– يقول سيمون جينكينز.. مؤلف كتابَيْ «أنجزت المهمة» و«أزمة التدخل الدولي.. في الغزو الامريكي على العراق 2003
– نرى في الفيلم جنودًا أمريكيين يقفون في حالة تأهب بينما ينهب اللصوص وسط المدينة بغداد ويمزقونها إربًا.. ونسمع جنديًّا أمريكيًّا يقول إنه: مكلف بحماية وزارة النفط فقط.
– صحيح رحب اكثرية العراقيون برحيل صدام.. لكن كان عليهم بعد ذلك مواجهة عواقب رحيله المروعة.. ومجيء سلطة غريبة.. لم تعتمد بناء بلد.. ولا اقامة نظام ديمقراطي حقيقي.
– ما انعكس ذلك على سلوك وحياة المجتمع.. تحت يافطة الديمقراطية.. التي ادت الى حرب طائفية بين اطياف الشعب.
– لتترتب على صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وإمساكها بزمام الأمور.
– أما المعجبون بصدام.. وتوقع ألا يأتي من وراء وفاته إلا الشر.. فهل كانوا على حق!!
– يقول رقيب بحري امريكي يُدعى رودي رييس: عن تدمير سيارة مليئة بالنساء والأطفال.. كان ذنبهم الوحيد أنهم عجزوا عن قراءة لوحة موضوعة عند حاجز على الطريق.. فلم يتوقفوا.. يحكي عن هذا الحادث وهو يحتسي شراب التكيلا قائلًا: “يجب أن يكون الأمر يستحق هذا العناء، وإلا ما البديل؟”.
– حين زار الكاتب اجنتي بغداد بعد فترة وجيزة من الغزو الامريكي لإجراء مقابلة مع حاكمها بول بريمر.. ذُهل من تفشي انعدام القانون في البلاد.
– وخارج المنطقة الخضراء المحصنة.. لم تكن هناك شرطة.. ولا غروَ أن نُهِبَت المحلات التجارية.. ودُمر متحف بغداد.. وأُفرغ من محتوياته.. حتى الدبابات تحطمت في شوارع المدينة.
– كان الأمل يملأ أن تكون هذه دولة جديدة.. لكن مع تصاعد شراسة الدمار.. لن يؤدي الى عراق آمنً مرة أخرى مطلقاً.
– لم يُسقط الغزاة ديكتاتورًا فقط.. بل قصفوا المباني العامة ودمروها.. وفق استراتيجية «الصدمة والرعب».
– روعوا العائلات بعمليات التفتيش الليلية.. حين يداهم الجنود غرف نوم النساء.. وكان لا بد من عزل كل البعثيين.. بدءاً من الشرطة إلى الجامعة.. وهو ما يعني انهيار هيكل القيادة في المجتمع المدني.
– هكذا عُوقب جميع العراقيين بسبب خطايا صدام.. ومرة أخرى.. كان الأمر أشبه بما جرى في العصور الوسطى.
– لقد تجاهلوا ما يعرفه أي طالب يدرس علوم الحرب: بالنسبة للضحايا.. السلامة دائماً ما تكون لها الأسبقية على الحرية.. والحياة تتقدم على الحرية.
– إن غزو العراق لم يكن أسوأ ما فعلته أمريكا.. لأن الفوضى كانت أسوأ بكثير.. ففي غضون أشهر.. أصبحت الفوضى هي الشرارة التي أشعلت جذوة التمرد.
– حرب 2003 كانت نسخة طبق الأصل للحملة الصليبية الرابعة.. وهي مغامرة عسكرية متوحشة.. سارت في الاتجاه الخاطئ وكانت نتيجتها مروعة.
– كان العثور على أسلحة الدمار الشامل و«جلب الحرية» للمواطنين ليست سوى أعذار يسوقها لتبرير أفعاله.. وكانت الهدية هي إعلان بوش عن «إنجاز المهمة» في غضون أسابيع من الغزو.. تلك كانت مهمته.. أما العاقبة فكانت تكمن في المستقبل.
– وعندما سحب الرئيس باراك أوباما القوات الأمريكية العام 2011..انهار النظام الفاسد وغير الآمن. ثم صعد تنظيم الدولة (داعش).. لينفلت بذلك التمرد الأكثر شراسةً في العصر الحديث من عقاله.
– والنظر بعين الحاضر إلى ما حدث بالأمس.. دفع الكاتب إلى التنبيه على لعبة تبادل اللوم مع التاريخ.. وهي ممارسة شائعة لا تعدو كونها ادعاءً للحكمة بأثر رجعيٍّ للتعويض عن غياب البصيرة التي تنير الطريق قبل فوات الأوان.. وتنطوي على النظر إلى أحداث الماضي بالعدسة المُشَوَّهة لقيم الحاضر.
