تصريح للدكتور عادل عبد المهدي , نقلته موسوعة حمورابي الأخبارية, عن وكالة اسرار الأخبارية / سنـا / بتاريخ 06 / 05 / 2013 ,حيث رحب بعودة التحالف الكوردستاني الى جلسات مجلس الوزراء ” كخطوة ايجابية شجاعة يجب ان تشجع بقية الوزراء المنسحبين من القائمة العراقية … كما تشجع رئيس الوزراء للعودة الى زملائه وشركائه ليصححوا مشتركين عوامل الضعف والأزمة في ادارة الدولة ” واكد على ان ” لا سياسة رئيس الوزراء مع اطراف حكومته تحقق هذا الأنتقال , ولا الأنسحاب والمقاطعة ستحققانه … ما يحقق ذلك هو ( شراكة الأقوياء !!! ؟؟ ) .
السيد عبد المهدي لم يشر صراحة لما يعنيه ( بالأقوياء ) , كما انه ابتلع جوهر ما يريد الأشارة اليه عن الأئتلافات القوية .. ضـد ومع من, ولمصلحة من, وهل هناك ثمة مشتركات وطنية وحتى اخلاقية كانت يوماً على طاولة الأقوياء !! ؟؟؟ .
الأقوياء تسلطوا على االعراق وشعبه منذ تسعة اعوام تقريباً, العراقيون على بينة بتفصيلات تجربتهم البائسة معهم منذ تجنيدهم داخل مجلس الحكم الموقت , حيث تمت وليمة تقاسم وافتراس الهوية الوطنية المشتركة من قبل حيتان الهويات الفرعية المستحدثة , فثلة الأقوياء تلك , لم تولد من رحم الوطنية العراقية , انها تسللت من رحم الأمر الواقع للضعف العراقي , فأستطاعت عبر السلطة والثروات والأعلام واعتماد موروثات فصلت تاريخياً لتدمير العقل العراقي وانهاك وعي الرأي العام واعادة تقسيم المواطنة على مقاس ثلاثة فرعيات طائفية قومية مشدودة الذيول دون انفكاك الى ارادات دولية اقليمية , ولم تستبقي في جعبة العراقيين ما يدافعون به عن فلان وعلان وفلتان من رموز الأقوياء, النزاهة والكفائة والصدق والشفافية مرعوبة داخل ضمائرهم, والتستر على ملفات الفساد والأستقواء بالأرهاب والتخفي خلف الأزمات تصرخ في اعماق نقاط ضعفهم .
السيد عبد المهدي , صرح بعد التأكد , من ان الأقوياء لا زالوا قادرين على تقاسم المصير العراقي سلطة وثروات وبشر وجغرافية وابتلاع ملفات فساد هائلة تهدد مستقبلهم بالمواجهة , والأطمئنان على سلامة نسخها الأصلية على رفوف المشاجب الأمريكية ـــ ولو الى حين ـــ رغم مؤشر انتكاسة الفكر الطائفي القومي في العراق , والذي اكدته اخيراً مقاطعة اكثر من نصف الناخبين ,الى جانب ازدراء وسخرية الشارع العراقي من صلف تحوير ردة الفعل الواعية تلك , الى فوز معاكس بغية ترقيع غير السار في مستقبل الأقوياء عند ابواب صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمة وبعد القادمة ..
ان الدعوة لشراكة الأقوياء , نفهمها على انها حالة استنفار لمواجهة وعي الملايين من بنات وابناء العراق , والذي عبر عن ذاته في ادراك ورفض الأنفلات الطائفي القومي عبر مسلسل افتعال الأزمات والأتجار بالكراهية والأحقاد وسؤ الفهم بين المواطن والمواطن .
