على الرغم من طمطمه الأعلام العراقي لها ! ألا ان مواقع التواصل الاجتماعي ، ضجت بخبر الأزمة التي حدثت بين العراق وليبيا! ، في منتصف شهر ابريل/ الفائت/ بسبب شحنة من أدوية السرطان ( دواء عراقي الصنع!!) وصلت الى ليبيا وأثير حولها لغط وجدل كبير ( قيمة الشحنة 2 مليون دولار!) مما أستدعى النيابة العامة في ليبيا أن تصدر قرارا ، بحبس كل من (( وزير الصحة ، ونائب رئيس الوزراء ، ورئيس لجنة العطاءات المركزية ، مدير إدارة الصيدلة ، ومفوض شركة استيراد الادوية) في الحكومةالليبية التي يترأسها (عبد الحميد الدبيبة) حبسا احتياطيا على ذمة التحقيق! على خلفية تلك الشحنة من الأدوية. وقد سارع رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان في ليبيا (حيدر السايح) ، برفض أستلام الشحنة! موضحا أن الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان في ليبيا ، تستورد كل الأدوية ان كانت لمرضى السرطان أو غيره من الأمراض من مناشئ رصينة ومعروفة (أمريكية وأوربية وغربية) ، وهذا ما نقلته وكالة (ارم نيوز للأخبار) . وفي الحقيقة أن مجرد سماع هكذا خبر عن دواء عراقي لعلاج مرضى السرطان فأنه يثير الشك والريبة!!؟ ، وسرعان ما يتبادر السؤال المفاجئ ( هل يعقل أن العراق أستطاع ان ينتج عقار للسرطان؟ (( فحتى المواطن البسيط يعرف تماما ان العراق يستورد كل شيء من دول الجوار ، حتى وصل الأمر انه استورد النبك!؟)) ثم السؤال، لماذا شحنة الدواء ترسل الى ليبيا تحديدا؟؟ ، وأضافت وكالة ( ارم نيوز) بأن الشحنة لا يعرف مصيرها بعد أن تم رفضها من قبل الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان في ليبيا!؟. وبالوقت الذي تم رفض الشحنة المثيرة للشك والريبة! من قبل رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان في ليبيا ، أكد السيد (سيف البدر) المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية ، بأن هناك مصنع عراقي للمواد الصيدلانية أستطاع من تصنيع (دواء لمعالجة السرطان) ، مطابق لأحدث المواصفات العالمية!!؟ ، والغريب والعجيب اكثر في موضوع هذه الشحنة ، أن القائمبالأعمال العراقي في ليبيا السيد ( أحمد الصحاف) أكد بان هذه الشحنة تم تصنيعها محليا وفق احدث المعايير الدولية!! ( ولا أدري ما علاقته بالموضوع ليؤكد ذلك؟! . بداية لابد من التوضيح بأن الموضوع بكل ما جاء فيه من تفاصيل وما نقلته وكالة ( ارم نيوز) للأخبار هو صحيح وغير مفبرك!وكذلك ( تطرق للموضوع الأعلامي ، مهدي جاسم في برنامجه // درس) ، وبالأمكان التأكد من ذلك ايضا من خلال (اليوتيوب)!. ومن الطبيعي ان الموضوع بما فيه من غرابة! يثير السؤال المباشر : هل فعلا وصلت الكوادر الطبية والتقنية والصيدلانية والمختبرات العراقية الى صناعة دواء للسرطان!!؟ وإذا كان الأمر كذلك! ، فهذه فيه مفخرة كبيرة للعراق وإنجاز وأعجاز علمي ما بعده أنجاز،ويفترض أن نقيم الدنيا ولم نقعدها إعلاميا ونطبل ونزمر للأمر ، اليس كذلك؟؟ ، ولكن غالبية العراقيين ليس لهم أية علم بأن العراق أستطاع من تصنيع دواء للسرطان!! ،البعض قال بأني سمعت خبر تصدير ادوية للسرطان(عراقية الصنع) الى ليبيا ولكني لم أصدق ذلك واعتبرته خبرا ملفقا!!. نعود ونسأل واذا كان الأمر صحيحا ، لماذا لا نعالج به مرضى السرطان بالعراق؟ ، حيث ان هذا المرض يفتك بالعراقيين ، وخاصة في المحافظات الجنوبية وتحديدا محافظة البصرة التي وصلت بها نسبة الأصابة بهذا المرض الى أرقام مرعبة!؟. من جانب آخر أن الدولة التي تنجح في أكتشاف دواء لعلاج مرضى السرطان ، فلا بد ومن الطبيعي أن مواطنيها ينعمون بالرعاية الصحيةالكاملة ، في ظل مستشفيات كثيرة وكبيرة ومتخصصةتقدم الرعاية الطبية للمواطنين ، هذا ما يقوله العقل والمنطق!، في حين أن الفضائيات الأعلامية تنقل لنا عشرات بل مئات الصور والمشاهدات عن الوضع البائس في غالبيةالمستشفيات الحكومية ، وعدم وجود أية درجة من الأعتناءوالتعامل الأنساني ، وعدم توفر أبسط المستلزمات الطبية لأسعاف المرضى والمصابين ناهيك عن الأوضاع الرديئة التي تعيشها المستشفيات صيفا وشتاء من أنقطاعالكهرباء والخدمات الأخرى ، وكم من مرة نقلت لنا الفضائيات صورا عن كلاب وحيوانات تسرح وتمرح داخل المستشفيات وخاصة في المحافظات الجنوبية!! ، فهل يعقل أن واقعا صحيا مترديا يفتقر للكثير من مستلزمات النجاح يمكنه ان يصنع دواء لمكافحة السرطان!!؟ ناهيك عن موضوع الفساد الذي ينخر مستشفياتنا الحكومية والتي يعرفها الجميع والتي أصبحت أمرا طبيعيا!! ، فلا أعتقد أن مع الفساد الذي ينخر بجسد الدولة العراقية بكل مفاصلها ووزاراتها ودوائرها ، يمكن أن يكون هناك أبداعسواء في صناعة الأدوية او غير ذلك؟! ، فهل يعقل وفي ظل هذه الأجواء وبيئة العمل غير النزيهة تمكنت الكوادر العراقية ان تصنع عقار لمرضى السرطان مع كل الأحتراموالتقدير للكفاءات العراقية ، فالمثل يقول (حدث العاقل بما لا يعقل ، فان صدقك فلا عقل له)!. من جانب آخر ، لا اعتقد أن الحكومة العراقية والجهات ذات العلاقة ستقوم بنفس الأجراء الذي قامت به النيابة العامة في ليبيا ، بفتح تحقيق عن الموضوع ومحاسبة من كانوا وراء شحنة القرنالقذرة هذه !!؟ ، التي تفوح منها رائحة فساد كبيرة يقف ورائها حيتان فساد كبار في البلدين!. أخيرا نقول : أن الموضوع معيب ومخزي! والعراق فيه ما يكفيه من سوء وفساد جعله يتصدر دول العالم بذلك. ولله الأمر من قبل ومن بعد.