19 ديسمبر، 2024 4:09 ص

شخصية النص / كتابة الأخ…

شخصية النص / كتابة الأخ…

( طيور التاجي ) للروائي اسماعيل فهد اسماعيل
المقتبس وفعل القراءة..
ندخل الرواية من باب المقتبس التالي :(المبدعون كثيرون ، قلّة منهم يكونون قراءً شامخين /عبد الرحمن حلاّق )..للمقتبس هنا وظيفة محتدمة تفرز اشكالية فعل القراءة بين الكثرة /القلة وكلا هما بصفة مميزة ..الكثرة تتصف بالابداع وهذه الصفة تحيلني الى مفردة البديع ضمن علم الجمال ،رغم ان كلمة المبدع بسبب مشاعيتها التداولية اضحت مثل العملة المعدنية المسحوتة ..لكنها هنا ضمن سياقها تعني نخبة تنماز بوعي متقدم ومنها تتشقق نخبة النخبة وهم : صفوة وتنماز هذه الصفوة بعلو المكانة : الشموخ..وهذه المفردة ذات شحنات دلالية خصبة منها الترفع والانصاف والموضوعية في القراءة ..والتساؤل هنا هل نحن امام أثينية ابداعية ؟ هل نحن أمام فاعلية فرز شفيفة..ذات خطاب نخبوي في القراءة..وهذا يعني ربما..إخراج القارىء العادي من حلبة القراءة والاشتغال على مثنوية الابداع والشموخ ضمن اتصالية القراءة والمسطور أو قراءة مايجري من احداث وهي قراءة ذات طبقات جيولوجية تشمل الايدلوجي / الطائفي/ القومي/ الانساني/ النظام الشمولي العربي/..

قراءتي للمقتبس ،هي ماقبل قراءتي الاولى للرواية ، وحين اتوغل في مديات النص سألتقط مفاتيح تعينني كمصابيح يدوية وانا اتوغل بين الممنوع والمسكوت واللامقروء في النص..

وسأنضّد المفاتيح هكذا :

(*)

طبقات الفضاء الروائي

تتوزع الرواية بين فصلين

*فصل أول من ص7 الى ص366

*فصل أخير: ص367 ويتكون هذا الفصل من وحدة سردية صغرى : (وَرَدَ في سفر الأحوال أنّ الحزن سمة الكائن البشري ، ومَن أحسن َ تداوله عرف َ كيف يقيم صرح محبّة)..

ترى قراءتي : الفصل الاخير، له وظيفة المقتبس الاول والعلاقة بين مقتبس أستقبال القارىء

ومقتبس التوديع كالعلاقة بين السؤال والاجابة..فالمقتبس الاول يضمر سؤالا حول وعي القراءة الصافي من شوائب الذاكرة التي تسير بشارع ذي ممر واحد.. والمقتبس الثاني يختزل الاجابة بالمحبة فصرحها لايشّيده إلاّ الحزن البشري فمن عَرَف َ الحزن سيصل المحبة..وهذه الاجابة لاتخلو من صوفية شامخة مثل أولئك القراء الذي وصفهم مقتبس الاستقبال..

(*)

إذاَ الرواية تتكون من فصل أول فقط وهذه الفصل يتوزع على وحدات سردية ، تفصل بينها في الغالب بنية بياض ضمن التنضيد الطباعي :

تنويعات المسرود :

لديّ كقارىء ثلاث نصوص داخل المطبوع

(1) نص يطالب به ابراهيم فرغلي لمجلة العربي (مالايراه نائم /161)

(2) نص سأطلق عليه اسلاك الكتابة ويدور حول كيفية الكتابة عن موضوع شائك هو أسرى الكويت..وتحديدا كيف يكتب المؤلف اسماعيل اخاه ورفقته ليستعيدهم كائنات نصية

(3) نص (طيور التاجي)

تنويعات أخرى…

*يحضر الوثائقي مع الصفحة الاولى من الرواية

*يشع النص الغرائبي بين طيات الواقعي والارشيفي والحقيقي

يشتغل النص على سلبيات البلدين أهمال شأن الاسرى والحصار المدمّر المفروض على الشعب العراقي ..

*أمكنة النص : الكويت / العراق/ موسكو / تركيا

(*)

دافع الكتابة المؤجل

كتابة الاخ بقلم اخيه، هي كتاب الكاتب عن ضميره الشخصي..(تتامل كلماته، تغبط فيه قوس وعيه بانفتاحه أكبر مما تستلزمه مهنته، وتغبطك نفسك كونك اخا اكبر له. يابدر وهو في الغياب او الفقد اولاتدري اين ، تحضرك مواقف عديدة كان طرفا بها، يعزّيك أنّه مثّل لك ضميرا غفلت عنه أنت كاتب والكاتب كما هو مفترض../71)..الكتابة هنا إحياء. الجسد المغدور، وتخليص الاسئلة من الانتظار وهكذا يكون الملء الذي يبدد عتمة الفراغ ومن فضائل الكتابة إنها تجديد في خلق الكاتب نفسه . وتتجاور الكتابة مع نص الصورة : فوتو/ موبايل..الخ فكلاهما المسطور والمصوّر يسعيان الى تثبيت لحظة وامكانية زيارتها أنىّ نشاء ..وطبعا زيارة الصورة هو الافضل لأنه الاقل كلفة ،نمسك الصورة بين السبّابة والإبهام ، او نضغط على زر الموبايل او مفتاح في الحاسوب..ثم نلتهم الصورة بالعين فتنزلق الذاكرة الى هناك ونغترف منه لحظة ملونة المعنى..وحدها الكتابة تجيب على الاسئلة ذاتها..بأسئلة دائمة الخضرة..(هل كتابة الحياة كتابة عنها من اجل الإمساك بها وتثبيتها عند لحظة ورق يصبح بالمقدور العودة إليها إذا لزمت الحاجة وهذا يمنح الكتابة دوراً تصويرياً تسجيليا توثيقيا…/203) وهناك كتابة نص الحياة بالجسد الادمي كله الجسد المشارك بالبنية الاجتماعية ،كما يفعل المناضلون والكادحون ..(التحامك المدرك بالحياة هو كتابة لها بمايرقى بالفعل الكتابي من مادي لأثيري )..وبالنسبة

للكاتب لايعيش خارج الوعي وفاعلياته (أنت تعيش وعيك ،تُراكم زمنك من حاضر لماض ، كما شأن التوثيق الشفاهي الذاهب في الفقد..تتريث عند هذه التساؤلات ، تكتبها بهدف معرفتك مايدور فيك ../203) مايتماهي فيه الكاتب تماهيتُ فيه انا كاتب سطور النقد، فقدتُ شقيقي الاكبر مني في الشهر العاشر 1980 ،وفي ربيع 2003،من خلال البحث حصلتُ على ورقة رسمية تعلن ان شقيقي محمود مسعود هو و(32) من مناضلي الحزب الشيوعي وقّع الطاغية على اعدامهم في 8/5/ 1983..في ثمانينات القرن الماضي وتحديدا وانا المطلوب للسلطة بتهمة التخلف العسكري وتهمة الشيوعية عشتُ مطاردا واحتميتُ بحضور اخي في روحي وذاكرتي وكتابات لم انشرها إلاّ بعد ربيع 2003.من هنا استطيع ان افهم تماهي اسماعيل في شخصية بدر وشعرتُ شعوره ..(أتمثّلني بشخصية أخي بدر..تضع مسألة التماهي نصب طموحك ،تماهيت باخيك ، خلال كتابتك إياه يحققه حيّاً نابضا فيك ،يستعيدك واقعك ،المسألة برمّتها مسافة ورق ، تكتشفك موصدا عليك من داخلك ، اللهاث بديل الكتابة /203)..مايفعله المؤلف هو انقاذ اخيه من النسيان الوطني..لكن للكتابة ساعتها البيولوجية، مزاجها (لاتجادل في ان الكتابة فعل تراكمي ،مشهد اول حتى رابع، ثم توقف كتابة مترتّب عن عدوى قنوط ، كان هدفك تكتب عن أخيك. لكن ّ تناولك موضوعاً بديلا ذا صلة بافتراض تواجد أخيك في المكان البلد، اخذك لحقل ألغام شعوري../53)..وهناك اوجاع الكتابة يكابده المؤلف أثناء النص :

*من خلال الوجع الاول يتخاطب المؤلف مع اخيه بدر..(لاوقت لان انشغل بنصّ يوافق الحالة ولامكان لترف ثقافي يتطلب تفرغا ذهنيا كاملا…/ 348)

*الشعور بالخيبة والاعتراف بهذا الشعور في حضرة التماهي مع الاخ..(يابدر، ماكتبته عنك حتى الان بصفتك نزيل سجن بو غريب محض خيال، آدم محض خيال ، عليوه ، عبد الجاسم، عبدالسادة، كل هؤلاء وغيرهم لاوجود لهم في الواقع..)

*الشعور بالذنب، وهذا الشعور محض رد فعل بتوقيت حماقة وطنية ..(أودّ يابدر لو أكاشفك

أقول لك، بألم يقترن شعوراً حاداً بالذنب ماكان يجد ربي أسمح لك ترتكب فعلة المقاومة إياّها بعض مسؤولينا الذين كانوا مقيمين في الخارج سمّوها حماقة ، يلزمني، وقتها، وانا اخوك الأكبر أحجر عليك حتى يحل التحرير قادماً عبر الحدود) ..قبل هذه الكتابة الروائية ، كانت هناك خطوة قصصية في 2009 اعني (مالايراه نائم).. وللنقد الاكاديمي صرامته في هذا الصدد..(ظاهرة سلبية سادت مناخات القصص القصيرة الكويتية خلال سنوات اعقبت التحرير، انفعالية النصوص لدرجة غياب الموضوعية ، يقول نص وحيد أراد كاتبه مغايرة السائد، تحسب له جرأته ويُحسب عليه غموضه../102)..الكتابة كائن نصي والكائن يجوع ويعطش لايكفي ان تكتب خبزا ليشيع هذا او تكتب ماءً فيرتوي..والمخيلة تجف بغياب المعيش ..(لاتدري ما إذا كنت مؤهلا للقيام باعمال بحث ذات صلة ام انك لاتصلح لغير الكتابة .بعد لقائك الدكتور غانم النجار انشغل ذهنك بمعلومات محددة ، النظام العراقي ، خشيته انكشاف مسالة اسرى كويتيين لفرق تفتيش دوليّة قام بتجميعهم قبل أشهر في موقع عسكري داخل حدود العاصمة بغداد بقصد إعادة توزيعهم مجموعات قليلة على أماكن لايستدل عليها…/119)..لقد غادر الكاتب تلك البدايات ..(ولأن الكتابة قدر الواحد صارت الهواية احترافاً، ممايضطر الواحد لدفن شعاراته في الزاوية الأبعد من مخيّلته../161)..ليس بالمعلومات وحدها يحيا الكائن النصي على ضرورة

