من مات بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد
هذا البيت أوردناه ونحن نتابع قضية إغتيال الروائي العراقي الدکتور علاء مشذوب الذي تم اغتياله أمام منزله في منطقة باب الخان الواقعة ضمن الطوق الأمني المشدد للمدينة القديمة في کربلاء، وعملية الاغتيال وطريقتها غير العادية وفي منطقة تقع ضمن الطوق الامني المشدد، تدل على إنها کانت عملية قد تم تنفيذها من قبل جهاز مخابرات أو على الاقل من قبل أجهزة متنفذة في الدولة العراقية(وماأکثرها) لهدف لايبدو إنه من الممکن إخفاٶه والتستر عليه.
شهيد الکلمة والموقف، الدکتور مشذوب، کان قد أشار في الايام الاخيرة قبل مقتله الى الخميني في منشور له على حسابه بفيسبوك حيث قال ضمن ماقال: ” هذا الرجل (الخميني) سكن العراق ما بين النجف وكربلاء لما يقارب 13 عاما، ثم رحل إلى الكويت التي لم تستقبله، فقرر المغادرة إلى باريس ليستقر فيها، ومن بعد ذلك صدر ثورته إلى إيران عبر كاسيت المسجلات والتي حملت اسم ثورة الكاسيت، ليتسلم الحكم فيها، ولتشتعل بعد ذلك الحرب بين بلده، والبلد المضيف له سابقا (العراق)”، ويبدو إن هذا المنشور وفي بلد يسيطر عليه نفوذ وهيمنة النظام الايراني يکفي لإصدار حکم القتل بحق من يتجرأ على إصداره!
ليست هذه المرة الاولى التي يتم فيه تهديد حملة الاقلام وأصحاب الفکر عندما يتناولون أي موضوع ينتقد النظام الايراني أو يعترض عليه، ولسنا ننسى ذلك الکاريکاتير الذي نشر قبل أعوام في صحيفة الصباح العراقية والذي کان يوحي للمرشد العالي للنظام الايراني وأقاموا الدنيا وأقعدوها بسبب منه بحيث أجبروا الصحيفة على تقديم الاعتذار مع تهديدات مبطنة موجهة للصحيفة والرسام نفسه، ولکن يبدو إن النظام الايراني وهو يمر في هذه المرحلة الحرجة ويريد ضمان وضع العراق تحت سيطرته الکاملة، فإنه قد خاف من هکذا طرح من کاتب روائي له وزنه کالمرحوم علاء مشذوب، فأصدروا حکما بإغتياله!
النظام الايراني الذي طالت نشاطاته المخابراتية بلدان أوربا وأمريکا اللاتينية والولايات المتحدة وبلدان المنطقة وأفريقيا، ليس ببعيد عليه أن يقوم بتنفيذ هکذا نشاط إجرامي، خصوصا إذا ماتذکرنا کيف إنه قام ويقوم بإغتيال معارضيه من المقاومة الايرانية في أوربا والولايات المتحدة بدم بارد خصوصا إدا ماعلمنا بأنه الاتحاد الاوربي قد وضع وزارة المخابرات الايرانية ضمن قائمة المنظمات الارهابية بسبب ذلك، ولاشك بأنه لوحده والميليشيات والاحزاب التابعة له في العراق خلف هذه الجريمة.