الكذابون من بني أدام كثرعبر التاريخ , ومعلم الكذب هو أبليس , وأول الكذب كان هو الكذب بالله وبرسله وكتبه وملائكته وباليوم ألآخر وبالقيامة وبالجنة والنار , فالكذب بدأ بألآشياء الكبيرة وأنتهى الى ألآمور الصغيرة كذب ألآبن مع أبيه , والصديق مع صديقه , والبائع مع المشتري , والحكومة مع شعبها , والدول مع بعضها كما يحدث اليوم حيث نشهد كذبا كبيرا لم تشهده سياسة ألآمم من قبل , فالكذبة الكبرى اليوم هو ما سمي بالحرب على داعش , وشركاء هذه الكذبة الكبرى كل من : أمريكا , وفرنسا , وبريطانيا , هذا في الجانب الغربي , أما في المنطقة , فتركيا أوردغان أصبحت الكذاب ألآكبر لآصرارها على نفي كل علاقة لها بداعش وبعصابات ألآرهاب التكفيري , ولكن الواقع وما على ألآرض التركية من مطارات وموانئ ومنافذ حدودية تشهد حركة يومية لعصابات ألآرهاب مما تجعل النفي التركي لامعنى له وهو مرض من أمراض السياسة الدنيوية التي لاعلاقة لها بالسماء , وصدق الشاعرالمعاصر عندما قال :-
قالوا السياسة .. قلت كهفا دامسا
قالوا التحزب .. قلت عودا يا بسا ؟
وتركيا هي من جهزت الخيام على حدودها للآجئين السوريين قبل ألآحداث السورية التي وقعت في جسر الشغور بأسبوعين مما يعني سبق تورطها بالحدث السوري , وكثير من الصحفيين ألآتراك وبعض رؤساء أحزاب المعارضة التركية يؤكدون أحتضان حكومة أوردغان للآجئين السوريين بحث لايطلب منهم أي مستمسكات سوى التعريف بالهوية السورية وهو أمر لايمكن أن يحدث في أي دولة تتعامل مع رعايا أجانب بدون جوازات سفر رسمية وتأشيرات دخول , ثم أن أطلاق سراح موظفي القنصلية التركية في الموصل من قبل داعش هو دليل على وجود العلاقة والتنسيق , وقضية المختطفين اللبنانيين الزوار في منطقة أعزاز على الحدد التركية السورية والذين تم أطلاق سراحهم نتيجة التدخل التركي وبالتواصل مع أمارة قطر , ثم أن الصحافة الغربية بهامش مالديها من حرية كثيرا ماكتبت عن التعاون التركي مع العصابات ألآرهابية بألآرقام وبالوثائق , وأعترافات بعض أفراد العصابات ألآرهابية الذين شرحوا تفاصيل قيام ألآجهزة ألآمنية التركية بتجهيز تلك العصابات بألآسلحة الكيمياوية خصوصا التي أستعملت في الغوطة الشرقية ووجدتها أمريكا ذريعة لآدانة الدولة السورية , ومن شركاء الكذبة الكبرى في الحرب على داعش في المنطقة العربية كل من السعودية وقطر وألاردن وتتواطئ معهم كل من ألآمارات والبحرين والكويت .