هذه التغذية ،لابد من درجة إتقاد تحل في روح المنتج وهذه الحالة لايكترث لها الاخر، فهو يراك دائما حرس باب النظام في الوحدات العسكرية: يقظة وحذر ويدك على زناد البندقية ..(هم يتعاملون معك بصفتك الإنسان المتفرغ للكتابة ،قصة ،رواية ، مقالة ، بصرف النظر، يخالونك قادراً تكتب قيد الطلب ، ولا يدركون إن مجرد التفكير بالكتابة مصدر كآبة مؤهلة تدوم مادمت تراوح ضمن مرحلة الاستعداد…/15)..من جهة ثانية الكتابة في الوطن مرتهنة بمنظومة من التابوهات ، الأمر الذي استولد الكتابة بالحذف والمسكوت عنه في النص والغموض والاغماض…الخ والمؤلف يعي ذلك..(الكتابة مغامرة قائمة بذاتها لها متعتها الخاصة بها وهذا ثمن مجزٍ سواء جاءت الحصيلة عند مستوى الطموح ام لم./44)..مايعانيه المؤلف بخصوص أخيه الأسير كابدناه نحن في الداخل فالنظام كان ينكر وجود اخوتنا في سجونه، المناضلون من اليسار العراقي والاحزاب الاسلامية العراقية والكورد والايزيدية وكلد آشور،لم يكونوا في عداد المسجونين، وسنعرف بعد سنوات ان العراقيين كانوا ضمن المحتجزين حتى لحظة اعدامهم، ودفنهم في مقابر جماعية..وهنا تصعب الكتابة لغياب ذلك الغامض السري فينا..(لاالرغبة ولا النية بإمكانية تحقيق مناخ مؤهل يجعلك تبدأ كتابة قصّة ،الكتابة اشبه بإحتدام كيمياوي داخلي ،يفعل بصمت او ضجيج ، حتى يحل نضج غير مدرك لايمكنك المراهنة على نتائجه…/ 34-33)..المؤلف وهو يستعيد اخاه سردا روائيا،لايكتفي بذلك بل يحاول القيام بتنفيذ وصية روائية ايضاً..(تحضرك كلمات بدر وانتما في طريق عودتكما رحلتكما تلك أنت كاتب يجدر بك ملاحظة الظواهر. تطمئنه .لاحظتها لدرجة التشرّب بها .ليتك تكتب عنها .أستجبت .سأفعل .اشترطت .إذا دعت الحاجة .متى تدعوك الحاجة. لماذا أهتمامك بموضوع الكتابة.ضرورة الكشف .تابع . الكتاب العراقيون ممنوعون يكتبون ، وان تجرا احدهم تعرّض لعقوبات من بينها التصفية الجسدية../70)…ولم تنجُ الكتابة من تهم تطاردها وكاتبها..ولا تخلو التهم من (اولئك الذين يغيظهم ان يعمل الاخرون) لأولئك اهدى الدكتور طه حسين كتابه (محنة ابي العلاء)..وفي السياق نفسه يحدثنا المؤلف..(الكتابة مهنة من لامهنة له، أوهي مهنة الكسالى عبر التاريخ، كلمات قالها بعضهم ،وبعض آخر قال .على الكاتب أنّ يكون موضوعيا متجرّدا من مشاعره وانفعالاته حين يتعرض لموضوع ما../60) الكاتب ليس زجاجا صقيلا : يرى ويعكس ، في الروائي لاتوجد مسافة بين العين وألم الرؤية والروائي يميّز بين استبداد النظام وبين شعب نضّده النظام بين السجون وتنظيفها واضرام الشبيبة والشيوخ في آتون الحروب وتصنيع دمى راقصة لها حصة من نفايات مطابخ السلطة، لذا فالروائي يتوجع وهذا امتيازه الانساني ومن محبرة الوجع يتخلق الكائن النصي..(لدى تمثّلي كابوس الحصار الدولي على بلد يُفترض به يكون عدوّا، أو مناوشتي للوحة سوريالية إن لم تكن كيمياوية تمت لقمع انتفاضة شعب بصلة، وجدتني الهث انفعالا، مثلما قُيّض لأنفي يشّم ، ولم أجد تبريرا لحالة صمم لازمتني طوال مشهد أخير من كابوس وارد./61) هذا التدفق الانساني العادل الثر حين يكون كائنا سرديا..يستفز البلدين : الكويت / العراق ..(تملكني هاجس معذّب اتخذ شقيّن ، الأول له علاقة بالبعض هنا، حيث لااضمن ردّفعل كويتين عديدين إزاء انحياز كاتب مواطن لقضايا تمت لبلد عدو، لأجله لن أعدم من يعيد تصنيف بصفتي صاحب ولاء مزدوج ، أو بلا ولاء ، الثاني يتصل بآخرين هناك ، ماأدراني أنّ اياً من كتابهم لن يتصدى لي في مطبوعة تصدر خارج العراق ، من هذا الشخص الذي تخفّى وراء تعاطف مفتعل في حين هدفه يدور في فلك الشماته الرخيصة، بقيت نهب قلقي لأسبوع كامل…/61)..وهناك من وقف مع الكاتب في كتابته : الرسالة القادمة من

