23 ديسمبر، 2024 4:49 م

شرع الله يستغيث – فهل من مجيب؟

شرع الله يستغيث – فهل من مجيب؟

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ))
ما ان صوت مجلس الوزراء العراقي على تمرير قانون الاحوال الجعفري الذي يتكفل تنظيم الاحوال الشخصية لشريحة واسعة من المواطنين وفق الاحكام الشرعية التي يؤمنون بها ورفعه الى مجلس النواب لغرض قراءته ومناقشته وإقراراه حتى علت اصوات البعض من العلمانيين واللبراليين من داخل العراق وخارجه للوقوف في وجه تشريع هذا القانون. ونتيجة المواقف الضعيفة من بعض القيادات الدينية والسياسية تجاه القانون وعدم اهتمام اغلب من يدعي الانتساب للإمام جعفر الصادق (ع) بدعمه والمطالبة بتشريعه تمادت بعض الجهات السياسية والدبلوماسية والإعلامية الخارجية في غيها وأعلنت وقوفها بوجه تمرير القانون بدعاوى واهية كعدم انصاف المرأة وترسيخ الطائفية كما حصل من موقف ميلادينوف ممثل بعثة الامم المتحدة في العراق وكذلك موقف الخارجية الامريكية على لسان متحدثتها ماري هارف في تصريحاتها الاخيرة ومحاولات قناة الجزيرة للتثقيف ضد القانون ((وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)).
          وقد وقفت جموع من النسوة المؤمنات السائرات على خطى الزهراء (ع) في رفضها للباطل وانتفاضها ضد من يكيد للإسلام حينما خرجن في تظاهرات عديدة في بغداد والنجف والبصرة والناصرية وهن يعلن تأييدهن لإقرار شرع الله الذي يكفل السعادة والعدل بين بني البشر ويراعي خصوصيات الرجل والمرأة في حقوق وواجبات الحياة الزوجية ورافضات لتدخل الجهات الخارجية في الشأن الداخلي ومنددات بمواقف النساء المتهتكات من دعاة اباحة العلاقات غير المشروعة وتعدد ازواج المرأة الواحدة وخلع الحجاب اللاتي خرجن لابسات السواد حدادا ً على تمرير القانون في مجلس الوزراء!!!
       ومن هنا فالدعوة الى جميع الاخوة المؤمنين بكل اطيافهم المذهبية والقومية والفكرية والسياسية ان يقفوا وقفتهم المشرفة تجاه من لا يريد للإسلام ان يقود الحياة ويحاول استئصال جذوره فلا يبقى منه الا الاسم ليتحول المجتمع الى مجموعة افراد لا هم لهم الا اشباع نزواتهم وأهوائهم فارغين من القيم الاصيلة والمبادئ السامية والسلوك الرفيع التي اسس لها الدين الاسلامي.
       وأتمنى على الجميع في تعاملهم مع هذا الموضوع ان يتحلوا بالإنصاف والموضوعية وان لا يقدموا انتماءاتهم وتوجهاتهم المذهبية والمرجعية والسياسية على الانتماء لديننا الحنيف والولاء لنبينا الكريم (ص) وأئمتنا الاطهار (ص)، واعتقد انها هي فرصة لتوحيد الصفوف والجهود ولنري اعدائنا تماسكنا واعتزازنا بإسلامنا وذودنا عنه فنرد كيدهم الى نحورهم.
      ولعل الدور الابرز يقع على نساء الاسلام في الدفاع عن القانون والرد على مناوئيه لأنهم يتخذون من المرأة ذريعة لرفض القانون بدعوى انه يظلمها ويسلب حقوقها التي يضمنها (بحسب ادعائهم) القانون الوضعي المعمول به حاليا ً جهلا ً منهم بأن القانون الوضعي لا يمكنه انصاف المرأة اكثر من قانون الشريعة الاسلامية الذي شرعه خالق البشرية العارف بما يصلح شؤونها، وليكن ذلك الدور من خلال الفعاليات المختلفة ولعل ايسرها المشاركة في حملات الدعم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وباقي وسائل الاتصال المتيسرة.
      ولنتذكر جميعاً ان الصديقة الزهراء (ع) التي نعيش ذكريات استشهادها انما خرجت وخطبت واحتجت وتعرضت للمظلومية من اجل الدفاع عن الشريعة المقدسة وحفظها من تحريف اصحاب المصالح الضيقة وكيد المنافقين، فالتأسي بها (ع) انما يكون من خلال الاقتداء بسيرتها وتجسيد ادوارها ونصرة مواقفها وليس من خلال الاكتفاء بدعوى محبتها وتذاكر مظلوميتها، فهل نحن ملتفتون؟
 اسأل الله ان يوفق الجميع لمرضاته ونصرة دينه واعلاء كلمة الحق انه ولي التوفيق.
 ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))