18 ديسمبر، 2024 9:35 م

يبدو ان جميعالاقوياء في هذا العالم يحملون قسطا وافرا من السادية وقسطا آخر من العجرفة ,,,
كان نائب العريف”شلتاغ”الذي يلقبونه بالباشا يقف امام مركز شرطة القرية,,وهو يرتدي بدلته الخاكية المطرزة بخيوط سوداء,,ويحمل بندقيته فوق كتفه,,مستعدا لمواجهة اي حالة طارئة,,حينما مرت “ملكة”,,من امامه وهي تحمل فوق رأسها زبيل مملوء بالطماطم والخيار والباذنجان,,ومتجهة الى بيتهاالواقع في الركن الشمالي لمركز شرطة القرية,,,
وقع شلتاغ في حيرة من امره,,هل يبقى متسمرا في مكانه,,يؤدي دور الشرطي الجنتلمان امام المركز,,ليرضى عنه آمر المركز..,ام يترك مكانه,,ليتبع “ملكة”,,ويصارحها بشغفه وولهه,,بعشقها,,الذي يكاد يشبه عشق امرأة ثلاثينية لموقد ناري في ليلة شتوية باردة,,,
لقد سمع الكثير عن جمالها,,عن طريق بعض بائعات الهوى اللاتي يقضين الكثير من الليالي في سجن المركز,,كما انه قد رآى سحر هذا الجمال لاكثر من مرة,,حينما تمر من امام المركز,,صباح كل يوم ,,وهي تحمل زبيل الخضار,,,
“لم اعشق امرأة في حياتي سواها”,,
اخيرا ,,قفز من مكانه,,وهو يخرج من جيبه الخلفي قارورة عطر,,تركية,,كان قد اهداها اياه لص مشهور بسرقة العطور,,مقابل ان يساعد في هروبه من سجن المركز,,وأخذ يرش رأسه,,ووجهه,,وصدره,,وذراعيه,,وساقيه,,وحتى أخمص قدميه,,بهذا العطر التركي,,حتى اصبح وكأنه زجاجة عطر تمشي في الارض بقدمين,,وتابع السير نحو بيت “ملكة”,,
طرق الباب,,وهو يفتل شاربيه,,
::اهلا عريف شلتاغ,,خيرا”
:::لا..ولكن اريد ان اصارحك بموضوع”
::نعم تفضل”
::انا اريد الزواج منك::
“”لا بأس تعال الى ابي في المساء::
||انت موافقة””
::اذاوافق ابي”
في ظرف اسبوع كانت “ملكة”في بيت :شلتاغ::…
||ملكتي لقد جلبت لك العطر والمكياج::
||ملكتي جلبت لك اللحم والخضار||
||ملكتي جلبت لك الملابس والاكسسوارات التي طلبتيها |||
كان يلبي جميع طلباتها,,حتى انه يضطر في كثير من الاحيان الى الاستدانة من ضابط المركز,,
لكن ملكة لم تكن سعيدة اطلاقا,,
||كل ما ترغبين به ياملكتي ستجدينه امامك,,حتى روحي ان شئت””
|||لكن بشرط ان لا تخرجي من البيت|||
||فانا اغار عليك حتى من الهواء|||
كانت اذا اشتاقت الى ابيها,,يذهب شلتاغ الى داره,,يستاجر سيارة تاكسي,,وياتي بابيها اليها,,مخافة ان يراها احد|||
||كان دائما ما يهمس في قرارة نفسه “”ملكة مخلوقة لي,,ولا يحق لاحد ان يتمتع بجمالها كما اتمتع انا,,انها مليكتي|||
ذات يوم بارد وممطر ,,كانت القابلة:ام جلال في بيت شلتاغ””
“”لم يكن بالامكان ان يخرج الطفل من رحم ملكة,,الا بعملية جراحية قيصرية في المستشفى والا سيموت الطفل””
“”اخذ يدخن بشراهة,,لاباس يموت الطفل ,,ولاتخرج ملكة من البيت ::
قالت القابلة..
||ليس الطفل وحده من سيموت,,فملكة تنزف كثيرا,,وربما تموت هي ايضا…””
اسرع الى الشارع,,,وجاء بسيارة تاكسي””
“”وضع الخمار فوق وجهها””
“”ووضع الجلباب الاسود فوق جسدها””
“”اراد ان يطلب منها الخروج الى السيارة””
“”لكنها كانت فاقدة الوعي تماما””
“”ماذا افعل””
صرخت في وجهه ام جلال ,,ماذا تنتظر ,,اسرع ,,واحضر المساعدة من سائق التاكسي:::
بعد كل هذا الحرص ,,يدخل البيت رجل غريب,,ويحمل جسد “ملكة “”بيديه,,يا للعار,,
كان سائق التاكسي شابا قويا,,ويبدو انه يمارس لعبة كمال الاجسام,,جسم رشيق ,,وعضلات مفتولة,,حمل ملكة بكلتا ذراعيه ,,الى السيارة,,بينما صعد الى جانبه شلتاغ ,,وهو يكاد يموت من الغيظ,,
وصلوا المستشفى,,سارع موظفي الخدمة,,الى وضعها في حمالة المرضى’’
في الطريق,,الى صالة العمليات,,تعثرت الحمالة,,وانقلبت,,على عقبيها,,انكشف المستور,,وجهها,,وشعرها,,ونصف ساقيها,,اضافة الى سقوط بقع دم سوداء على بلاط المستشفى,,
وحينما دخلت صالة العمليات,,كان شلتاغ يبحث عن طبيبة,,لاجراء العملية,,
“”ياللحظ الطبيبة مسافرة في ايفاد الى لندن لحضور مؤتمر طبي هناك,,
||يا للهول,,طبيب يجري العملية,,سيرى كل شيء””
||الموت ولا العار::
بعد ساعتين خرج الطبيب,,حاسر الوجه,,
“”انا آسف لقد مات الطفل::
صرخ شلتاغ بقوة
“”ملكة””
قال الطبيب
“”لم استطع انقاذها ,,لقد نزفت الكثير من الدماء””
قال شلتاغ بصوت خافت
“”يبدو ان جميع الاقوياء في هذا العالم يحملون قسطا وافرا من السادية وقسطا آخر من العجرفة ,,,