هولندا/162-163-164…الوجع الناصع فاعلية تجسير بين المرئي واللامرئي ،المؤلف اسماعيل يرى كائناته النصية فهذه الكائنات اقتسمت معه حياته وأحلامه وآلامه والعكس صحيح ايضاً /222 وهاهو مؤلف رواية طيور التاجي وتحديدا ، أثناء تنصيص النص..يخاطبهُ سارد فعل التروية..( تتقمّص شخصية اخيك تكتب عنه او من خلال في البدء كنت َ محايدا شعورياً قادرا تتحكم بسير احداث وضعتها بمحض إرادتك ، بعد مسافة ورق أكتسب نصّك وجودا يؤكد استقلالا خلته نسبياً، لكنّه فرض عليك شروطه ، ولامناص من انصياعك له عبر رصد فاعليتّة تشكله في مخيلتك بصفتها مسرح احداثك …/223) مابين القوسين ساجترح له تسمية (شخصية النص)..وهذه الشخصية من انداد المؤلف الحقيقي للنص ومابين القوسين يتحرك ضمن فضاء (الرواية المفكرة بذاتها) ..وكقارىء منتج لرواية طيور التاجي مرة اكون داخل النص و…أخرى اكون ا ثناء تنصيص النص .. ويستمر الحال بشهادة المؤلف ذاته ..(لاأستطيع إبداء راي نهائي بالنص لحين بلوغه نهايته…/280)..للنص شخصيته ولأخ المؤلف حضوره في المؤلف . وللزمن ذاكرته التذكارية.(لامزاج لك تعيد قراءة قديمك ،يشغلك موضوعك الماثل على الورق امامك ، زجّك بأخيك في خضم تصوراتك ، لاباس من صيغة تعامل سردي، لكن الباس ان تُعايش الحالة شعورياً ، بما يحيلك عدوانيا. أنت لاتتقمص دور سجين حسب، أنت تعود بذاكرتك لأيام الحرب الجوية قبل إحدى عشرة سنة…/237)..من خلال خبرته في الكتابة بتنويعاتها والكتابة الروائية بخصوصيتها يعي المؤلف غوايات النص وامزجته ..(هناك آلية خفية ينتهجها النص في حالة تخلقه بما يمنحه إرادة نمو خفيّة تبدو كأن لاعلاقة لها بك بقدر ما أنت مسؤول تجاريها…/266)..المؤلف يحاول الإستفادة من منجز سردي آخر شارك به ضمن ملف مجلة العربي حول الاسرى ، هذا الملف تتجاورة موضوعته مع (طيور التاجي) بل يمكن اعتباره يتجاور/ يتماهى ايضا اعني (مالايراه نائم /قصص).. لكن للفضاء الروائي معماره الهندسي الخاص ..(في وقت سابق رافق كتابتك لنصّك مالايراه نائم ابدى فرغلي رضاه عن حيادية مفترضة بحضور الصوت الاخر، الحال مع نصّك الدائر في سجن بو غريب لاتبشّر بقبول رسالة مضمنّة. اين الصوت الآخر .لم يقلها فرغلي صراحة لكنّه عناها، تود لو ترقى بكتاباتك عند حدود الطموح، تود تتخلص من كراهية لاارادية أو لامُدركة إزاء خسارتك لأخيك، تتعلل باحتكام النص خلال تساوقه لآليات أقوى من إرادة الكاتب…/273)..يشغل فرغلي وظيفة : القراءة التالية مباشرة للمنجز السردي للمؤلف ولهذه القراءة نبرة خافتة تومىء بملاحظاتها للمؤلف ، فتتلقف حساسية المؤلف شفرات الايماءات.. إذن ثمة تراسل مرآوي بين فرغلي/ اسماعيل ،منذ ملف مجلة العربي..(توطدت إثرها صداقتكما،تعرفه روائيا سماعا.يجدر بي اقرا لك. يجدر بك تكتب نصّا جديدا/259) وهكذا تم التجسير بينهما نصياً.وسيتحاوران حول الثانوي / الاساس، في(طيور التاجي)….(أومأ فرغلي براسه دلالة الرضا او القبول..لابأس من توظيفك شخصية عبد السادة..ماالذي سيكون عليه دوره بعدما حكى لنا قصة اعدام زوجته وابنه ليس لديه مايقوله واصلت او مايفعله. لماذا .. لأنه شخصية طارئة أفكّر بالتخلص منها…/ 279)..في القراءة الاولى للاوراق الاولى.قال فرغلي..(قضى نصف ساعة يقرأ، خرج بنصف صفحة ملاحظات..قال يجدر بك تسرّع وتيرتك ..وتيرة الكتابة أكمّل نصك واترك الأمر لي../260)..وهكذ يتم التوازي بين النص / وماقبل النص واثناء النص في رواية تستحق عدة قراءات…

*إسماعيل فهد إسماعيل / طيور التاجي / منشورات ضفاف / لبنان / ط

أحدث المقالات

أحدث المقالات