23 ديسمبر، 2024 2:18 م

النهج الإنساني, والهدف السامي؛ الذي يوظف جميع الوسائل المشروعة, التي تصبوا لتحقيق هدف واحد, هو الإسلام, ومشروعه السماوي المتين, والديانات المتتالية؛ التي رسخت أغلب المفاهيم الإلهية.
صار المشروع الديني على كف عفريت, في زمن معاوية ويزيد, عليهم لعائن الله؛ لولا تدخل الأمام الحسين عليه السلام, ورسالته الإنسانية التي وصلت ألينا رغم طول المدة (1400عام).
وها نحن في كلِ عام, نجدد البيعة والولاء, لأبى الأحرار, ونحيي ذكراه بطرق شتى. فكلٌ يذكر سيد الشهداء بطريقته. وبعيداً عن رسالة الأمام ونهجه الديني, والإنساني, كوني لا أريد أن أخوض في تفاصيل واقعة ألطف. كونها أكبر مني ومن شأني, سأركز على طرق ذكر الحسين بين طرفين يرجع نسلهما إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وهما السيد حسن نصر الله في لبنان الانفتاح! والسيد مقتدى الصدر في النجف الأشرف.
الأخير لم يشهد منه فعل, ولا مبادرة تفيد الشيعة, وتنور دروبهم بمصابيح الهدى, في أيام الخير والأسى! عاشوراء الفخر والحزن! ومن منا لا يعلم أن المعلومة أسيرة صاحبها؟! والصدر زعيم لتيار شيعي كان من المفترض أن نشاهده بموقف عاشورائي, أو حكمة أو تصريح بسيط لهذه الأيام! رغم وجوده في مدينة أمير المؤمنين عليه السلام أبى الحسن والحسين وهو المعزى في هذا المصاب الجلل.
 أما نصر الله, فوجدته لا يكل, ولا يمل, من تنظيم مسيرات حسينية لبنانية جنوبية, تنادي: بصوت واحد “هيهات منا الذلة ولبيك يا حسين” ناهيك عن المسيرات النسوية, والرجالية, للصبية. والكبار. لا بل حتى مرسى السفن في لبنان وجدته يحيي ذكرى أيام محرم الحرام! أما خطاب قائد حزب الله فقد جاء كما عهدناه قوياً مثيراً للبهجةٍ والتباهي, فهو مقوم وملبي لنداء الحق, وموجه لشيعة علي عليه السلام من جانب, ومهدد ومرعب لأعداء الشيعة والإسلام من جانب آخر.
بعد تلك المقارنة البسيطة التي وجدتها شخصياً في أيام محرم الأولى, وفرق المنطق والتصرف بين أحفاد الزهراء! ومن المفترض يكون لهم بصمة وهم حاملين لواء الحق! ومن الذين يحملون فوق رؤوسهم تاج النسب والانتساب إلى رسول الله وحبيبه محمد صلى الله عليه وأله وسلم.
لم أجد بعد كل ما ذكر سوى كلمة لا بد منها وهي “شتان” يا سادة. فالقيادة والسيادة تأتي بالتطبيق, والعمل؛ لا بالكلام الفارغ الذي لا يغني ولا يسمن من جوع! لا سيما ونحن الآن بأمس الحاجة إلى حكمة القادة ومنطقهم الموجه.
فسلام لكِ يا لبنان, وسلام لكَ يا نصر الله, بجعلك جنوب لبنان وكأنها كربلاء الصرخة كربلاء العزاء.
فكل يوم عاشوراء وكل أرض “لبنان” كربلاء.