صحيحٌ أن كثيرين كانوا على دراية تامة بأنهم كانوا طرفًا في خطأ فادح.. لكن اللوم كان أعلى من درجتهم الوظيفية.. فالحرب تعطي رخصة للطاعة العمياء.. أما الوطنية والولاء فينقلان المسؤولية إلى أعلى.. فيتحمل الرئيس اللوم.
إن حرب العراق تستحق أن تُصنَّف ضمن جرائم الحرب الكبرى والأكثر حماقة في عصرنا الحالي.
المهم: تشكلت ادارة بقيادة امريكية.. وتسلم ادارة السلطة بول بريمر.. ومجلس حكم مؤقت يضم قادة الاحزاب والكتل السياسية المعارضة لنظام صدام.. التي كانت خارج العراق.
– وكانت الادارة مكونة من اكثرية شيعية ومن ممثلي الاكراد..
اما ممثلي السنة فكانوا من داخل العراق.. والتحقوا بعد تشكيل الادارة العراقية.. بعد مفاوضات سريعة وعسيرة.
– لم يكن للعراقيين اي دور في ملأ الذين تسلموا السلطة.. بل فرض عليهم.. دون معرفة اي منهم
– لم تكن هناك خيارات حتى للأمريكان بل ان المعارضة الشيعية التي دخلت العراق بعد سقوط صدام فرضت نفسها واشخاصها..
فلا ديمقراطية.. ولا انتخابات.. ولا قبلً للشعب بهم وبحكومتهم
– المشهد اختلف تماماً في حقبة ما بعد 2003. فلقد ظل العرف سائداً لكن بطريقة مختلفة هذه المرة.. إذ هيمن العرب الشيعة من منطلق كونهم أغلبية على صناعة القرار العراقي.. وصار منصب رئيس الوزراء الذي ارتبطت به قيادة الجيش هو المنصب الأهم.
– وهكذا الانتخابات النيابية ايضاً.. فأشخاص فرضوا من الخارج او اختيروا من قبل المعارضة من الخارج
– لم يكن هناك معايير للاختيار سوى معارضة صدام.. وحتى هذه خفت.. وبدا الاختيار على اساس: القرابة.. والعشيرة.. والصداقة!!
– لم تكن لمعايير: الوطنية.. والنزاهة.. والعراقية.. مكانا في الاختيار.. لنكون امام عناصر غربية في: القيم.. والسلوك.. والمكانة الاجتماعية
– فكنا امام اناسٍ لا يعرفون اي شيء.. وبعضهم بعثيون ورجال امن.. واخرون أبناء الشوارع – كنا يقال في العراقي- شاركوا في حكم عراق ما بعد 2003.
– انها الجريمة التي اكبر من الاحتلال.
– تجد اشخاصاً: وزراء.. ونواب.. لا يملكون سوى شهادة الابتدائية المزورة.
– تجد اشخاصا.. لو قيل لهم ستكون موظفا مديرا.. لا يصدق.. بل حتى لو وجد نفسه في الحلم مديرا لا يصدق!!
– شرطة أمن.. ولصوص محكومون.. اصبحةا بدرجات وظيفية مهمة.. مناصب الوزراء والمحافظون تباع لمن يشتري.. حتى لو كان سارقاً او قاتلاً!!
– وزراء لا يعرف يكتب هامشا.. مسؤولون لا يعرفون سوى السرقة والكذب!!
لا تتعجبوا.. اقرأوا ما لا تصدقوه.. فكيف سيصدق اجيالنا المقبلة بحكامنا أو مسؤولينا الحاليون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المجتمع المدني و ليس الى دولة ابجدية الطوائف .
– ان ما جرى ويجري في العراق اليوم ما هو الاّ نتاج للتأسيس الدستوري الطوائفي الذي صاغه الاحتلال الامريكي للعراق.. حيث بنى نظام الحكم اساساً على قاعدة المحاصصة الطائفية – القومية بدءاً من مجلس الحكم الانتقالي الذي تشكل في 13/7/2003 حتى يومنا هذا.
– ولا يزال العراق يعاني من ازمة وطنية شاملة تتمثل ملامحها الرئيسية في تعثر العملية السياسية القائمة على اساس التقاسم الوظيفي الاثنو – طائفي.. واستمرار العنف وهما عاملان يعيقان عملية اعادة بناء الدولة والمجتمع الذين دمرا نتيجة سياسة النظام الشمولي (نظام صدام حسين ).. وممارسات الاحتلال الامريكي الذي تمثلت ابرز دروسه في كون الحديث عن ادخال الديمقراطية في العراق ليس الاّ اطلاق شعارات فارغة في اطار الطموحات العالمية الامريكية(25)
– ثم جاء نهج النخب الحاكمة بعد 2003 ليعمق.. ويكرس تلك الحالة في ظل غياب مشروع وطني جامع.
– اخيرا متى سنجد او سنختار او سنفرض معايير حقيقية لمن يختار للحكم ؟؟؟