18 نوفمبر، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

شجرة …في الهواء الطلق

شجرة …في الهواء الطلق

قراءة اتصالية في كتابين للروائي اسماعيل فهد اسماعيل

1-2

قرأنا للروائي اسماعيل فهد اسماعيل بعد سقوط الطاغية(على السبتي شاعر في الهواء) وها نحن نقرأ له الآن في 2006(ماتعلمته الشجرة / ليلى العثمان ..كاتبة ) ..قبل الكتابة هناك المعايشة عبر اتصالات متنوعة :* اتصالية حضور..(حضور أحدهما يفضي الى حضور الآخر :ليلى العثمان واسماعيل فهد اسماعيل ) *.. تذكر ..(فأن ذكرت ليلى العثمان /طفق اسماعيل يجول في فضاء الذاكرة وان ذكر اسماعيل تجلت ليلى العثمان حضورا مرفرفا) *.. أدبية (كلاهما كاتب وقاص وروائي ) *..وهناك المجايلة ..(ومن جيل ابداعي واحد..)* وعي اجتماعي (يحملان هماً مشتركا في معاناة الكتابة ورفضا للعادات والتقاليد الاجتماعية المكبلة للأبداع ) *اتصالية عائلية (أواصر العلاقة جعلتها تاريخية راسخة تتجاوز الرفقة الادبية ليتسع قوسها الى مايمكن ان ندعوه بالدالة العائلية ..)

(2)

في كتابته عن ليلى ،لايقوم اسماعيل بالحفر الجيولوجي للسيرة بل يحاول ان (يتسلق تلك الشجرة مصغيا الى ماتعلمته وما انتجته /13) وهو في كتابته عن الخاص يدافع عن العام ..(يرصد العوامل التي اسهمت في تكريس غواية الكتابة لدى ليلى /14) ويكون ذلك من خلال :

*جدلية الاستنطاق

*تحفيز الشخصية على الإفضاء

* الخوض في فضاء السيرة ، دون الالتزام الحرفي بالواقع.

والعام بالنسبة للروائي اسماعيل هو (العسف الذي يواجه المرأة بأعتبارها النصف المهمش اجتماعيا) والعسف يشمل المضايقة /المنع / المصادرة/ الحرمان و…محاكمة المبدع .

(3)

في كتابة اسماعيل : امواه جوفية عذبة ،وفي امنية ليلى ان يوّجه الروائي جهده (للكتابة عن الجانب الانساني من تجربتها الابداعية /12) أما إسماعيل فيرى (الكتابة عن الجانب الانساني بصفته حضورا متحققا في العام عصية على الانجاز بالشكل الذي يلائم المتلقي بمعزل عن التعرض للعوامل والظروف الذاتية ..وراء نضج الشخصية انسانيا وابداعيا /10) لذا اقتفى اسماعيل أثر الصوت الداخلي ،والسؤال هو : هل كانت ليلى دليله الى مصدر ذلك الصوت ؟..(غونتر غراس ..روائي الماني تعرفه ليلى العثمان شخصيا وعرفته أنا من خلال كتاباته ..أسلوب غراس الروائي بملاحقته الدائبة لسيرة حياة

شخصياته وضع قلمي على اول السطر ) لكن اسماعيل يعرف جيدا..(ان المشابهة عصية أكثر ..وتبقى المراهنة الاساس على صبر الطرف الثاني في الجهد الكتابي ..القارىء)

(4)

جغرافية (شاعر في الهواء الطلق ) كالتالي :

*مقدمة غير معنوّنة تتوزع كالتالي :

* الاسطر الثلاثة ،يباهل الروائي بهذا التكليف (مدعاة شرف واعتزاز أن أكلّف من جانب رابطة الادباء في الكويت ان اعد كتابا عن شاعرنا الجميل علي السبتي../6)

*الكشف عن آلية العمل (لجأت الى صياغة ،،مناورة ،، لما يشبه السيرة الذاتية ،خصصت بها القسم الاول من الكتاب أسميتها بتجاوز،،في فضاء السيرة ،، وظيفة هذا الفضاء السيري هو،،التعريف ،،

بالشاعر،، أما سبب هذه المناورة فهو ،،مقل في كلامه كما في شعره ،، )

*في القسم الثاني :مقاربة نقدية ،يقدمها القاص والروائي اسماعيل فهد اسماعيل ، لمجمل عمل الشاعر ويتمفصل هذا القسم من اربعة مفاصل :

*قراءة خاصة للعنوانات

*قراءة الاهداءات

*الوقوف عند المضامين

*المنظور الفني

يلي ذلك ثبت بالمراجع والمصادر التي استعملها القاص والروائي اسماعيل فهد اسماعيل ،يلي ذلك ملحقان : الاول يشمل مختارات من قصائد الشاعر علي السبتي ، أما الملحق الثاني فيتكون من مختارات من مقالات مكتوبة عن شعر علي السبتي ..

(5)

ما اقرأه اشبه بموسوعة صغيرة عن الشاعر السبتي :

*ريبورتاج سيري يجريه اسماعيل فهد اسماعيل مع السبتي ، تحت عنوان (في فضاء السيرة ) والجهد يتم بالتشارك بين القامتين الكويتيتين : السارد / الشاعر

*مقاربة نقدية بقلم القاص والروائي حول قصائد الشاعر

*مختارات من قصائد الشاعر

*مقالات نقدية عن الشاعر ، ويكون تصنيفها الاجناسي كالتالي :

*جهد صحفي مشترك

*جهد نقدي حول وجهات نظر نقدية

*جهد نقدي جماعي :يشمل الدكتور محمد حسن عبدالله / طارق سعد شبلي / الشاعر فيصل السعد

2-2

ليلى الشجرة :جغرافياً ، والعنونة الجمالية (ماتعلمته الشجرة ) يوحي بالدرس / الخبرة / الخصوبة

وحين اقول أو اكتب شجرة فلا أراها إلاّ ورافة الظل والثمر والزقزقة والرسوخ في الرحم الترابي ..

يلي ذلك عنونة تفسيرية ،تكتفي بتصنيف مكثّف : (ليلى العثمان ..كاتبة ) عنونة بصيغة شهادة من شاهد عدل ..لو كان غير اسماعيل لكانت العنونة :قراءة في نصوص القاص والروائية ….

لكن اسماعيل يحافظ على هدوئه في نصوصه وفي مجاورة نصوص رفقته في الزيت والسراج..

*على عتبة المطبوع يستقبلنا المقتبس التالي (لايحسن الكتابة عن الالم إلاّ من كان الالم نفسه / ارسطو – فن الشعر)..في آواخر القرن العشرين سيختزل مقولة ارسطو صقرنا البصري / القاص والروائي

مهدي عيسى الصقر ويعنوّن وجيز سيرة كتابته بكتابه اللذيذ (وجع الكتابة ) وحين نفعّل اتصالية بين المقبوس من ارسطو وبين عنونة اسماعيل ، يمكننا أمتشاق العنوانات التالية : ماتعلمته الشجرة من الالم / الألم يعلم الشجرة الكتابة / الشجرة تتعلم كتابة الالم..

*مكونات الكتاب هي اربعة ابواب : المتن / الاهتمام / المرأة ذات الازدواج الضريبي / المكابدة..

والذي يوصلنا الى البيت / الكتاب : هو الطريق الذي مهدّه لنا ،القاص والروائي اسماعيل فهد اسماعيل

وأطلق عليه (منحى مكاشفة ) وهو منحى بنكهة تاريخية ، تتضح فيه آواصر العلاقة الادبية بين ليلى العثمان / اسماعيل فهد اسماعيل : لذة القص /لذة الريبورتاج :يتخصب الريبورتاج بالقص ويتدفق القص على ايقاع ريبورتاج / سريع /لذيذ / آسر …ومن يبدأ بالمقتبس لابد ان يتواصل مع النص حتى نهايته .. فالذي يكتب هنا هو روائي وقاص له في الكتابة خبرة ثرة جدا ، وهكذا نكون أمام نص سيري يشتغل على المفاصل الحيوية التي مرت بها الكاتبة (ليلى العثمان )

(2)

أب من كبار الاثرياء وأم مطلّقة ،ترى في بناتها الاربع سببا شرعيا لتطليقها لذا (خلال فترة حضانتها لنا – نحن الشقيقات الاربع ، سامتنا أمنا – رحمة الله عليها – شتى صنوف الاضطهاد .كانت في دخيلتها تلقي علينا مسؤولية طلاقها من ابينا بصفتنا الجنس الغلط / ص17 ثم تنتقل الضحية ليلى من اضطهاد الام الى مركزية زوجة الاب (اتسمت بشخصية قوية مهيبة / ص19) زوجة الاب : القسوة / الاضطهاد / الالغاء / طفولة مريرة مغلّقة الابواب …الخ والسؤال هنا : هل انتقل اليها من الاب ؟ الجين الوراثي (والدها الى جانب كونه رجل اعمال معروف..فقد واظب على قرض الشعر ليحتل وسط ابناء جيله من الشعراء (موقفا طيبا /ص24) ..أب متوزع بين مشاريعه التجارية وبيوته الشرعية وديوانيته ورغم كل هذه المسؤوليات فهو (في الغالب تراه بصحبة كتاب /ص24)..وبقوة الجين

الوراثي تغلبت ليلى العثمان على القهر اليومي ،فقد اعانها دستويفسكي كما اعانها كافكا (كافكا بأجوائه الكابوسية جعلني استعيد جانبا من تفاصيل زمننا في كشف زوجة أبينا /ص24)

(3)

ترى (روبن مورغان ) وهي شاعرة حاصلة على جوائز وروائية ومنظّرة سياسية وناشطة في

حقوق الانسان (ان جميع النساء يشتركن في العبء الثقافي المتبادل بإعتبارهن مستودعات المبادىء

الاخلاقية / ص254- المعرفة ذكوريا..) وبما ان (الرجل عقل المرأة ) فقوامة الرجولة تطالب النسوة كافة ..(لايقترفن الخطأ ابدا في تجاوز الحدود ..فالانتهاك : هو عمل عرضة للأستنكار بالنسبة للمرأة

أكثر بكثير مما هو للرجل ) والسؤال هنا : هل على المرأة ان تتجاوز جنسها مادام بنية العالم الذكوري

هي وسيلة المرأة كي تنهض في اقتصادنا؟ وبنية الثورة بنية ذكورية :هل على المرأة ان تكون من خلال الذكر، لامن خلالها هي..!! لماذا اذا صاحت الدجاجة اعتبرها الرجال تحاكي الديك !! ورأوا في جسارتها الصوتية ،كسراً لنسق الفحولة ، تستحق عليه : القتل .بذلك افتى الشاعر جرير (إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فأقتلوها )..

(4)

الكاتبة ليلى العثمان :بطلة في الصيرورة،فهي تريد ان تكون هي وتريد ان تصيح بصوتها هي ،دون الاستعانة بحنجرة سواها .وهذا يعني الكثير وبأيجاز يقف النقاد مع العرف السائد الذي يستهدف بناء جسد المرأة بشكل حرفي كي تنسجم مع ماتعتبره الثقافة جنسانية مقبولة / ص12 ليلى أحمد .والعرف هنا يحصّن القيم المجتمعية القارة والعرف يجيد انتاج الوعي الزائف اذا اقتضت الضرورة من اجل ان يتهم المبدع بممارسة الرذيلة /167ص..كما تعامل مع مجموعتين قصصيتين للكاتبة ليلى العثمان (في الليل تأتي العيون) و(الرحيل )ونَصَب َ نحاكم تفتيش (قوس القراء اخذ بالاتساع /ص170) ليلى العثمان قوية (الناس صاروا يقرأونها أكثر ../180) فالقراء / محاكم التفتيش : خطان متوازيان ..

القراء يتكاثرون .ليلى غزارة سردية (17) عمل سردي تتوزع الاعمال (4) روايات (10) مجاميع قصصية ..كتاب في أدب الرحلات .كتاب سيرة الواقع ..أثناء غزو الطاغية (الصبر والمر) (بلا قيود دعوني اتكلم / مقالات )..محاكم التفتيش : تصادر/ تحجب / تمنع / ست أعمال أدبية من أعمال الكاتبة ليلى العثمان ..ضمن استهداف العام (المرأة)من خلال الخاص (الاديبة ليلى العثمان )..

*المقالة منشورة في صحيفة طريق الشعب /5/ آذار / 2006

*المراجع

*اسماعيل فهد اسماعيل / علي السبتي شاعر في الهواء الطلق / سلسلة كتاب الرابطة /ع17/ الكويت /ط1/ 2001

*اسماعيل فهد اسماعيل /ماتعلمته الشجرة / ليلى العثمان ..كاتبة / سلسلة كتاب الرابطة/ ع20/ الكويت

*روبن مورغان / عاشق الشيطان/ ت : خالد حداد / دار المدى / دمشق / ط1/ 2002

*بينارا بلكاركان / المرأة والجنسانية / ت : معين الامام /

*اسماعيل فهد اسماعيل / احتفاء بنصوص انتجها آخرون

*اسماعيل فهد اسماعيل / الكلمة – الفعل / سعد الله ونوس

*اسماعيل فهد اسماعيل / مبدعون مغامرون / كتابات مغامرة

*جورج طرابيشي/ التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي / رابطة العقلانين العرب/ دمشق / ط1/ 2005

أحدث المقالات