الأقوياء المعنيين , هم حصراً مثلث الأنتكاسة الراهنة, بدأً من التحالف الوطني ( الشيعي ) بكل فصائله, وائتلاف العراقية بأرهابييها وبعثييها, والتحالف الكوردستاني بقضه وقضيضه , جميعهم وعلى امتداد تسعة اعوام , كل ما استطاعوه , هو انتاج ثقافة غريبة على الموروثات الأجتماعية الحميدة للشعب العراقي , وتكريس حدود الكراهية والأحقاد وسؤ الفهم بين المكونات العراقية , واستبدال الهوية الوطنية المشتركة, بهويات فرعية للتمزق والتشرذم والتقسيم , واسسوا للفساد مؤسسات ومليشيات لها قدرة على تأديب الدولة وابتلاع مؤسساتها المدنية , بعد الغاء تقاليد الكفائة والنزاهة والأخلاص التي عرف بها تاريخ العراقيين , وفتح ثقوب العمالة والأرتزاق في جدار السيادة الوطنية , والأبواب لتسلل الأختراقات الدولية والأقليمية , للتحكم المباشر في سياسة واقتصاد وامن الدولة , واستقرار الوطن والمواطن , وبدلاً من التقاليد الوطنية في صدق الأنتماء والولاء , تخصصوا في افتعال الأزمات وافساد العلاقات العراقية ــ العراقية , واثارة الفوضى والرعب بين اهل العراق من شماله الى جنوبه مروراً بغربه , ليجعلوا من الطائفية والقومية ملجأً لأحتماء المواطن خوفاً من المواطن , ورهن مصيره داخل معسكر القائد والحزب والعشيرة , وقد اسسوا ( وهذا غير مسبوق ) لديمقراطية العشائر عبر مؤتمراتها ومجالس اسنادها ومليشيات صحواتها , تتحكم بمصير الدولة والمجتمع , وتلك محاولة لهتك القانون والعدالة ممثلة بالمؤسسات المدنية للدولة العراقية .
هل يستطيع الأخ عبد المهدي , ان يقدم لنا مثالاً ـــ مكسباً ـــ وطنياً حميداً عكس الذي ذكرناه , تكرمت به اطراف شراكة الأقوياء منذ تسعة اعوام تقريباً , هذا اذا فسرنا دعوته للمصالحات والتوافقات والمشاركات القوية, ما هي الا للتستر الزمالي على ملفات فساد وارهاب ترخيصاً للدم العراقي الذي لا يساوي في نظر الأقوياء سعر طلقة تركها عضو فرقة وفدائي صدامي في قلب ورأس الشهيد العراقي ؟؟؟ .
بودنا ان نقول للسيد عبد المهدي , على ان حكومة شراكة الأقوياء قد استنفذت مرحلتها واستهلكت اوراقها وتراكمت نقاط ضعفها وافرغت ملفات الفساد جعبتها , وهي الآن تختنق بردود الأفعال الواعية للرأي العام العراقي , ومثلما تجاوزت اختبار الأنتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات , وربما تفلت في الأنتخابات التشريعية القادمة , لكن وفي جميع الحالات , ان منشار الوعي العراقي , سوف لن يستغرق استئصاله لشجرة مجلس الحكم الموقت اربعة عقود او ثلاثة ونصف .
ما نود ان نسأله فقط :
1 ـــ الدعوة الى ائتلاف الأقوياء .. الم تكن ضمناً دعوة لأضعاف دور الرأي العام في الحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع العراقي .. ؟؟؟
2 ـــ هل في قاموس السيد عبد المهدي , ان الطائفيين والقوميين , قد اتفقوا يوماً وكانت على طاولة مشتركاتهم ثمـة قضايا ومصالح واهداف وطنية انسانية .. ؟؟ .
3 ـــ من مزق كلمة وشراكة الأقوياء غير شراهتهم وصراعاتهم للأستحواذ على اكثر من حصـة الأسد من السلطات والثروات … ؟؟؟ .
4 ـــ وان اتفقوا ـــ لا سامح اللـه ـــ , هل هناك غير الأشياء الــ ( حشه القاريء ) يمكن ان تجمع بينهم … ؟؟؟ .