فعلا انها مأساة لكن ما يخففها ويجعلها ذات طعم خاص ان تجد من يحتضنك ويفتح لك بيته ويقوم بمواساتك ومساعدتك , فعلا تشعر ان هناك اخ لك لم تلده امك!!
وتستذكر التاريخ من المؤاخاة بين الانصار والمهاجرين في المدينة على زمن رسول الله
صلى الله وعليه واله وسلم
ويليها عراقيا عندما حصل القصف على مدينة البصرة في زمن النظام المقبور وحربه على جيرانه وترك اهالي البصرة دورهم وممتلكاتهم وكانت هناك محافظات فتحت احضانها ودورها للقادمين من البصرة ولم تكن هناك نعرة سني وشيعي بل تلاحم الدواء السني على الجرح الشيعي ليندمل في النهاية بأفضل علاج ونشات اواصر المحبة والمعرفة والاخوة بين اهالي البيت الواحد وكانت الدولة نائمه آنذاك تصفق لانتصارات القائد الضرورة تاركة اللاجئين والمهجرين البصريين حائرين في امرهم و يلحقهم الجيش الشعبي او غيره ولم تكن آنذاك وزارة هجرة ومهجرين ترعى شؤونهم لكن كلما قدم لهم هو احضان دافئة وقد عانيتها وعشت سنوات في احضان تكريت وسامراء خاصة عندما وفدت لهم فقد قاموا بكل ما تمليه المرؤة والشهامة من واجب ولم يفرقوا بين سني وشيعي وكانت حقولهم مفتوحه وبيوتهم مشرعه قبل قلوبهم وعشت سنوات جميلة واسرتي جوار تلك العائلات والاسر الكريمة حتى ان اكثر من 15 يوم لم توقد لنا نار للطبخ فقد كان الجيران يتسابقون ويتفننون بأرسال الطعام لنا دون ان نعرف المصدر وكثير من الايام يطرق الباب لنجد سيارة تحمل صندوق البرتقال تتركه في الباب وتغادر مسرعة هكذا كان كرم اخوتنا في المحافظات الغربية عندما حل بنا من ويلات الحرب وهناك كثير من الاسر البصرية لم تعود الى البصرة حتى بعد انتهاء الحرب وتداخلت وتصاهرت مع الاسر في الانبار وصلاح الدين وديالي
والان يعيد التاريخ نفسه عندما فتحت المحافظات الجنوبية احضانها بدآ من كربلاء والنجف والمثنى والديوانية والناصرية وميسان وصولا الى البصرة وقامت باستقبال العوائل مع انشغال الدولة بهم ممثلة بوزارة الهجرة والمهجرين وتقديم الدعم اللوجستي الممكن لهم وكل التسهيلات هذا كله خلق اواصر محبة وعلاقات طيبة بين الاسر العراقية من الشمال الى الجنوب ومن الغرب الى الشرق بلا منه وحفظ لماء الوجه وان النصير يعيش نفس المشكلة ويحسب حسابها فالجهاد ان لم يكن قتالا كان دعما ماديا وان لم يكن كذلك كان بث روح الهمه والشجاعة لمحاربة الغزو القادم الينا ليدمر بلادنا
نحن نداوي جروحنا ونحن نضحك لأسباب لان داعش ومن يدعمهم لم يستطيعوا ان يسلبوا البسمة من افواه العراقيين وما حل بهم امر لا حول لهم به ولا قوة ومن قتل راح شهيدا في اعلى جنات النعيم وعليين وحشره الله مع الاولياء والصديقين والنبيين
وهذا يذكرني بأمر ارادوه التتار الجديد الذي يجتاح بلدنا الان
ارادوا شيء من تهديم هذا البلد لكن لم يكن بأيديهم مهما جندت دول الضلالة ثرواتها لان هذا بلد المقدسات والتاريخ العريق وبلد يضم في ثراه قبور الاولياء والصالحين والمعصومين وارادوا ان يزرعوا فتنه السني والشيعي فلم يصلوا اليها وكانت حساباتهم وحسابات حواضنهم غاية في الخطاء فجميل عندما يحتضن الشيعي اخوه السني ويقول له البيت بيتك وما بيننا الا ما حرم الله
وهذه اكبر رصاصة في وجه العدو ويعيد التاريخ نفسه وتذكرنا هذه الاحداث عندما هاجر الشباب خاصة من الجنوب الى اماكن خارج العراق ومنهم من توغل الى ابعد من الاردن وسافر الى دول اوربا وكانت الفكرة تفتيت الفكر الشيعي وخاصة عند الشباب لكن صاحب الايمان كان نبراسا ونقطة اشعاع في البلد الذي حل فيه وهناك انشات الحسينيات والمساجد وراحت الخطب والتفسيرات والمحاضرات الدينية ومراسم الاحتفالات بكل مناسبة دينية لم تنقطع ونجحت بشكل منقطع النظير في نشر الفكر الديني والاسلامي في ارجاء المعمورة ورد الله كيد من ارادوا وخططوا شرا واليوم وعلى نفس الصخرة نقول لداعش ومن لف لفهم انكم ستنقلبوا خاسرين تجرون اذيال الخيبة والهزيمة ويسطر هذا التلاحم العراقي بأحرف من نور يشهد لها التاريخ.