11 أبريل، 2024 12:09 ص
Search
Close this search box.

شخصية المناضل السياسي مابين الأيديولوجية وتحولات الواقع في رواية ( الرماد) للكاتب احمد الجنديل

Facebook
Twitter
LinkedIn

تقتلعنا رياح اليأس والفشل من واقع مسكون بالعبث السياسي والثقافي  ، نبتهل الى السماء كي تنجينا مما نحن فيه ، فترد السماء علينا بأمطار لا تعرف التملق والحياء، تغرقنا في وحل عبوديتنا الممنوع من الصرف كي لا نشفى من أمراض الماضي .
تعد الشخصية في الرواية من الأركان الاساسية التي تدعم بناء الرواية ، حيث تعتبر القوة الرئيسة المحركة للعمل الروائي فكل شيء في الرواية مكرس لغرض توضيح ابعاد الشخصية وتطورها كحقيقة فاعلة من حقائق الحياة،التي تحمل بين جنباتها بعد سيكلوجي و أيديولجي عميق خاص بالشخصية الفردية والجمعية ، لذلك استطاعت الروايات الحديثة من جعل  الشخصية  عنصر ثقافي حامل لأنساق نفسية واجتماعية مهمه  وكما يقول ( فوكو ) ان الانسان مجرد طية في معرفتنا وسيختفي بشكله الحالي حالما يتغير إطار معرفتنا وبالتالي توجب علينا النظر للشخصية بوصفها استراتيجية تعويضية لعصر اخر ولا يمكن معاملتها وفق نمط زمني محدد ، لانها عقدة أساسية في البناء الفعلي للعمل وأن هويتها تتبدل وتتفاعل خارج زمنها الفعلي، لذلك فالكاتب  المبدع نجده لا يتعامل مع الشخصية وفق المفهوم الشائع للشخصية في الرواية التقليدية ،التي تعتبر ان اكثر الشخصيات نجاحا وحيوية هي من تكون قادرة ان تتميز من خلال خصائصها السيكولوجية والجسمانية فقط ، ان مثل هذه الشخصيات ليست سوى اسطوره من أساطير العقل البدائي الاول .أن ما يدفعنا للبحث داخل الشخصية عن الأبعاد لاجتماعية  و الأيديولوجية في  النص الروائي هدفه الأساس كسر الرؤية التقليدية التي طالما سعت الى خنق الشخصية الروائية ووضعها ضمن زاوية معينة قاصرة ، اي رؤية تنظر للشخصية بوصفها كائن يحمل بعض الخصائص البشرية المميزة ، دون اي دراية او فهم حقيقي بدور الشخصية بوصفها فاعل مهم ، اي النظر للشخصية بوصفها مشاركا فاعلا قادر عَلى اعادة انتاج معنى دلالي رمزي معين يرتبط بوحدة دلالية تكون نقطة البدء للانتقال بالنص الى مستويات اكثر عمق يستطيع من خلالها  الكاتب إيجاد تسميات ومعاني جديدة وفاعلة .
تعتبر رواية الرماد للكاتب احمد الجنديل والتي صدرة في طبعتها الاولى عام ٢٠١٢ ،عن دار تموز للطباعة والنشر ، واحدة من اهم الروايات التي تقوم في بنائها على شخصية البطل ،وقد استطاع الكاتب عبر احداث الرواية وأماكنها من إيجاد مساحة واسعة يتحرك من خلالها بطل الرواية جابر خميس . تَبْدأ الرواية  بستهلال يَضَع القارء أَمَام تحدي حقيقي لفعل القراءة ( كتبتها لمن يهوى السباحة في بحيرة خياله اما الذين لا يجيدون العوم ٠٠٠ فلا املك لهم غير النصيحة، بعدم قراءة هذه الرواية لانها لا تروق لهم )  ٠اعتمد الكاتب اُسلوب الوصف الواقعي لشخصية   جابر  بطريقة رمزية او ثيمية ( جابر خميس العثمان تجاوز الخامسة والستين من العمر له عينان كعيني صقر جريح ، وأنف محدودب،٠٠٠، وحاجباه مخطوطان تحتهما اسنان تخالها لشاب لم يكتمل الثلاثين من العمر ) ان مثل هذا الوصف التقليدي الحكائي هو اسلوب يهدف لتطمين  القارء على انه امام عالم حقيقي واقعي مجرد من اي وظيفة  اخرى لكن هذا التطمين سرعان ما يصطدم  بأهداف  ثيمية تعكس قدرة الكاتب الجيدة في دفع القارءالى بناء عالم ينظر آلية على انه عالم واقعي الا انه سيجد  من العسير ادراك معناه ( كان وحيدا لوالديه عندما جاء الى الدنيا ،وكان الاحتفاء به مهيبا ، أمه توزع الحلوى على من يزورها ، وابوه ينثر النقود على الفقراء ….. ، بقي أسبوع كاملا لا يحمل اسما )  فتجريد جابر من اسم لمدة أسبوع  او لون ،حول جابر الى علامة لسانية مجرده تحمُّل بين طياتها دلالات ثقافية واجتماعية تتشكل عبَر خطاب ايديولوجي   مضمر داخل الحدث العام ،وكما أكد لفي شتروس في أعمالة النقدية عن (مراسل ماوس):( ان العديد من التصرفات عند البشر لا تكون رمزية  بذاتها أبدا بل هي عناصر يستمد منها نظام رمزي لابد ان يكون نظاما جمعيا في الكثير منه ) لذلك اختار الكاتب المكان ذو الدلالات الرمزي والسياسية التي امتزجت بالاوعي الجمعي للعراقيين هو  سجن السلمان لما يحملة هذا السجن من ابعاد سياسية وتاريخية وجتماعية وثقافية حملت طابع النضال ضد سلطة الاستبداد السياسي، حيث ساهم القمع السياسي الموزع بشكل متساوي على جميع العراقيين على البحث عن المكان الثقافي الذي يتيح لهم فعل التحرر ولو رمزيا اكثر منه واقعيا يقول على لسان الراوي ( كان الحماس قد وصل إبان العدوان الثلاثيني على مصر ٠٠٠٠٠،وكان جابر واحدا من هؤلاء الغاضبين الذين يتصدرون الجموع ويهتفون بحياة الوطن والتنديد بالعدوان ) لتأتي الأحداث بعد ذلك متلاحقة وقاسية  تحمل في طياتها الكثير من التحولات السياسية يقول (في ليلة تحالفت فيها قوى الطبيعة مع رجال الشرطة اقتحم بيت خميس العثمان للقبض على جابر وإيداعه سجن المدينة ، تنقل بعدها من سجن الى اخر حتى استقر في سجن السلمان …. ،ومن يومها غادر الأمن والسلام العائلة التي كانت تنعم بالاستقرار) ان مثل هذه التركيبات الغوية في سرد الأحداث  تؤكد ان المعنى المستمد من المشهد يختزل الكثير من الأحداث النفسية  والسياسية  والأيديولوجية التي يتشارك فيها الراوي والقارء على حد سواء ،لذلك عمد  الكاتب في جعل الحدث داخل النص يحمل الكثير من الدلالات الرمزية التي عانا منها العراقيين جميعا حتى باتت تشكل وعي ثقافي ايديولوجي خاص لكل من ناضل من