23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

“شرف” كوندليزا رايس

“شرف” كوندليزا رايس

 الزعماء والمسؤولون الكبار  في الغرب صريحون جدا في الكشف عن اسرار تبدو فوق الخط الاحمر في ثقافتنا الشرقية. لكن ما لفت نظري ان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندليزا رايس بدت متقشفة جدا في استعراض خصوصياتها وهي تسرد قصة حياتها منذ بواكير طفولتها وحتى بلوغها “اسمى مراتب الشرف” على حد قولها وعنوان كتابها. ليس هذا فقط فان هذه الاكاديمية السوداء والمتخصصة في الشؤون السوفيتية تبدو مدينة في وصولها الى ما بلغته من مناصب عليا الى اسرة بوش الاب والابن. هي لم تقل ذلك  بشكل صريح لكن لاتكاد   تخلو صفحة من صفحات كتابها “832 من القطع الكبير” من مدح او اشادة باسرة ال بوش بدء من الاب حتى الابن مرورا ببربارا ولورا.   
وبعكس زميلها الاسود ايضا رئيس الاركان ووزير الخارجية الاسبق كولن باول الذي يتمتع بكبرياء عال سواء في طريقة عرضه لمذكراته او اسلوب حياته عندما اصبح وزيرا للخارجية فان رايس لاتزال تحمل عقدة لونها “الاسود” في مجتمع منحها “اسمى مراتب الشرف” التي قد لاتستحقها!!. باول وقد كنت قرات مذكراته باعجاب سولت  له نفسه يوما ان يرشح لانتخابات الرئاسة الاميركية عندما اصبح بطلا قوميا يحظى بشعبية كبيرة لاسيما بعد الحرب على العراق عام 1991. لكن المفارقة ان زوجته “الما” هي التي عارضت بشدة توليه هذا المنصب وكذلك صديقه الحميم ووكيل وزارة الخارجية الاميركية في عهده ريتشارد ارميتاج الذي ما ان ساله باول رايه فيما لو رشح لمنصب الرئاسة حتى قال له ارميتاج بعد “صفنة زغيرة” .. لاترشح .. المنصب لايليق بك. وهو ما يعني انك اكبر من رئيس الولايات المتحدة الاميركية.
لكن رايس بدت امرا اخر تماما الى الحد الذي تبدو فيه “شديدة اللواكة” لبوش الذي كان بدوره يفضلها على باقي طاقم ادارته. رايس التي لاتنكر اصولها الافريقية وانها “سليلة عبيد”  تبدو شديدة الاخلاص للنموذج الاميركي في الحياة والسياسة وكل شئ. وفي كل موقف تمر به لاسيما المواقف التي تحقق فيها انجازات دبلوماسية في مختلف بقاع العالم وقاراته لاتفتأ تذكر “بالخير” الاباء المؤسسين الذين صنعوا مجد اميركا. ومع ان رايس حاولت ان تتجنب الذاتي في حياتها الخاصة بعكس اخرين مثل تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الموحدة ابان الحرب على العراق عام 2003 الذي يعترف في كتابه “جندي اميركي” انه ابن زنا “طبعا لوما ابن زنا ما كان سوى اللي سواه بينا” فان اهم ما ينبغي استخلاصه من ” عقدة رايس” المتمثلة بلونها الاسود الذي اوصل زعيما محنكا وذا كاريزما مثل باراك اوباما الى منصب  رئاسة اميركا لدورتين مع انه يفترض ان تكون له عقدة اخرى وهي نصف اسمه المسلم “حسين” في مجتمع مسيحي. اقول ان اهم ما ينبغي استخلاصه ان رايس تشعر بالامتنان لمجتمع بهذه المواصفات لايفرق بين اكثرية او اقلية . اسود وابيض , احمر واصفر والا لخرجت الانسة رايس على راس تظاهرة  في احدى ساحات ولايتها الاباما رافعة شعار.. ارحل او لا للتهميش او الاقصاء.