23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

شجون جامعية (3)

شجون جامعية (3)

مرت تسعة اشهر على حضوري سبع مناقشات لطلبة الماجستير في احدى الكليات وفي قسم واحد بعينه , مرت الاشهر ثقالا ثقل الجبال وكنت يوميا استرجع لحظات المناقشات وكيف تمت , هل تمت باطار علمي اكاديمي ؟ او بطريقة (مشيلي وامشيلك) ؟ وبطريقة المصلحة وهذا الاستاذ المشرف صديقي وهذا الطالب (وصوني عليه) وهذا من جماعتنا وهذا الطالب (ابن فلان) وعليه يجب الضغط عليه ومنحه اقل الدرجات وبتوصية من رئاسة القسم المختص التي اخذت السياق الدكتاتوري اطارا لعملها فاهملت اللجنة العلمية المختصة في القسم ووضعت اسماء المناقشين حسب هواها , وما يثير استغرابي وتعجبي كيف يتم تعيين رئيس قسم لمن لم يتم اكماله عاما واحدا على تعيينه في الكلية ؟! في حين ان المدارس في جنوب شرق اسيا لاتسمح لمن خدمته اقل من خمسة وعشرين عاما في ان يكون معاونا لمدير المدرسة , كي يكون مؤهلا علميا وتربويا وعقليا وانسانيا للسير بالمدرسة الى شاطئ النجاح وهل عقُمَ هذا القسم واختفى اساتذته كي نضع هذا الشخص في هذا الموقع المهم فنظلمه ونورطه في ظلم الاخرين , اذ كان هذا الاستاذ لصغر سنه ولقلة خبرته متذبذبا بين المنصب والهالة المضفاة عليه وبين تانيب الضمير وظلمه لاساتذة درسوه ومطرقة مسؤوله الاداري الذي يُملي عليه , وخشيته من قول كلمة لا ؟ .
        نحن بامس الحاجة الى اساتذة يخشون الله في الشاردة والواردة , في الصغيرة والكبيرة لان بناء الوطن بات بين ايديهم , نحن بحاجة الى اساتذة ثوار كالحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) يوم قال لا للباطل , ان بنا حاجة الى اساتذة لايُملى عليهم بل يملي عليهم حسهم الوطني وضميرهم العلمي الاكاديمي ومخافة الله .     

  ناقشت هذا الموضوع مع الكثير من الاساتذة وتركت الشهور تمضي عليه حتى لااكون متسرعا فاظلم احدا متخذا من قول امام البلاغة وامام الدين وسيد المتقين(علي ابن ابي طالب) (عليه السلام) , نبراسا في عملي اذ قال : (والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في أنملة اسلبها جلب شعير ما فعلت) .     

  زبدة موضوعي هو الكابس العلمي او ضرورة وجود الكابس العلمي في كل مناقشة لاطاريح الماجستير والدكتوراه . ورب سائل يسال ما صفات الكابس العلمي فاجيبه ان استشفها يا اخي من مقولة امام المتقين في السطور السابقة .       

لِمَ الكابس العلمي ؟ للظلم الذي يلحق بعض الطلبة والدرجات التي تغرف كالماء للبعض الاخر ! ففي احدى المناقشات بدء المناقش الاول متجهماً مكفهراً مهاجماً الطالب الذي كان ملاك رحمة وملاك براءة , لم يساله اي سؤال بل شن هجوماً كاسحاً كهجوم هتلر على بولندا او هجومه على ستالينكراد دون رحمة وهوادة وكأن الطالب عدوا له !! لقد شُحن هذا الاستاذ (الفاضل) ممن اسال الله ان يغفر لهم اذ ارادوا بهذا الطالب سوءاً لكن ارادة الله اقوى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) . لقد دحض هذا الطالب اراء (الاستاذ) المهاجم بل ان الادهى ان المناقشين الاخرين اصطفوا مع الطالب وعززوا ارائه بالرغم من عدم معرفتهم له.
        وفي مناقشة اخرى وقبل بدء المناقشة سالني احد المناقشين الوافدين من محافظة اخرى كيف تعتبرون هذه رسالة ماجستير فهي مملؤءة بالاخطاء النحوية والاملائية والفكرية , هل ليدكم جهاز استنساخ كي اصور الاخطاء التي سجلتها اذ لاتخلو صفحة واحدة من الاخطاء . اجبته بارك الله فيكم يا اخي , ان افعلوا ما يمليه الله عليكم وضميركم الاكاديمي العلمي . وازفت ساعة المناقشة وبدء هذا الاستاذ المناقشة كونه استاذاً زائراً لاجد وجها اخرا في المناقشة حيث اخفى كل الاخطاء التي ذكرها وصورها وبدء يمدح الطالب واستاذه رغم علمي بضعف مستوى الطالب ! خلال دقائق انقلبت الحقيقة وانقلب الباطل حقا والشك يقينا والسراب ماءا ! ومُنِح الطالب درجة جيد جدا !! مبارك للطالب درجته ،ولمن ناقشه اقول الم تقرأوا الاية الكريمة(وقفوهم انهم مسؤولون) !!؟ .
        هل عرفتم ضرورة واهمية الكابس العلمي ودوره في تقويم المناقشين والمناقشات والدرجات ؟ وتذكر يا اخي المناقش(ان زلزلة الساعة شيء عظيم) ؟؟ .
[email protected]