اجل الثورة والحريّة وهي الأحزاب الشيوعية على الوجه الخاص ، راهنت  الرواية منذ البداية على فكرة حلقات السرد التي تسربت من تقنيات القصة الى تقنيات الرواية فهي عبارة عن صور سردية يقدمها الكاتب وفق اُسلوب القطع والتذكر التي تقدم البطل او الذات الساردة التي تأتي وفق منطق التنامي ثم الانحدار الدرامي،  فالبطل يستدعي من ذاكرته أحداثا  بعينها لها خصوصية عنده ويقدمها لنا في لوحات سردية  صغيرة تعتمد دلالة لسانية و بلاغية ( تذكر ليلة وصوله الى سجن السلمان ) او في مقطع اخر ( عندما لايحمل الليل غير عواء الذئاب وسط محيط الرعب تكون الخمرة أمرا لابد منه)
فقد اجاد الكاتب الخروج عن السرد التقليدي باعتماده تقنية الأصوات المتعددة في السرد مره بضمير إلانا وأحياننا بضمير المخاطب او الغائب ( جابر يتأمل وجه سعدون ، كانت دواخله مشبعة بالطيبة وبلهجة اتسمت بالجدية اجابه : ياسعدون لو أمطرت ،فلا تظن احد يسلم من البلل، فالحرب كجهنم كلما امتلأت صرخت هل من مزيد ) كما ان الكاتب لعب بالزمن من خلال سرد الأحداث بطريقة القفز بالسرد عن  طريق  الفلاش باك مرة، وسرد اللحظات الراهنة مرة اخرى ، لذلك بدا السرد مثل كامرة تصور من الخارج بكل ما تحمله الكامرة من دقة ورحابة وتساع  ( شاهد جابر اثناء رجوعه قطعات الجيش تتموضع في خنادقها ، واُخرى تحفر مواضع جديدة )اعتمد الكاتب وجهة نظر  شخصية البطل ( جابر ) كنموذج ثقافي ايديولوجي يحمل في طياته دلالات الرفض لكل أشكال الخضوع و التدجين السياسي والثقافي التي تعرض لها المناضل العراقي على كل مراحل تاريخه السياسي  لذلك ظل جابر على امتداد فصول الرواية ،متمرد على كل أشكال الحياة البائسة وقوانينها   ( على صوت اذان الفجر يهدر من مكبرات الصوت نهض جابر متثاقلا على غير عادته … ، منذ خروجه من السجن وهذا الصوت ينقر في راْسه) ان تحولات السرد عند احمد الجنديل ارتبطت بالانتقال من المكان الواقعي الى المكان الرمزي بطريقة الانتقال والعودة،   اي حياة / موت او حياة /لا حياة ، والتي استطاع الكاتب من توظيفها داخل النص عن طريق شخصية  جابر ، فنتقال البطل من المدينة الى السجن كان انتقال من الحياة الحرة الى حياة قمع تكاد تعني موت بطيئ اما خروج جابر من السجن بعد ما تحول السجن رمز للنضال انتقال من حياة مفعمة بالاحلام الثورية والفكرية الى حياة موت روحي وجسدي لذلك أعطى  التحول من والى بكل افتراضاته الدلالية والرمزي مكن السرد من الانقسام الى حلقات تفتح بدورها احتمالات تأويلية مختلفة امام الشخصيات ، وبالتالي امام القارء، ساعد السرد على جعل النص اكثر توتر وادهاش وغموض فالصورة التي يقدمها لنا الجنديل عن البطل الثوري الوطني المهتم بقضايا وطنه تشبه الى حد كبير صورة البطل عند غرامشي الذي فصله لنا في دفاتر السجن اي بطل يحاول إيجاد أطار فكري لوجوده يعيد له بريقة  لذلك لا يجد جابر هذا البريق الا في سجن السلمان  ( من يعيدنا الى سجن السلمان ؟