23 ديسمبر، 2024 5:42 م

شخص واحد فقط .. تحبه كل مليارات العالم

شخص واحد فقط .. تحبه كل مليارات العالم

لم تجتمع ؛ في العصر الحديث على الاقل – من الصفات والفضائل في شخص واحد ..كما تجمعت في هذا الرجل الذي يصلي له اليوم كل العالم من اجل ان يعيش اعواما اكثر من اعوامه الاربعة والتسعين..
هذا الرجل هو قصة العصر الحديث المفقودة المعالم .. فلو شئت ان تعدد له من الخصلات الحميدة فستعجز ..لانك لو قلت انه : العادل ..الزاهد ..المناضل . البسيط ..المتواضع ..الصابر ..المجاهد ..المتسامح ..الفقير ..المحب ..المحبوب ..الهادئ ..الكبير..الملهم ؛ فانك ربما ستنسى خصالاً اخرى اضافية ..
هو الذي قضى في سجن متفرد بجزيرة نائية ثمانٍ وعشرين سنة بعد ان قارع ابشع انواع الظلم والطغيان والتمييز الذي اقصى اهل الارض والحقوق من ابسط متطلبات الحياة ووضعهم نظام الفصل العنصري ما بعد الحيوانات بعدة مراتب ..ورغم ذلك كان يقود شعبه من السجن في ثورة الصمت والسلم ويوصي الناس : بالصلاة والسلم والاغنية والرقص  تؤخذ الحقوق لا باراقة الدماء..!! وهو الذي اهدى سجانيه الورود بعد مغادرته السجن ولم يفكر في اقصاءٍ او اجتثاثٍ او انتقام  ..وهو الذي رفض بشدة ان يتولى اي منصب بعد ان حصل شعبه على الحرية وانتهى نظام الابارتيد المقيت ..وبعد ان نزلت الناس الى الشوارع وهددت بالعصيان التام رضخ لارادة شعبه بشرطين اثنين : اولهما ان يتم ذلك عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وباشراف دولي ..وثانيهما ان يكون ذلك لمرة واحدة فقط ..!! وهو الوحيد في العالم الذي يجمع على احترامه الشرق والغرب ..وهو الوحيد الذي خصصت له الامم المتحدة يوماً عالمياً ..وهو الوحيد من الزعماء القلائل الذي قال لا لغزو العراق او الحصار على ليبيا ولا لكل الحروب او الحصارات .. وهو الوحيد من الزعماء والرؤساء الذي لا يملك بيتاً ولا قصراً ولا حتى بدلة رسمية ثانية !! وهو الوحيد الذي حاز على اكثر من مائة وخمسين جائزة ووساماً ومدالية ابرزها جائزة نوبل للسلام التي لم يفته ان يتبرع بها الى فقراء شعبه ..وما اكثرهم ..كما انه الوحيد من الرؤساء السابقين الذين تركوا كرسي الحكم ولم يكن لديه لا ارصدة ولا اموال ولا عقارات ولا اطيان ولاخدم ولا حاشية ولا طائرات خاصة ولا غيرها .. وهو الوحيد الذي صافح وسامح اعداءه وسجانيه وطوى صفحات الالم والسجن بمجرد ان حانت ساعة الصفح ..وهو الوحيد الذي اجمعت دول العالم على منح بلده حق وشرف تنظيم بطولة كاس العالم 2010 تكريما له ولنضاله الانساني ( اضافة الى اسباب الفنية الاخرى).. وهو الذي ترك مراسيم تشييع حفيدته ليحضر حفل افتتاح كاس العالم هذا مؤكداً ان الترحيب بضيوفه اهم من الموت والعواطف الاسرية !! وهو الوحيد الذي رفض بشدة ان يتولى احد من اخوانه او اخواته الثلاثة عشر واولادهم واحفادهم  اية مناصب او مسؤوليات في الدولة مادام هو رئيسها ..!!  وهو الذي سأله ياسر عرفات  يوما : كيف يمكن للقضية الفلسطينية ان تنتصر فقال له :  لديكم الحسين فاستلهموا من ثورته طريقكم..
وهو الوحيد الذي يصلي اليوم من اجله المليارات من البشر ؛ في كل بقاع الارض ليشفى ويعيش اكثر بعد ان عزّ مثله اليوم في عالم يعج بالطغيان والظلم والتسلط والارهاب والقتل وقطع الرؤوس والتكفير والسحل ايضا !!..
نيلسون مانديلا..حيا كان او ميتا هو من رهط الصالحين المؤمنين بالانسانية الحقة ..والحالمين بعالم لا تمييز ولا عنف ولا ارهاب ولا ظلم ولا اقصاء فيه..انه المثل الحي على ان الزمن لا يجود بالعظماء الا نادرا.
[email protected]