بين الحين والآخر يظهر لنا السادة المسؤولون على صفحاتهم وبيجاتهم الممولة من أموال الشعب ويتفاخرون بأنهم حققوا إنجازا معينا، وكأن هذا العمل المنجز يحسب لهم فقط لأنهم التقطوا صورا ونشروها في تلك الصفحات والبيجات، بينما العقل والمنطق يقولان أن هناك فريقا متكاملا أمضى ساعات طويلة في العمل والجهد وفي أسوء الظروف ليلا ونهارا للوصول الى هذه النتيجة المرجوة.
والمسؤول هنا متناسيا فريقه الذين عمل معه طوال تلك المدة، وهذه من نقاط الضعف لدى بعض المسؤولين، فلو كان المسؤول يفكر وفق مباديء الإدارة الصحيحة التي تجعل من المسؤول عن العمل قائدا وليس مديرا لأظهر العمل بصورة أخرى ( والفرق واضح بين القائد والمدير لمن يعي مباديء الأدارة) .
يجب أن نفكر أن المسؤول والفريق الذي يعمل معه كلهم موظفين في الدولة ويتقاضون أجورا مقابل عملهم والأولى بالمسؤول عندما يقدم عمل منجز أن يظهر جميع الفريق الذي عمل معه في صوره وينشرها لوسائل الاعلام والصفحات والبيجات الممولة حتى يشعر هؤلاء الافراد العاملين معه أنهم فعلا أنجزوا عملا مهما ويدفعهم الى أنجاز الاعمال الأخرى الموكلة لهم بكل همة ، هذا إذا اراد هؤلاء المسؤولين أن يبنوا مؤسسات الدولة وفق الأسس الصحيحة يفتخر في أنجازها أغلب العاملين، أما مايجري الآن فأن المسؤول يبني ويمجد نفسه على حساب الآخرين الذين معه مما جعل أغلب العاملين في الدولة لايعيرون أهمية للأعمال المناطة بهم لأن النتيجة معروفه لهم مسبقا.
ولازال السادة المسؤولين يعملون بمقولة أهل التاريخ ( التأريخ يكتبه المنتصرون) ، وأعتقد أن هذه المقولة أصبحت من الماضي في ظل تطور تكنلوجيا المعلومات وأن مايتم توثيقه اليوم سيتم حذفه غدا بناء على أحداث وتطورات جديدة،
فياأيها المسؤولين إن العبرة في الخواتيم وأن النتائج والحقائق ستظهر بعد مغادرتكم مواقع المسؤولية ولنا ولكم عبرة بمن استلم زمام الامور سابقا والماضي القريب أمام أعينكم وكيف ظهرت الفضائح التي لاتخطر على بال أحد في عمليات السرقه الشيطانية بعد أن كانت تلك الصفحات والبيجات الممولة تمجد وتهلل بهؤلاء المسؤولين الى أن ظهر فسادهم.. فأعتبروا ياأولي الالباب ولاتأخذنكم سكرة السلطة بعيدا عن قيمكم وأخلاقكم التي تربيتم عليها والله من وراء القصد ..