندا و دبي وأربيل و عمان لتأسيس مواقع تجارية تخدم أسيادهم الفرس اقتصادياً و تخفف من آثار الحصار الدولي و العربي لهم . ويبدو أن مهزلة التطبيع الأعرابي مع العدو الإسرائيلي كانت فرصة ذهبية لركوب الموجة و استغلال جانبها الإقتصادي لخدمة إيران ، و كذلك اتخذ تحسين الشكرجي من أربيل مقراً لشركته و أرسل ابنه الأكبر لإيران حيث اقترن بسيدة ايرانية كما افتتح مكتباً في دبي يديره شقيقه محمدحسن ثم استكمل مخططه بترتيب اتفاقات تجارية مع مؤسسات و شركات إيرانية و اسرائيلية مؤداها أن يقوم ابنه علاء بشحن الطلبات الإسرائيلية من فستق و كافيار و رخام طبيعي و سجاد إلى ميناء دبي ومن هناك يتم شحنها مباشرة إلى ميناء حيفا بفلسطين المحتلة و بمقابل يتولى الشريك الاسرائيلي شحن الطلبات الإيرانية من أسمدة عضوية و أنابيب ريّ و عدد يدوية إلى دبي ومنها إلى ميناء بندر عباس ! لم يكن لتحسين الشكرجي أن ينجح في ترتيب تجارة بينية بين إيران و اسرائيل بمعزل عن موافقة رسمية إيرانية و بعلم الجهات المختصة في اسرائيل ، وهذه المعلومة على هامشيتها قياسا لما هو معروف عن حجم تجارة السلاح التي نشطت بين إيران و اسرائيل إبان فترة الحرب الإيرانية على العراق ، فإنها تثبت مقولة الجهات الوطنية العراقية والعربية وهي أن إيران – مثل اسرائيل – عدو قومي لكنه يتفرد باتخاذه من الدين الإسلامي قناعاً يموه به وجهه العنصري و يتلطى خلفه لتحقيق مطامعه الإمبراطورية التوسعية .