23 ديسمبر، 2024 12:51 ص

استعرت كتابا من مكتبة في ستكهولم حيث توفر البلدية امكانية قراءة كتب بالعربية بلغة وطنك وحيث تجد كتب بكل لغات العالم والعربية واحدة منها وربما يشكل القسم العربي واحدا من اكبر الاقسام بسب حجم الجالية العربية الكبيرة. الكتاب الذي استعرته كان مليئا بالشخابيط لم يترك من استعار الكتاب قبلي هامشا فارغا الا وسجل فيه رأيه وموقفه المعارض, افرغ الرجل جام غضبه على المؤلف في سيل من النقد الاذع والشتائم فهنا يكتب “المؤلف هنا يناقض نفسه فهو يقول “وفي مكان اخر يكتب “هنا يظهر انحياز المؤلف ويكشف عن وجهه الحقيقي” لم استطع ان اركز في اي جملة في الكتاب افسدت الشخابيط علي متعة القراءة وتساءلت عن السبب الذي يجعل قارئ يفترض ان يحمل قليلا من الثقافة ان يجعل شئ لايملكه ملكا له. ثم من سألك عن رأيك وموقفك, ماشأننا بما تفكر؟ لماذا لاتسجل شخابيطك في ورقة وتحتفظ بها لنفسك! خطر لي ان اسأل موظفة المكتبة سؤالا من باب الفضول وهو ان كان هناك من يشخبط على الكتب من الملل الاخرى وفاجأني ردها بان هناك ايضا من يشخبط على كتب المكتبة من غير العرب ولكن العرب اكثر المشخبطين والمتطاولين على الحقوق العامة.
الكتاب الذي نال غضب القارئ وسخطه هو للدكتورة نوال السعداوى التي رحلت عن عالمنا قبل بضعة اسابيع ولااظن لعنوان الكتاب أهمية فكتب السعداوي كلها بما تحمله من أراء جريئة تثير سخط الرجال وخصوصا المتزمتين منهم ويعتبرون ماتكتبه خدشا للحياء وتطاولا على القيم. قرأت كتب السعداوي في سن مبكرة من حياتي وكانت تطرح مواضيع في غاية الجرأة جمعت بين خبرتها كطبية وباحثة واديبة.
اليوم ظهرت على الساحة نساء جدد اكثر جرأة من السعداوي حتى انهن فاقهن في الجرأة ولاشك انهن تأثرن كثيرا بنوال السعداوي. قبل فترة قرأت على مواقع التواصل الاجتماعي من يلعن السعداوي ويتشمت بها ويصفها بالكافرة وهؤلاء هم من الذين يدعون الأيمان والتقوى , يتشمتون بأمرأة كرست حياتها للعلم والابداع ويدعون عليها وهي بين يدي ربها.