25 نوفمبر، 2024 9:54 ص
Search
Close this search box.

شخصية يستحق التكريم

المرحوم زاير حسن محمد مشلوش نموذج انساني رائع يستحق ان اكتب عن حياته المعطاء , وهو من الذين تأثرت في سيرتهم ومواقفهم,

لان كل انسان يصادف العديد من الأشخاص في حياته، منهم من تبقى صفاته وشخصيته المميزة عالقة بالأذهان، فيكون عملة نادرة، كونه يتميز بطيب أخلاقه وأفعاله في كل شيء، وهذه المواقف تميزه عن الذين يلهثون وراء الدنيا الزائلة, وحين يموتون تموت جميع خصالهم وينساهم الناس , كون حياتهم لا تصلح لمن يقتدى بها, في حين ,أشخاص يلفتون نظرنا بطاقتهم الإيجابية في الحياة، يعطون دروسا في الانسانية والشرف والموقف.

هناك من يحمل على ظهره همومك، يدعو لك بالخير وانت بعيد عنه ,فيوجهك من خلال مواقفه , تكون مواقفه وحياته صورة انسانية يتشرف الانسان ان يتخذها نموذجا ومدرسةَ اجتماعية متكاملة.

وقد لاحظت بعد عمري الذي امتد الى سبعين عاما, “ان حب الدين والتمسك بشريعة سيد المرسلين لو اقترنت بالعمل تكون من اقوى الوسائل التي تخلد صاحبها بعد موته . فالأخلاق والدين يشكّلان مظهرين من مظاهر الوعي الاجتماعي في كل المجتمعات التي عرفتها البشرية ,ولذا نرى من الواجب أن نعترف بالدور الإيجابي الذي لعبه الدين في تطور وعي البشرية .والمترجم لحياته المرحوم زاير حسن التميمي, تمسك بأقوى الضوابط الاخلاقية والشرعية خلال حياته العملية ,اضافة لذلك وهبه الله تعالى مواهب عديدة فحملها بجداره وخلق عظيم .

الرجل تدرج في الوظائف حتى وصل الى وظيفة مساح بحري, فكان محبوبا من جميع الذين يعملون تحت امرته ومرؤوسيه , كان يجيد اللغة الانكليزية والهندية والفارسية .. ومن انجازاته التي رايتها بعيني انه قام بصناعة بوصلة بحرية (ديره) بالعرف البحري .تصلح ان يسير عليها الربان البحري في جميع بحار العالم ,

كان يكرم اهل الدين وله زيارات مستمرة الى شخصيات الفاو .بالمقابل كان يحظى باحترام وتقدير كبيرين ,وقد علمت بعد موته ان كان يرسل اعانات ومواد غذائية الى بيوت الفقراء ,دون ان يعلم به احد , وطبيعة عمله التي تستوجب اعداد خرائط لمجرى شط العرب ودرجة الاعماق في قعره , كان زاير حسن يقوم بدور فعال لإدامة الاعماق في المجرى المائي الذي يربط العراق في دول العالم.

حين طلبت دولة اليمن من وزارة النقل العراقية عام 1975 القيام بأرسال حفارات وكوادر عراقية لبناء ميناء الحديدة . كان للمرحوم زاير حسن بصمة واضحة لتخطيط المجرى الذي تسلكه البواخر القادمة للموانئ اليمنية .

الرجل حياته عطاء مزدوج بين النظرية والتطبيق , وعلى راسها سلوكه وعلاقاته الانسانية,وقد ذكر احد المعلقين الذي هو اصغر من ابناءه حين علق على حياته الكريمة قائلا( زاير حسن مثال للطيبة وكنت دائما احب ان اسلم عليه كونه ذو شخصية جذابه بالحديث والاخلاق) واخيرا هذا الرجل ترك بصمات في جيله والجيل الذي عرفه .

رحل عن الدنيا بعد الحرب العراقية الايرانية حين انتقل الى النجف الاشرف, توفي يوم 16/7/2008 ودفن الى جوار امير المؤمنين(ع) فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا …

أحدث المقالات

أحدث المقالات