في كل انتخابات في العالم هناك طرف يربح الانتخابات وهناك طرف يخسر الانتخابات …الرابح يبدأ برنامجه المعد مسبقا لينفذه لكونه اعطى من قبل وعود الى ناخبيه ايام حملته الانتخابية. ونضرب هنا مثلا الرئيس الامريكي ترامب..وعد بجلب الاموال الى اميريكا نتيجة الذهاب الى الحروب والدفاع عن مصالح الاخرين ونفذ وعده وعد بوقف الهجرة الغير شرعية الى اميريكا وفعل وعد بملاحقة الدول الداعمة للارهاب ونفذ وعده واغلب وعوده يسير لتنفيذها بخطى ثابتة.
اما الخاسر فأنه ليبرهن على ان الحظ لم يساعده يبقى محافظ على مبادئه التي ايضا وعد ناخبيه بها لكي يكسب الجولة التالية بنفس ناخبيه وبزيادة ناخبيه التي ظل يعمل عليهم طيلة الفترة الانتخابية التي خسرها.
في العراق الامر يختلف اختلافا جذريا …فالفائز مهما يكن فوزه …يذهب ويتحالف مع الخاسر الصغير ليبقى هو قويا ويبقى المتحالف معه ضعيفا بمقابل وعود بمناصب ووزارات…
هنا اتسائل … اين المبادئ التي يدعي اي حزب عندما يتأسس عليها…؟
في العراق اجرمت المحكمة الاتحادية بحق العملية السياسية برمتها وبحق الشعب العراقي المتطلع ومتأمل بالتغيير عندما فسرت نصوص الدستور بطريقة غير ديمقراطية وقتلت كل امل بالتغيير وذلك عندما ذهبت وفسرت ان الكتلة الاكبر الفائزة في الانتخابات هي تلك الكتلة المشكلة في قبة البرلمان..فكان المالكي وكان داعش …وكان سقوط المحافظات تلو المحافظات وكانت المناصب تهب للفاسدين وكانت المساومات وكان الفاسد على رأس السلطة في كل قرار كله كان بسبب تولي المالكي لرئاسة الوزراء بعد ان فاز بالانتخابات اياد علاوي…وبدأت العملية السياسية في العراق برمتها بالفشل تلو الفشل….والانحدار الى الاسفل.
يجب ان تكون الانتخابات في العراق انتخابات بين حزبين واضحين التوجه والاتجاه. من جانب اخر وبسبب تأخر نتائح الانتخابات في العراق ومرور شهرين على اجراؤها…ذهب الكل للتحالف مع الكل … مع العلم ان الانتخابات التي جرت في ايار 2018 هي من افشل الانتخابات على مستوى العالم من نسب مشاركة ومن نسب عدم التطابق ومن فضائح التزوير….
الكل ذهب للتحالف مع الكل…. فقد ذهب اللاوطنين قبل ان يدخلوا الفضاء الوطني …وذهب اخرون بتجميع نفس ذلك النفس الطائفي تحت حكومة ابوية تشمل كل العراقيين من مذهب واحد تاركتا المذهب الاخروبقية الاقليات …
ذهب جناح بتحالف واحد باتجاهين ولنأخذ تحالف الفتح فقد انقسم الى جناح هادي العامري وانظم الى سائرون بينما ذهب الجناح الاخر الخزعلي الى دولة القانون.
وبالتالي سيجتمع الجميع تحت التحالف الوطني ونعود الى نفس المربع الذي بدأنا من وهي التكتلات الطائفية الفئوية ولكن بنكهة الفضاء الوطني وبحكومة ابوية.
لنكن واقعيين. على اميركا صاحبة الحل والعقدة ان تصلح ما خربته في العراق وهذا ما يقع عليها من مسؤولية اخلاقية اتجاه الشعوب المستعبدة من قبلها او المحتلة من قبلها. عليكم تنظيف الحمام بعد الاستخدام وان تسكبوا الماء بعد الاستخدام لان الشعب العراقي مل من القاذورات التي تكرتموها خلفكم.
خذوها معكم على الاقل او اضغطوا السيفون في اضعف الاحوال…
تحياتي لك ياسيد ترامب وادعوك الى تحمل مسؤولياتك وان تحمي شعبنا الذي ضاع بين تهجير وقتل وتشريد وضياع للكرامة….
ادعوك ياسيد ترامب لشد السيفون بعد الاستخدام لو سمحت.