22 ديسمبر، 2024 12:38 م

منذ قرابة ثلاثة أشهر وكؤوس الخمرة الطائفية والقومية والدينية والمذهبية والعشائرية تقدم مترعة على موائد مختلفة الالوان تحولت فيها الأحزاب والاطياف والكتل والمرشحين إلى ندل يشبهون غلمان حسني الصورة والوجه والملبس والمنادمة بلغات ولهجات شتى وهم على قناعة تامة ان الناخب هنا لا يذهب إلى مركز الاقتراع مالم يثمل حتى فقدان الوعي ولايضع اسمه على ( الاستمارة ) حتى يشحن طائفيا وقوميا وعشائريا ومناطقيا ومذهبيا ويدعم بصك غفران وفتوى دينية تشرعن اختياره لمن ذهب لانتخابه في مراكز اقتراع لم تكن اعدت في الأساس لانتخابات تتوفر فيها حرية الاختيار يلتزم فيها المرشح بما الزم به نفسه إنما هي ساحات معارك لحرب عمياء بين طوائف تتعامل في أمورها الحياتية بتعايش قهري أحيانا وبلا مبالاة أحيانا أخرى لكنها لا تصل حد التقاطع او التقاتل مالم تدس السياسة انفها بينها لأغراض ومصالح تخصها ولا علاقة لتلك الطوائف بها ولو كانت الانتخابات حرة ونزيهة ووطنية لماذا حولوها إلى مناطقية ومذهبية ولو لم تكن مفروضة لماذا فرض على ابن الاعظمية مرشح سني وعلى ابن الثورة مرشح شيعي ؟ ولماذا لا يعاملوا المدينة الكبيرة او المحافظة على انها دائرة انتخابية يحق لأبنائها ترشيح من يرتضونه دون النظر إلى مذهبه او قوميته ؟

واظن جازما ان لو كان الانتخاب حرا لتنافس العاني والزاملي والدوري والمالكي والكربولي والحلبوسي والسوداني في الثورة والفضل والعامرية والشعلة والكاظمية وقد يفضل الناخبين في الثورة الحلبوسي على الزاملي وتختار الفضل شيعيا وقد تختار الشعلة كرديا وتختار الكاظمية مسيحيا مادام الجميع يعيشون في بغداد وينتمون لها وعرفهم الناس فيها من خلال معايشتهم لهم وماقدموه من خير او شر وهم يركضون في مضمار السياسة منذ سنوات طويلة لكن هل ترضى السياسة عن هذا ؟ ابد ولو كانت راغبة به لما اترعت لهم الكؤوس بالخمرة الطائفية والمذهبية والقومية والمناطقية واسكرتهم حد العربدة وقسمتهم إلى شعوب وقبائل وطبقت عليهم مبدأ.. تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ ارنب .