17 نوفمبر، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

شرب بول ( المجاهدين في سوريا ) فتوى مارقة !

شرب بول ( المجاهدين في سوريا ) فتوى مارقة !

 يعتبر الهندوس من اكثر الطوائف  تقديساً للابقار وحرمة أكل لحومها  والتبرك بفضلاتها وعدم التعرض لها او ايذاءها حتى اذا اغلقت شارعاً او وقفت في طريقاً عاماً ولكن لم يتجرأ احدهم على شرب بولها .  و قد يضحك او يستهجن المرء عندما يقرأ ان بولاً نجساً وحاوياً على اليوريا القاتلة والسامة يجوز شربه ليس استخدامه كدواء لشفاء المرضى كما يدعي البعض وانما هي فتوى من سلسلة الفتاوى التي يطلقها رجال الدين السعوديين بين الحين والاخر وكان اخرها  ان المقاتلين في سوريا  يستحقون التقديس والكرامة لانهم يقاتلون من اجل نصرة الدين وتخليص البلاد والعباد من نظام متطرف لا يحترم القيم الانسانية . وبالتالي من اراد مناصرة ( المجاهدين ) فعليه ان يدعم القيم الاعتبارية والقدسية وابسط وفاءاً لهم هو شرب بولهم والتبرك به . امام هذه الافكارالسياسية ذات الطابع الديني في اشاعة ثقافة مشينة من شانها ترجع المجتمع  العربي والاسلامي الى ما وراء افكار العصر الجاهلي من تخلف وتردي في تبني ثقافة التحضر والتواصل مع الشعوب لا سيما العولمة الجديدة التي لا تتعارض من حضارة وقيم المجتمعات . لذا نعتقد ان اطلاق مثل هذه الفتاوى سوف يعطي للجماعات المناوئة للاسلام التبريرات والحجج التي من شأنها تحط من قدر الاسلامي الروحي والمنهجي والرسالي باعتباره اخر الديانات التي نزلت على بني البشر . واذا نظرنا الى تلك الفتاوى من ناحية شرعية فانها تتناقض مع الاسباب الاجتماعية والانسانية والصحية . والفتوى ماهي الا اجابة لتساؤلات و حاجات البشر بحيث لا تتعارض مع جوانب الانسان الصحية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الاعتبارية في بعض المسائل . اذاً كيف نستطيع الان تبرير مثل هذه الفتوى والتي تتعارض كلياً مع تراثنا وقيمنا الاجتماعية والاعتبارية فضلاً عن تاثيراتها الصحية  ولم تصدر منذ بزوغ الاسلام ولحد الان اباحة شرب بول البشر اذا كانوا مقاتلين ، وهل هم افضل حالا من مجاهدي (شعب بني طالب ) طلائع الاسلام الاوائل خلال محاصرة قريش لهم؟ ، وآلا كيف يتبرك المسلم بفضلات الانسان لا بل يشربها وهي نجسة واحتواءها على كل عوامل الايذاء الجسدي والنفسي ، بالرغم ان الله تعالى قد اباح بعض النجاسات والمحضورات في استثناءات محددة عند تعذر وجود الماء او اكل لحوم الحيوانات الميتة لبقاء الانسان حياً. امام هذا التطرف والابتعاد عن الدين سنرى كل يوم فتوى جديدة تسىء لديننا مثل جهاد المناكحة التي لصقت العار والشنار لمن افتاها ومارسها . 

أحدث المقالات