22 ديسمبر، 2024 10:20 م

شرق الفرات …ماذا يجري هناك؟

شرق الفرات …ماذا يجري هناك؟

ما يجري في مناطق شرق الفرات بات يشغل كل المجتمع الدولي بما في ذلك الجوار الإقليمي والعربي بالرغم من اختلاف المواقف ووجهات النظر، حيث هددت تركيا بتنفيذ عملية عسكرية ضد قوات سورية الديمقراطية “قسد” والفصائل الكردية الأخرى، إذا لم تقم منطقة آمنة شمالي سورية.

في هذا السياق توعد أردوغان خلال اجتماع لقادة حزب العدالة والتنمية ، أكراد سورية بمصير قاس قائلاً ” إن من يمارسون البلطجة بالاعتماد على قوى أجنبية، سيتم دفنهم”، وأن بلاه عازمة على القضاء عليهم، وانطلاقاً من ذلك وصلت دفعات من الآليات العسكرية التركية إلى الولايات المتاخمة للأراضي السورية بهدف تعزيز قدرات الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب الحدود، وتعزز تركيا بصورة مستمرة مواقعها العسكرية على الحدود مع سورية، و تدعم قواتها الفصائل المسلحة التي سيطرت على مناطق بريف حلب، كما أرسل الجيش التركي قوات استكشافية خاصة إلى مناطق قرب مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، إضافة إلى إزالة قسم من الجدار المحاذي للمدينة على الحدود السورية التركية، الأمر الذي يشير إلى اقتراب العملية العـسكرية التي تخطـط تركيا لتنفيذها ضـد “قسد” .

وفي السياق نفسه، تشعر تركيا بالغضب بسبب الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب، الحليف الرئيسي لواشنطن على الأرض أثناء الحرب التي شنتها أمريكا على تنظيم داعش وأخواته، الذي أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أمريكا تعرقل التقدم بشأن المنطقة الآمنة مثلما فعلت بشأن خارطة طريق متفق عليها لإخلاء مدينة منبج في الشمال من وحدات حماية الشعب الكردية في العام الماضي.

من جهة أخرى ما يجري في إدلب بشمال غرب البلاد له علاقة بما سيجري في شرق الفرات حيث تركيا من جهتها تحاول الاحتفاظ بمواقعها في إدلب مقابل التخلي عن بعض طموحاتها الآنية شرق الفرات، فعملية تحرير إدلب بدأت بعد التعزيزات الكبيرة التي أرسلتها دمشق إلى جبهات الشمال والقصف الجوي والصاروخي التمهيدي على مواقع المليشيات المسلحة وبالتالي بدأ العد التنازلي من حسم ملف شرق الفرات .

وأما قادة “قسد” الذين يعتقدون بأن الجيش الأمريكي سيشكلون حماية لهم، فإن إعلان ترامب الانسحاب لم يأتي عبثاً، بل لأن قواته باتت لا تتحمل التهديدات الأمنية التي تحيط بها في هذه المنطقة، كما أن رسالة الرئيس الأسد كانت واضحة ، أنه أمام فصائل “قسد” خيارين، إما العودة لحضن الوطن أو أن الجيش السوري سيتجه لتحرير شرق الفرات بالقوة حتى لو دعمت واشنطن هذه الفصائل عسكريا ولوجستياً.

مجملاً…إن مستقبل مناطق شرق الفرات سيكون وفق ما تقتضيها إرادة الجمهورية العربية السورية وحلفائها وستكون بعيدة كل البعد عن أي نفوذ للنظام التركي الذي يحاول تحقيق طموحاته في شرق الفرات.

وأختم بالقول لقد كانت معركة الغوطة الشرقية ومعركتي مخيم اليرموك والحجر الأسود أصعب المعارك ضد التنظيمات المسلحة، وتمكن الجيش السوري من هزيمة هذه التنظيمات، بذلك يستطيع أن يحرر شرق الفرات بوقت قصير، كما أن روسيا أعلنت مراراً وتكراراً على لسان رئيسها أن وحدة وسيادة الأراضي السورية كاملة هي خط أحمر، وهنا ما يدفع للقول بأنه من المؤكد أن الجيش السوري سيعبر النهر وسيستعيد شرق الفرات قريباً.