وشركاء الحرب على داعش كما أعلنته أمريكا التي تقود تلك الحرب هم ثمانون بلدا بدون نقد , ومن شركاء أمريكا في الحرب على داعش هم فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا والسعودية والمغرب وقطر وألآمارات والكويت والبحرين وألآردن ولم توافق تركيا في المشاركة بالحرب على داعش ؟ فما يعني ذلك ؟ ثم أن أغلب الدول المشاركة نظريا في الحرب على داعش أنسحبت ولم تعد لها مشاركة عملية , ولآن الحرب على داعش أقتصرت على الطيران فقط , وهذا بحد ذاته ومع أعتراف الخبراء العسكريين بأن القصف الجوي لايمكن أن ينهي التمرد على ألآرض مالم توجد قوات برية , وأمريكا صرحت منذ ألآيام ألآولى بأن الحرب على داعش تستغرق سنوات طويلة وهي أشارة محاطة بالكثير من علامات ألآستفهام , مما يعني أن أمريكا تخفي من وراء ذلك أهدافا أستراتيجية تريد تحقيقها من وراء الحرب على داعش منها : بقاء القيادة والهيمنة بيدها , وهذا ما يمنحها التدخل في شؤون الدول التي تنتشر فيها داعش متى تريد وبطريقتها الخاصة , والعراق من ألآمثلة العملية على ذلك , فأمريكا أدخلت ثلاثة ألآف عسكري في العراق بعنوان مستشارين , وهؤلاء يقومون بدور تجسسي خطير في العراق , فهم يقيمون علاقات مع بعض العشائر لغرض أضعاف علاقتها بالحكومة المركزية , وهم يقيمون علاقات مع البيشمركة ومسعود البرزاني لغرض تعزيز أرادة ألآنفصال , وهم يقيمون علاقات مع بعض البرلمانيين وبعض أعضاء مجالس المحافظات في كل من الموصل والرمادي وتكريت وديالى لزعزعة الثقة بالحكومة , وتظل حكومة الولايات المتحدة ألآمريكية تماهل وتتباطئ في تزويد الجيش العراقي بطائرات أف 16 وألآسلحة المتفق عليها حتى لاتجعل القوات العراقية قادرة على حسم المعركة مع عصابات داعش , هذا من جهة ومن جهة أخرى فأمريكا تضغط دائما على رئيس الحكومة العراقية بعنوان المصالحة الوطنية , وهو تدخل سافر في الشؤون العراقية , وأتباع أمريكا مثل قطر والسعودية وتركيا وألآردن وألآمارات والبحرين والكويت يتبنون نفس التصريحات ألآمريكية في المصالحة , فأمارة صغيرة مثل قطر متورطة بكل أنواع الدعم للعصابات التكفيرية عندما يزور وزير خارجيتها بغداد يصرح علنا وبوقاحة في مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية العراق أبراهيم الجعفري قائلا على العراق بذل مزيدا من الجهود من أجل المصالحة الوطنية ولم يكن للوزير العراقي جوابا يعترض ويرفض مثل هذه التصريحات التي تخفي ورائها كيدا للعراق وأضعافا له , ووزير خارجية فرنسا في المؤتمر ألآخير في باريس حول الحرب على ألآرهاب صرح قائلا : بأن الحرب على داعش طويلة , وكرر تصريحات أمريكية مضمونها التركيز على المصالحة الوطنية في العراق حتى أصبحت المصالحة شماعة من يريدون أضعاف العراق وأيجاد مبررات لوجود داعش في العراق , ومن التصريحات الملفتة ما صرح بها وزير خارجية ألآمارات قائلا : لايمكن أنهاء داعش في العراق وسورية مع بقاء بشار ألآسد وعدم تحقق المصالحة الوطنية في العراق , ومحاولة ألآردن تدريب العشائر السورية وتقديم السلاح لبعض عشائر ألآنبار يأتي في أطار ضبابية الحرب على داعش وتعدد محاورها دون جدوى , ومثلها ما أعلنته السعودية مع أمريكا أيام الملك عبد الله من أنها ستقوم بأستقبال المعارضة السورية وتدريبها على أراضيها ومثل ذلك أعلنت أمريكا وتركيا من تدريب ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة في تركيا , وأخيرا ظهر أن المعارضة المعتدلة هي جبهة النصرة ؟ التي أعتبرتها ألآمم المتحدة منظمة أرهابية , ولقد كشفت عمليات قدوم ألآرهابيين بألآلاف من جهة الحدود التركية مدعومة بغطاء ناري تركي لتدخل مدينة أدلب السورية المجاورة للحدود التركية , ومثلها دخول ألآف المسلحين مجهزين بأسلحة متطورة الى مدينة جسر الشغور , ثم كان الهجوم ألآرهابي على مدينة تدمر , كل هذا العمل والتحرك المكشوف لعصابات ألآرهاب ينفي بما لايدع مجالا للشك أن الحرب على داعش هو كذبة كبرى , فلو كانت هذه الدول جادة في حربها على داعش كيف تظل متفرجة على تحركات العصابات ألآرهابية , ثم من أين لهذه العصابات كل هذه ألآجهزة المتطورة وبعضها أمريكي ومنها أسرائيلي وسعودي وتجهيزاتهم الغذائية قطرية والدعم اللوجستي تركي وأردني بشكل لايقبل النفي , وأذا كانت أمريكا قادرة على القيام بعملية أنزال في منطقة دير الزور لآلقاء القبض على ألآرهابي ” أبو سياف ” وهو من داعش , فلماذا لم تقم بضرب ألآف المسلحين الذين توجهوا من تركيا لآدلب ولجسر الشغور ولمدينة تدمر الصحراوية , وأذا كانت أمريكا لاتريد بقاء بشار ألآسد وتريد للمعارضة السورية أن تتقدم في عملها ضد بشار , بينما في العراق تعلن ظاهرا غير ماتعلنه في سورية فهي في الظاهر مع الحكومة العراقية وأذا كانت كذلك فلماذا غضت النظر عن تحرك عصابات داعش من سورية وشمال ألآنبار وهي أراضي صحراوية شاسعة حتى دخلت مدينة الرمادي بواسطة السيارات المفخخة , والسؤال هنا لماذا سكتت أمريكا وأين مستشاريها في قاعدة عين ألآسد في ألآنبار ؟ وأين طيرانها الحربي لما لم يضرب تلك التجمعات المسلحة والمؤللة للعصابات ألآرهابية ؟ ولماذا يقوم المسؤولون ألآمريكيون برمي اللوم على الجيش العراقي في حادثة ألآختراق في الرمادي , فأذا كان التحالف الدولي في الحرب على داعش جادا وصادقا فليس من الخلق العسكري رمي التقصير على الجانب العراقي فقط , ثم أن قيام داعش بتخريب وتدمير أثار الموصل وحضر على مرأى ومسمع من قوات التحالف الدولي دون أن تحرك ساكنا وتترك ألآمم المتحدة تكتفي بالشجب وألآستنكار لهو عمل مدان وموقف متحيز لصالح داعش , وتظل قضية بيع النفط الذي تمارسه داعش ناهيك عن تورط الجانب التركي , ألآ أن من يدعي عالميا أنه يحارب داعش وشركاتهم الغربية ومعها أسرائيل التي صرحت علنا بأن داعش وجبهة النصرة لايشكلان تهديدا لآسرائيل وعلاج جرحى العصابات التكفيرية يتم في المستشفيات ألآسرائيلية علنا , وأذا أضفنا لذلك عدم قدرة الحكومة اللبنانية على أتخاذ قرار بطرد ألآرهابيين من جرود عرسال اللبنانية وهي بمساحة 350 كيلومتر مربع علما بأن تمام سلام رئيس الحكومة اللبنانية قام بزيارة المملكة السعودية قبيل دخول قوات المقاومة اللبنانية الوطنية الى جرود عرسال لطرد تلك العصابات وعندما لم يحصل تمام سلام على جواب لطرد عصابات داعش والنصرة والسعودية مرتبطة بالقرار والموقف ألآمريكي , من كل هذه العوامل يمكن للمحلل السياسي بدون عناء ودون الرجوع الى مصادر أخرى مثل صحيفة الغارديان البريطانية التي صرحت يوم 4|6|2015 بأن أمريكا هي من ترعى داعش حتى تظل المنطقة في عدم أستقرار مما يجعل مرجعية أمريكا أمرا لابد منه , هذه هي الكذبة الكبرى في الحرب على داعش , أنها حقا كذبة العصر ؟ فعلى الشعب العراقي وقواه الوطنية وحشده الشعبي وأصدقائه الحقيقيين تحمل مسؤوليتهم في طرد داعش دون ألآعتماد على التحالف الدولي ودون جعله عدوا كذلك فالحكمة تقتضي الخلاص من هذه الكماشة بالروية وتفهم الظروف المحيطة بنا وألآتكال على الله وأستنهاض قوى الشعب المخلصة كفيل بتحقيق النصر بأذن الله