23 ديسمبر، 2024 6:41 ص

شرعية الإرهاب الأمريكى

شرعية الإرهاب الأمريكى

فى لحظة ظلامية من التاريخ المصرى تغلبت المشاعر العقائدية على المصلحة الوطنية، وأستولى رجال تنظيم عقائدى أيديولوجى لا تهمه مصلحة الوطن بل يهمه الوصول إلى السلطة لنشر أفكاره العقائدية الخاصة بالقوة وفى غياب أيه رقابة، لأنهم كانوا المتسلطين الدكتاتوريين بأسم العقيدة التى يركع أمامها كل عربى، وتصاعد الغليان الشعبى الرافض لتجاهل مشاكلهم وإهتمام السلطة العقائدية بتمكين أتباعها فى خلايا الجسد المصرى، وكانت الضربة القاضية لسياسات الإخوان والإحباط الأمريكى المتحالف معهم عندما أنتفض الشعب ضدهم وتم عزل مرسى وجماعته بإرادة شعبية نفذها الجيش الوطنى.

الإحباط وخيبة الأمل الأمريكية نابعة من اليقين الذى رأت بوادر نجاح سياستها فى إقتراب سقوط نظام مبارك، ثم تمكين تنظيم المحظورة من الحكم وهى الذراع القوية التى قاعدتها وجسدها الحقيقى يعيش داخل الإدارة الأمريكية، حيث يتولى الكثير من إفراد هذا التنظيم مناصب عديدة وتم إعدادهم لتصديرهم إلى مصر حال نجاح خطتهم بالإستيلاء على السلطة، لتفرض أمريكا سيطرتها وتتحكم فى إدارة مصر كبرى البلاد العربية ودائماً كما حدث بالعراق مجرد حجة لنشر الديموقراطية وحقوق الإنسان، وكما يقولون فسخرية القدر أو العبث الأيديولوجى أن تستعين بالأذرع الإرهابية لتطويع والتحكم فى الجماعات الإسلامية، أى من جديد يحاولون وضع الثعالب والذئاب لقيادة القطيع!!!

فالجماعة المحظورة تسعى لإسقاط الرئيس السيسى حينها سيكون عودتها للإدارة السياسية أسهل فى ظل الدعم غير المحدود من الإدارة الأمريكية ودول الإتحاد الأوربى وغنى عن الذكر تركيا وقطر وإيران، حيث بدا واضحاً منذ عزل مرسى وجماعته مقدار ما يتمتعون به من مكانة لدى أمريكا ودول أوربا، حيث ألتقى وفداً من قادة التنظيم الدولى للإخوان بالعديد من المسئولين فى عدد من الدول الأوربية، لإقناعهم بالضغط على حكوماتهم ومساعدتهم فى الإفراج عن المعتقلين من أفراد الجماعة، وألتقى مسئول التنظيم الإخوانى فى بريطانيا بلجنة التحقيقات فى شرعية الأنشطة الإخوانية التى يمارسونها على أرض بريطانيا، بل دعى المسئول الإخوانى أعضاء التنظيم لعدم القلق لأن التقرير الذى ستصدره لجنة التحقيقات سيكون فى صالحهم، وعليهم اعتباره حبراً على ورق وكل هذا يبرهن مدى تغلغل وإقتناع السياسات الأوربية بالتنظيم الإخوانى لأنه يحقق مصالحهم وأهدافهم الحاضرة والمستقبلة فى منطقة الشرق الأوسط.

أصبح العنف والقتل الذى يقع فى مصر لا يلفت نظر المنظمات الحقوقية ومن يقف ورائهم من الدول الأوربية وأمريكا، بل تعمل تلك الدول على حصار مصر سياسياً وأقتصادياً وإرهابياً فالجميع يعرف أنه لا مصلحة لتلك الجماعات الإرهابية فى التضحية بأفرادها مجاناً وقتل أبرياء مصريين، إلا إذا كانوا دخلوا أرض مصر بسماح من الجماعة وينفذون إرادتها فى خلق فوضى العنف والتفجيرات والقتل، وكل ذلك من أجل عودة شرعية الجماعة التى فشلت بأعتراف العالم كله، كل تلك الجرائم التى يعرفون من يقف خلفها يتجاهلونها وتتجمد مشاعرهم نحوها لكن يزداد إنفعالهم وإهتمامهم بإطلاق سراح المعتقلين الذين يوجد بينهم صانعى جرائم الإرهاب ومخططيها وتريدهم طلقاء أحرار لتنفيذ جرائم جديدة.

إن الذين يدافعون عن الحقوق الإنسانية يتركون بلداً مثل سوريا يتكالب عليه الإرهاب الدولى، أى ذلك الإرهاب التى تقف وراءه نفس الدول التى تعلن إهتمامها بحقوق المواطن بل هم أنفسهم الذين قدموا التسهيلات والإمدادت لتلك الجماعات الإرهابية لتكون سوريا حلقة مفرغة جديدة بعد أفغانستان والعراق، إن الإنتهازية السياسية الدولية لا يهمها تلك النهايات المأساوية التى وصلت إليها بلاد مثل مصر وسوريا والعراق بقدر إهتمامها بتحقيق مخططاتها الغير إنسانية لإسقاط أى نظام سياسى لا يضع أولى إعتباراته السير وراء إرادة دكتاتورية النظام الأمريكى.

إن ما يحدث على الساحة العربية من عمليات إرهابية وأزمات طائفية وأقتصادية وسياسية بات واضحاً وقوف أمريكا وراءها، والسبب فى ذلك خضوع الكثير من جماعات الإرهاب حول العالم لها ، وأصبح السمع والطاعة هو المبدأ الجوهرى فى سياسات أمريكا وحلفائها وهو نفس المبدأ الذى تقوم عليه الجماعة المحظورة التى تنادى بشرعية وجودها التى تأخذها من شرعية الإرهاب الأمريكى.