فهناك الحياة تحمل مضمون يمنحنا شرعية البقاء )  فتمنيات جابر بالعودة الى السجن تعكس حدة الأزمة المصيرية التي يواجهها الانسان من غموض يعتري حركة الواقع ويهدد الذات البشرية بالتلاشي ومن هنا نجد ان حياة جابر داخل السجن أعطت جابر هذا الزخم الوطني والنفسي العالي فهو القائد والحكيم والمصلح حتى مع اكثر الأشخاص بعدا عن قظيته وهو( لولو) الذي يشبه النساء في تصرفته اما خارج السجن فهو ضائع حزين منسحب عن كل ماحوله الى مع  ميسون القطة التي هي كل ما تبقى له من أسرته وأصدقائه لذلك لم يجد عنده خروجة من السجن غير بيت قديم في حي  محطم بائس يصفه السارد ( كانت البيوت راقدة على جانبي الزقاق كمجموعة من الشحاذين الذين يتناكبون على أبواب الجوامع اثناء صلات الجمعة)   لذلك ظل جابر ذلك البطل  المنسحب عن كل ما كان  يناضل من آجلة، وهي دلالة قوية عن حجم الفشل والوهم  الذي يتعرض له المناضل  العراقي ويكشف في الوقت نفسه قدرة  السلطة السياسية والاجتماعية لإزاحت المناضل عن دوره الوطني والثقافي  ، لذلك لا يجد جابر من انيس الا مع الخمرة والذكريات وميسون . اما صورة المرأة في الرواية بدت ضعيفة لدرجة ان جابر لم يستطع ان يثق بها كشريك انساني حقيقي لذلك ظلت ميسون  هي المكافء الدلالي  الذي يعووض غياب الأنثى في حياة جابر حتى بعد معرفته بأحلام والتي لم  يجد جابر فيها غير إنسان خائف مسحوق ضعيف  لذلك  فشل جابر من صنع حياة جديدة ( أطلقت ميسون صوتا خافتا قطع على جابر ماهو فيه ، ….التفتت نحوه في رضاعة وانكسار ، ضحك جابر : لعلها تعاني من اثار الحمل ) لكن إيهام الكاتب بغياب هذه العلاقة او غموض هذه العلاقة يدفعنا للبحث عن ما يخفيه النص او مايحمله النص من دلالات ايديولوجية أعمق ، ففي ص٤٤ ، في حوار مابين جابر وأحلا م بعد القصف الامريكي لبغداد يؤكد ان هناك دلالات رمزية واضحة لغموض هذه العلاقة : انفراجة شفتا جابر بالحديث : لقد علمتني مدرسة السجن ، أن القوانين جميعها باطلة امام جبروت القوة وطيشها، ومن خاصرة الطغيان تولد القوانين وهي تحمل منافذ اختراقها !!.وفي فقرة اخرى من نفس الصفحة : فالماضي كان الصراع يحمل نقابا على وجهه ، ويسير متخفيا بعض الأحيان.ان جميع تشبيهات جابر أتت على شكل نرجسي فهو لم يعد  يرى في المرأة تعويضا عن الخراب السياسي بل تعامل معها على انها شخصية مستلبة فاقدة لكل دور لها ( سحب الغطاء وأسرع متعثرا الى الغرفة الاخرى، عند الصباح غادرة احلام البيت ، بينما بقي جابر يغط في نوم عميق) ثم تأتي صورة الدين مكملة لهذا المشهد المزري للحياة التي يعيشها جابر من خلال صديقه عبدالله المؤذن الذي كان يحب جابر لكن جابر يمقته في سره ( لم يكن ثمة ما يجذبه نحو عبدالله ، كان يشعر على الدوام بنفور منه ، احيانا يصل الى حد اللعنة ) وهنا نجد ان نفس صورة المرأة  ايضا في تعامل جابر مع  الدين فمن منظور جابر ان الدين هو ظل يحتمي به الضعفاء للخلاص من سطوة الاٍرهاب السياسي فهو مهرب نفسي لا اكثر مثل المرأة. في حياته  . وهنا كشف واضح مابين ما يسميه ( لاكان) الواقعي الذي يستدل او يتم توضيحة و اشتقاقه من الواقع العادي ان نقاش الكاتب من خلال ساردة البطل الذي اصبح فاقد لوهج الحياة والى الدور الذي كان من الممكن ان يلعبه في مجتمعة يؤكد لنا حجم الغياب الواضح للهوية الانسانية والوطنية في المجتمع لذلك لايجد جابر هذا الزخم الى في المكان الرمزي سجن السلمان فهذه العودة من الواقع الى الواقعي تعكس حجم الفراغ النفسي الذي يعيشه جابر  يقول : في سجن السلمان كان الصدق عاريا ولا يحتاج الا تعريف ،وكان الزيف عاريا ، اما اليوم فقد حصل زواج غير شرعي بين الاثنين . لتكتمل الصورة بحجمها الكبير حين نجد ان وضع الحدث الحاضر ازاء الماضي يتم  باتفاق ايديولوجية الكاتب مع بطله من خلال عرضه للأحداث الحاضر ، لذلك ظلت  لحظة سقوط بغداد على يد الأمريكان  لحظة تاريخية مؤلمه  لجابر  فيها نقد  لكل أشكال الحياة واتت مثل ما كان يتوقع السارد   ( هل قراءة التاريخ بشكل واضح !!؟ حاول قراءته من جديدستجد ما تريد معرفته هناك!!) وفي  فقرة اخرى يقول : سيحترق الكثير بنيران شعاراتهم) لذلك ان موت أصدقاء جابر موت مجازي رمزي له دلالات فكرية وسياسية  ترمز آلى موت الفئة المناضلة والمثقفة،  إذن هو موت ايديولوجي  وان اختلفت التوجهات فحجم المعاناة النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها كل  من يحمل هم الوطنية والحريّة على كتفه ، هي ضريبة النضال ، فلم يعد لجابر ما يدافع عنه، فقد كل شيء جميل في حياته (الذباب لا يقطر عسلا،والفئران لا تفوح من أجسادها العطور)  فالسارد يتنبأ   بمستقبل  اكثر رعب ودم وقتتال فحين يرى الافتات والشعرات ينظر بسخرية  ( مايخرج من بين أفخاذ العاهرات البائسات في مواسير الليل المبتذلة ، أشرف من سيلان اقلام وأفواه هؤلاء ) لذلك كانت نهاية جابر نهاية تحمل الكثير من التهكم والسخرية على كل أشكال الحياة فما هي الا كذبة عشنا نصدقها فخسرنا كل شيء  ( كان عاريا تماما… احلام تجر خطاها وراء جابر … توقف جابر عن الرقص… اطلق جابر ضحكة بعضها نواح ، وبعضها سخرية والبقية ماتت بين شفتيه ) لقد انتهى جابر  بالجنون وهي نهاية تحمل معها كذبة النضال الوطني  وما نحن الا لعبة لحيتان أكبرمنا نحن الأسماك الصغيرة التي تبحث عن الحياة خارج بركة الاستعباد امام دول عظمى تحركنا مثل بيادق الشطرنج الى قتال بَعضُنَا ضد بعض لذلك ينتهي المناضل الحقيقي بالموت او الضياع ويتحول ( لولو) المخنث  الى سياسي مرموق  وما كلمات جابر الاخيرة الى دليل على فاجعة طالما يعيشها المناضل  ( الله أكبر .. الله اكبر    فوق كيد المعتدي ) اختفى جابر ونتهى معه حلم النضال من اجل الحرية والوطن ( لم يبقى في الزقاق غير ميسون وهي تعاني من الام المخاض.  ما تحاول كشفه هذه القراءة هو المنظور الأيديولوجي  للبطل  ( جابر)داخل النص وإذا حاولنا تقصي ذلك المنظور نجده قد تغير بتغير الواقع السياسي والمكان  اذا انه يقوم على أساس التكافؤ في السجن ثم يتحول الى ادانه بعد الخروج من السجن آلى المدينة بعد ان كشف تشرذمها وسذاجة اَهلها ثم يتحول بعدها الى  صراع داخلي مع نفسه الى صراع خارجي ضد الواقع و العنف والاستلاب السياسي لكن يصطدم مع مجتمع لا يعي حجم الدمار والدسائس التي تحاك ضده لذلك كان الجنون هو الحل الأكثر ادانة لهذا الواقع .  ان رواية الرماد استطاعت عبر بطلهامن كشف العزلة الاجتماعية والسياسية التي يعانيها المثقف المناضل او الثوري وكائن  لسان حله يقول اما القمع والتهميش او الولاء  والاستجداء من السلطة، لذلك ظل دور المثقف والمناضل دور هامشي بسبب سطوت العقل  السياسي المستبد  على المشهد العام لذلك انتهى دور المناضل بالموت او الجنون وظل  الواقع خرب ممزق,

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب