10 أبريل، 2024 9:22 ص
Search
Close this search box.

شجرة العطاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمهيد :
شيل سلفرشتاين .. واحد من اشهر الكتاب والشعراء الامريكيين من ذوي الاصول الافريقية في القرن الماضي .. ولد بمدينة شيكاغو بولاية الينوي عام 1930 ..وتوفي في ولاية كاليفورنيا عام  1999 .. وعلى الرغم من انه لم يكمل سوى دراسته الثانوية فقد اصدرت له دور النشر العديد من الكتب التي تمزج بين الرواية والقصة بلغة شعرية شفافة تقترب من لغة الاطفال والاحداث وترجمت اعماله الى جميع لغات العالم .. ومن اشهرها : شجرة العطاء ؛ وضوء في العلية ( البيتونة ) ؛  والساقط ؛ واينما ينتهي الرصيف والقطعة المفقودة .. ويقوم هو بنفسه برسم لوحات كتبه بطريقة الكاريكاتير .. كما عرف شتاين بانه شاعر وكاتب كلمات اغانٍ ناجح وسينارست سينمائي بارع ؛ وحصل خلال حياته وبعد وفاته على العديد من الجوائز ومن اهمها : جائزة غرامي كافضل كاتب اغنية ؛ وجائزة غرامي كافضل كاتب للاطفال ؛ وجائزة كويل كافضل رسّام لكتب الاطفال.
اما قصته الشهيرة شجرة العطاء ( التي نقدم لكم ترجمتها اليوم ) فهي الاشهر على الاطلاق وقد نشرت في العام 1964 ..ومترجمة الى جميع لغات العالم وقدمت الى السينما وعلى المسرح في اكثر من بلد .. وقد ترجمتُها حرفياً دون تغييىر الا لبعض الضرورات اللغوية القصوى .. وفي هذا الصدد اود ان اشير الى ان الترجمة لا ترقى الى قوة النص الاصلي دون ان ترافق ذلك الرسوم التي ابدع فيها سلفر شتاين .. وسوف يلاحظ القاريء الكريم ذلك ؛ فعلى سبيل المثال فان سلفرشتاين ظل يصف بطل القصة بـ ( الولد ) حتى بعد ان كبر وشب وشاب واحدودب ظهره وامسك عصاه يتوكأ عليها .. والامر ذاته ينطبق على الشجرة التي ظل يحكي الحوارات على لسانها ويسميها الشجرة حتى بعد ان اصبحت مجرد جذع خاوٍ.. مع اشارة اخيرة ؛ حيث اطلعت ومع الاسف الشديد على ترجمات عربية محرفة للقصة .. دون ذكر اسم كاتبها الاصلي ؛ وبعضهم زعم انها من التراث العربي ناسيا او متناسياً الحقوق الفنية والفكرية للمؤلف .         
النص : شجرة العطاء
كانت هناك شجرة
وقد احبت ولداً صغيراً
كان الولد يأتي الى الشجرة كل يوم ..
ويجمع اوراقها المتساقطة
ويصنع منها تاجاً يضعه على راسه ويلعب دور ملك الغابة
كان الولد يتسلق جذع الشجرة
ثم يتأرجح في اغصانها
ويأكل التفاح
ويلعب مع الشجرة لعبة ( الختيلة )
وعندما يتعب ؛ يغفو الولد في ظلال الشجرة
لقد أحب الولد الشجرة
حباً جماً
وكانت الشجرة سعيدة بذلك
ولكن الزمن كان يمضي
وكبر الولد الصغير
وغالباً ما كانت الشجرة وحيدة
وفي احد الايام جاء الولد الى الشجرة
قالت له الشجرة : تعال ياولد ؛ تعال وتسلق جذعي ؛ وتزحلق على اغصاني ..كُل من تفاحي والعب تحت ظلي وكن سعيداً .
– انا اكبر من ان اتسلق او العب ؛ قال الولد .
– اريد ان اشتري اشياءً استمتع بها .. اريد بعض المال ..هل بأمكانك ان تعطيني بعض المال ؟
– انا اسفة ؛ ردت الشجرة .. انا لا املك المال .. لدي فقط الورق والتفاح .. خذ تفاحي ياولد وبعه في المدينة ؛ وستحصل على المال وتكون سعيدا .
وفعلا .. فقد تسلق الولد الشجرة وقطف من تفاحها .. وحمله ليبيعه ..وكانت الشجرة فرحة بذلك .
وغاب الولد طويلا عن الشجرة هذه المرة
وحزنت الشجرة لذلك
وفي يوم من الايام عاد الولد ؛ فاهتزت الشجرة فرحاً وقالت :
– تعال ياولد وتسلق جذعي وتأرجح بين اغصاني وكن سعيداً .
– انا مشغول جدا ولا وقت لدي لاتسلق او اتأرجح ؛ رد الولد .
– اريد بيتاً يشعرني بالدفء ؛ واريد زوجة واولاداً ؛ ولذلك اريد سكناً ..هل بامكانك ان تعطيني سكناً ؟
– انا لا املك سكناً ؛ ردت الشجرة .. الغابة هي مسكني .. ولكنك تستطيع ان تقطّع اغصاني لتبني لك بيتاً .. وستكون سعيدا بذلك .
وفعلا ؛ قطّع الولد اغصان الشجرة وحملها بعيداً عنها ليبني بيته .. وكانت الشجرة سعيدة بذلك .
ولكن الولد غاب عن الشجرة فترة طويلة وعندما عاد اليها كانت الشجرة سعيدة وكانت تتكلم بصعوبة بالغة :
– تعال يا ولد ..همست الشجرة .
– تعال والعب .
– انا كبير السن جداً .. ويحزنني الاّ استطيع اللعب ..اريد زورقاً يأخذني بعيداً عن هنا ..هل بأمكانك ان تمنحيني زورقاً ؟
– اقطع جذعي ..واصنع منه زورقاً ؛ قالت الشجرة .. وبأمكانك ان تبحر به بعيداً لتكون سعيداً .
قطع الولد جذع الشجرة وصنع منه زورقاً وابحر بعيداً .. وكانت الشجرة سعيدة بذلك ؛ ولكن سعادتها لم تكن حقيقةً .
وبعد وقت طويل جداً عاد الولد ثانية .
– انا اسفة ياولد ؛ قالت الشجرة ..فلم يعد لدي شيء اخر لأعطيك   اياه .
– لقد نفد تفاحي .
– اسناني ضعيفة جداً لأكل التفاح ؛ رد الولد .
– واغصاني قُطّعت جميعها ؛ قالت الشجرة واضافت : ولن تتزحلق عليها ثانية .
– انا كبير جدا على التزحلق فوق الاغصان ؛ اجاب الولد .
– ولم يبق لي جذع ؛ قالت الشجرة .. واردفت : لن تتسلقني ثانية .
– انا متعب جداً .. ولا اقدر على التسلق ..رد الولد .
– انا اسفة ؛ تنهدت الشجرة ؛ واضافت : املي ان استطيع اعطائك شيئا ؛ ولكن لم يبق لدي شيء ؛ أنا مجرد جذع مقطوع ؛ انا اسفة .
– انا لا اريد شيئاً الان ؛ قال الولد واردف : اريد فقط مكاناً اجلس عليه لاستريح .. فانا تعب جدا .
– حسنا ؛ قالت الشجرة .. وعدّلت من هيئتها ؛ واستقامت قدر استطاعتها وقالت للولد مازحة : حسنا ؛ الجذع العجوز افضل مكان للجلوس والراحة .. تعال يا ولد اجلس .. اجلس لترتاح ..
وفعل الولد .
وكانت الشجرة سعيدة .

قصة للكاتب الامريكي : شيل سلفرشتاين

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب