23 ديسمبر، 2024 12:05 م

شرارة الصراع الشيعي – الشيعي تبدء من البصرة

شرارة الصراع الشيعي – الشيعي تبدء من البصرة

ثبتت الاحداث ان السنة يتجنبون الصراع السني – السني لذا لم نرى جدية منهم لمحاربة داعش حتى ان علماءهم ومشايخهم لم يفتوا بتكفيرها رغم مجازرها وحرمات اعمالها التي طالتهم  وكذلك الاكراد حريصون ان لا يتقاتل الاكراد فيما بينهم حتى لا يستفيد من هذا القتال خصومهم , بالمقابل الشيعي حرص جدا ان يتقاتل الشيعي مع الشيعي حتى كسر العظم وازهاق النفس وهذا ما اثبتته الاحداث السابقة بالامس واليوم , لا تقولوا لي ان سبب الدونية وازداج الشخصية عند الشيعة نظام صدام وحكمة القسري الذي جعل من الناس عبيدا له بل هذه العقدة  موجودة عند الشيعة القدماء في صدر الاسلام وقد وصفها الشاعر الفرزدق للامام الحسين (ع) افضل وصف عندما قال له ياابن رسول الله الناس ويقصد بهم الشيعة قلوبهم معك وسيوفهم عليك ولكن اليوم مرجع وسبب هذا الصراع والتقاتل عقدة الدونية عند الشيعة لانهم لا يملكون مشروعا او قضية نابعة من حاجة مجتمعهم ووسطهم ومولعين بالمكاسب والمناصب ودعاة لها حتى انهم عجزوا ان يختاروا رئيسا لائتلافهم لان كل كتلة تدعي انها احق بهذا المنصب , اما عملية التسقيط السياسي فحدث ولا حرج فاحدهم يتهم الطرف الاخر وان كان الاتهام في خدمة العدو ففضائية البغدادية كانت مسرحا لهم في مبارات عرض التهم وكشف ملفات الفساد المالي وابطال هذه المسرحية من الفاعل والمفعول كلهم شيعة ولم نرى واحدا منهم تجرا وكشف ملفات الفساد عند الكتل الاخرى من السنة والاكراد…  قبل سنوات قريبة راينا احزابا شيعية تصارعت في الساحة لحد التصفيات الجسدية واستهداف المكاتب والمؤسسات الدينية بعضهم لبعض ثم وحدتهم المناصب والمكاسب اليوم… صولة الفرسان كانت قيادتها وضحاياها من طائفة واحدة وبدءت من البصرة لماذا السبب معروف ولا حاجة لذكره ؟
ان التميز الطائفي داخل المذهب الواحد غذته الاحزاب الشيعية  عندما حصرت تعيناتها لمنتميها فقط فكل حزب يستحوذ على وزارة يكون فرحا من مكاسبها واذكر حادثة بهذا الخصوص رواها لي  احد الاشخاص الثقات من السادة الفضلاء قال لي ذهبت الى عضو بالبرلمان من ابناء منطقتي على اساس انه سيد من اقاربي وطلبت منه تعينا قال لي بالحرف الواحد هل انت انتخبتني ؟ قلت له لا فقال لي اذهب واطلب التعين من الذي انتخبته وليس مني .
الان رغم ظروف الموازنة وندرة التعينات في الوظائف بالدولة هناك نواب شيعة عينوا اشخاصا من احزابهم ومن ناخبيهم القريبن منهم ولذلك انا لا استغرب ان يصدر من مجلس محافظة البصرة قرارا يطالب  بطرد العمال العاملين في قطاع النفط من اهالي الناصرية والعمارة والكوت والديوانية وهؤلاء بالعموم المطلق شيعة , هكذا هي توجهات احزابنا الشيعية وديدان عملهم ليس اليوم بل على مدى سنوات سابقة مقابل خنوع وانبطاح ودونية للسكوت عن وجود عمال مصريين يستزفون اموالا صعبة من ميزانية العراق يعملون في قطاع النفط لا احد قال عنهم على عينكم حاجب رغم ان الارهاب الذي يضرب العراق , دولة مصر طرف ضالع فيه بالدعم اللوجستي والاعلامي وتشجيع الارهابين لمقاتلة الشيعة في عقر دارهم …اننا يجب التصدي لهذا الشرخ الكبير الذي يدعوا الى جر البلد الى صراع شيعي شيعي لتفتيت وحدة مجتمعنا في الوسط والجنوب وتمكن العدو من الانتصار علينا والذي بدء بصراع العشائر البصرية فيما بينها بنفس الوقت غضت الطرف عن دماء ابناءها من عشائر في تكريت ارتكبت مجزرة سبياكر ولم تطالبهم حتى بالفدية والفصل العشائري في حين فرضت الشروط التعجزية فيما بينهم لحد فرض الفصل والفدية بالنساء , يجب علينا الانتباه الى هذا الصراع الخطير فان وراءه اجندة اقليمية بمخططات تحاك واموال تدفع وشخصيات تنفذ وهو وجه اخر لخطة داعش في استهداف منطقة جنوب العراق والتمكن من تفتيت وحدة المجتمع بجره الى صراعات داخلية عشائرية ومكانية على اساس البصرة للبصرين وغدا ربما البصرة تتقسم الى حصة للزبيرين ولاهل المدينة ولاهل شط العرب , هكذا هو المشروع المبيت فتح جبهة بخنادق متداخلة للصراع الداخلي ضمن المذهب الواحد والهدف معروف هو منع قيام مشروع اقليم الوسط والجنوب من سامراء الى الفاو وضمانته قوات الحشد الشعبي وهو المشروع الوطني تحت غطاء ديني الذي لم تختلف عليه احزاب الشيعة وقياداتها واعتبرته الضمانة الحقيقية لوجودها , نريد من هذا الحشد مشروعا دافعيا ليحمي دماءنا واموالنا ضمن مناطقنا من الوحوش البشرية الكاسرة .