بادئ ذي بدء .. أتقدّم بأحر كلمات التعازي والمواساة لعائلة واصدقاء الشهيد البطل حسين عبيد الزيّادي الذي ضرب أروع أمثلة التضحية والبطولة , ونحن نعيش أجواء عاشوراء الشهادة و التضحية , في الذود عن الوطن والتصدي لقتلة الشعب العراقي أعداء الله والإنسانية من الإرهابيين والقتلة المجرمين , واسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة ويحشره مع أنصار الحسين , إنه سميع مجيب .
هذا هو الإيمان الصادق بالله وبالوطن وبالشعب وبالمبادئ والقيم , وهذه هي الشجاعة والبطولة والشهامة , وهذا هو الإقدام والتفاني من أجل تنفيذ الواجب المقدّس , فكل هذه المعاني الصادقة جسدّها الشهيد البطل حسين عبيد الزيّادي وهو يجود بنفسه من أجل إنقاذ حياة أخوته الجنود الذين كانوأ معه في ساحة التدريب , عندما احتضن ذالك المجرم الذي أراد الموت للجميع ليتفجّر معه , محييا بذلك حياة العشرات من أخوته الجنود الذين كانوا معه , وكأنه يقول لخالقه ها أنذا يا رب لقد أحييت هؤلاء جميعا .
ولا أعتقد أنّ عبيد الزيّادي يحتاج إلى فضائيات ووسائل إعلام كاذبة ليتحدث لهم عن شجاعة وبسالة أبنه الشهيد وكيف تصدّى بجسده الطاهر لينقذ أجساد أخوته الجنود من ذالك الوغد الذي أراد لأشلائهم أن تتطاير في الهواء , فشجاعة وشهامة أبنه الشهيد ستبقى تعيش في وجدان وذاكرة الأجيال جيل بعد جيل .
فهذه الشجاعة التي تستحق أن نتغنّى بها جميعا وليس شجاعة حمودي الكاذبة والمضحكة , فالشهيد حسين لم يتقدّم ويتصدّى لهذا الوغد بفضل موقع أبيه في الدولة , أو بفضل القوّة العسكرية التي معه , فالشهيد كان يعلم جيدأ أنه ذاهب إلى حتفه غير آبه بما سيحدث , فهل كان حمودي مستعدا للموت والتضحية بنفسه مثلما كان الشهيد حسين ؟ .
وبالرغم من عدم تجانس المقارنة , لكن إنما أردت تبيان الفارق بين الأمجاد الكاذبة والمزيّفة وبين الأمجاد الحقيقية القائمة على قاعدة الأخلاص والحب للوطن والتضحية من أجله , فالأمجاد يصنعها الرجال الشجعان بأفعالهم وتضحياتهم البطولية , وليس تلك الامجاد المزيّفة التي يلوكها الحكام لأبنائهم , فتحية للرجال الرجال الشجعان الذين يذودون عن وطنهم وأهلهم ويقدمون أجسادهم قرباننا لهذا الوطن والشعب , والمجد الخلود للشهيد البطل حسين عبيد الزيّادي .