المعروف عن الاحداث الكبيرة ان آثارها تبقى عالقة بذاكرة الشعوب ، ويبقى الوجه المشرق لها من جهة التأريخ الإنساني . وتبقى بصماتها وثيقة الصلة بحياة المجتمعات البشرية كلما دعتها الحاجة للاستفادة من التجارب ، والأخذ بما تنطوي عليه حياتها من دروس وعبر .
من الطبيعي إن التاريخ الإنساني ليس أكثر من أحداث علقت آثاره بذاكرة الشعوب وتسبب ذلك بتأثيره على مصائر الأوطان . كما ان التأريخ يزدان باحداثه السارة والمؤلمة ، ويعرف بمشاهده متواليات حقبه وحلقات اتصاله ، ولولا ذلك لغدا التأريخ مجرد غرفة مظلمة لا حياة فيها ولا أسماء تحفر على جدرانها ولا ملاحم تروى عنه .
ان ابرز ما في الاحداث التأريخية هو قادتها وأعظم ما في هؤلاء هو شعوبهم ، وتعتد الشعوب بابنائها .. ففي العراق هناك اسماءخلدها عملها من اجل استقلال العراق وحماية ممتلكاته .. فمنهم ملوك ورؤساء وزارات أو وزراء فكانت لهم بصمة في الحفاظ على صيانة وسمعة العراق ولهم صوت وصدى في دول العالم .. من أمثال الملك فيصل الأول وسلالته كل من الملك غازي وفيصل الثاني ، ورئيس الوزراء المخضرم نوري السعيد الذي تسلم المنصب ل 14مرة ..وكذلك تسلم منصب وزير الخارجية لأكثر من مرة ، وكان يلقب ب الباشا .. وثعلب السياسة ، لدهائه ، ولا ننسى ساسون حسقيل الذي بقي في منصب وزير المالية لخمس مرات .. وكيف كان أميناً على ما اؤتمن ، كذلك نذكر وزراء خارجية العراق انذاك وكان لهم الدور الفاعل في سياسة العراق الخارجية كل من عبد الله الدملوجي ومحمد فاضل الجمالي فضلا عن نوري السعيد الذي ذكرناه سلفا .
ان هؤلاء الرجال الذين ذكرناهم كان لا بد للتأريخ من ان ينصفهم ، لتميزهم في خدمة العراق ووحدة اراضيه وخاصة ان العراق كان آنذاك حديث عهد بالإستقلال ومرت عليه ظروفاً صعبة وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية .