9 أبريل، 2024 11:03 م
Search
Close this search box.

شتان ما بين شعب ينوح كالنائحة المستأجرة في المآتم على شاشات الفضائيات وبين شعوب تنزل الى الشوارع وتغير ؟!!!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تشعر الشعوب بالظلم والحرمان من حقوقها وعندما تشعر ان حكامها يسلبون لقمة العيش من افواه الشعب نتيجة فسادهم وان بقائهم قد طال يخرجون الى الشوارع والساحات لإسقاطهم والنموذج المصري الذي اعتصم في الساحات بلا سلاح وأصروا على التغيير وقدموا شهداء وتمكنوا بصمودهم وشجاعتهم من اسقاط حكومتين وأحدثوا التغيير
والنموذج الثاني الشعب الجزائري قدم نموذج للشعوب الحية نموذج حضاري وأخلاقي ابهر كل شعوب العالم عندما خرجت كل شرائح المجتمع دون استثناء الى الساحات والشوارع بتظاهرات سلمية حضارية تطالب بتغيير شامل لكل منظومة الحكم من رئيسها الى الوزراء الى الحزب الحاكم ولم يغادروا الساحات والشوارع رافضين كل حزمة الاصلاحات التي قدمها الرئيس وأركان حكومته وأصروا على التغيير الشامل لكل الطبقة السياسية من الحزب الحاكم التي حكمت البلاد اسنين طويلة ولم تقدم للشعب الجزائري ما يصبوا اليه من حياة كريمة وقلبت شعار الحكام المستبدين ” جوع كلبك حتى يتبعك” الى شعار تجويعه سيأكلك
هذا النموذج تقدمه الشعوب التي تدرك ان الشعب هو مصدر السلطات والشعب لا تستطيع قوة في الارض مهما مهما بلغت من الجبروت والطغيان ان توقف زحفه قالها شاعر تونسي قبل عشرات السنين هو ” ابو القاسم الشبابي”
اذا الشعب يوما اراد الحياة- فلابد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي – ولابد لليل ان ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة- تبخر في جوها واندثر

واسوء ما في الشعوب التي تصمت بالرغم من الكوارث والمآسي التي تحيط بها من كل جانب والشعب العراقي نموذج لمثل هذه الشعوب يتعرض الى مظالم وقهر وتشريد وتفخيخ وتفجير وحقوق مهدورة على يد احزاب دينية فاسدة وهو صامت على فسادهم وقهرهم مع علمه
ان العراق ليس بدولة يحكمها القانون ودولة مؤسسات بل دولة احزاب دينية اتخذت من عباءة الدين غطاءاً للهيمنة على مقدرات الشعب تحيط بها مجموعة من العصابات والمليشيات شغلها الشاغل سرقة المال العام حتى بلغ حجم السرقات الى ١٠٠٠ مليار سرقت على مدار عشرة سنوات في فترة حكم امين عام حزب الدعوة الاسلامي نوري المالكي اتخمت بطونهم من خيرات العراق وتحولت وجوههم الى وجوه ورديه بعد ان كانت وجوهم كالحة وبطونهم جائعة
والشعب بلا خدمات لا صحية ولا اجتماعية ولا بنى تحتية لاماء صالح للشرب الكهرباء تحل على بيوت العراقيين ضيف خفيف الظل بالرغم من الاموال المليارية التي خصصت لتأمين الكهرباء سرقت وتعمدت الاحزاب ان تبقى هذه الخدمة معطلة لكي تستورد الكهرباء من ايران وبمبالغ خيالية والشعب صامت
الفقر وصل الى مستويات مروعة والشعب صامت
جيوش من السراق ومنهم من يمثلون الشعب من البرلمانيين بدلا من العمل على تأمين حياة كريمة للمواطن الذي منح ثقته لهم فتحوا لهم مكاتب من اجل التجارة ودخلوا في لعبة خلق الأزمات مع احزابهم وكنلهم والشعب صامت
مسؤولين يحتلون مواقع عليا في الدولة بشهادات مزورة والاف الخريجين عاطلين عن العمل والابله يتصدر الوظفية والشعب صامت
وزارات تباع بالمزاد العلني ويتسابق على مزادها الفاسدين والشعب صامت
مليشيات تهيمن على كل مفاصل الدولة وتعمل على ما تريده ايران وأهدافها الاستراتيجية على حساب الشعب ومصالحه ومستقبل ابناءه والشعب صامت
اموال المراقد تسرق من قبل من يدعون انهم رجال دين بعد ان غاب الوازع الديني والشعب يركب اعلى ما في خيله يهتف( قشمرتنه المرجعية وانتخبنه السرسريه)
كل ما تقدم يدفعنا لمعرفة لماذا هذا الشعب يختلف عن بقية الشعوب
وعرف عنه بشعب الهبات هبات جماهيريةعاصفة في الحجم تملأ الساحات وأصوات تشق عنان السماء
هبة على سرقات السراق والفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة
هبة على تسليم المالكي ثلث مساحة العراق لداعش ثم تعقبها هبة على مجزرة سبايكر
هبة على تغيير مفوضية الانتخابات
هبة على تعيير قانون الانتخابات
هبة على سرقة اصوات الناخبين
هبة الدخول الى المنطقة الخضراء
وسرعان ما تخفت هذه الهبات اما بقمع من قبل لمليشيات التابعة للاحزاب او التابعة لايران او بايعاز وتدخل المصلحين تنحسر لانها هبات تظهر عندما تختلف الاحزاب والكتل على تقاسم المغانم او هبات موسمية نتيجة لانقطاع الكهرباء في الصيف او غرق البيوت والشوارع في الشتاء عند هطول الامطار يعني هبات موسمية ثم تنتهي ويستمر مسلسل البؤس والحرمان وسرقة الاموال وتقاسم المناصب باعتقادي ان سر صمت هذا الشعب الذي يشكل النسبة الكبيرة فيه الشيعة وراء الصمت عاملين
الاول : التدجين التي مارسته المرجعية الدينية على الشيعة وهم الغالبية وتقدم نفسها هي الحامية لحقوقهم وعندما يطالبها الشيعة بالتدخل لوقف فساد الاحزاب الدينية التي قدمت لهم الدعم وهي من دعتهم للتصويت على الدستور بنعم الذي وهي من دعتهم لانتخاب الاحزاب الدينية الفاسدة التي جلبت الويلات للشعب تظهر نفسها العازفة عن التدخل بالسياسة وهي من ترسم وتنصب الحكومات الفاسدة المتعاقبة وتحمي شبكة الفاسدين التي وضعها المالكي في دواليك الدوله استقبله السستاني
هي حاظرة عندما تتعرض الطبقة الفاسدة الى الاهتزاز تستقبل رأس الفساد لتشكل مظلة لحمايةالسراق والفاسدين والشيعة صامتين لان التدجين المرجعي عطل عقولهم
الى الحدالذي وصل الانصياع والالتزام بما تقوله حتى ولو كان على حساب الوطن ولقمة العيش والكرامة واموال العباد هل هذه هي شريعة الله تكديس اموال الشعب بأيدي اللصوص لكي يتقاسمونها الرؤساء والأغنياء والأقوياء اين المرجعية الدينية من قول الله تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من اهل القرى فللّه والرسول ولذي القربى واليتامى والمسكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم)
اليس هذه الاموال التي تسرقها الاحزاب هي اموال الشعب والفقراء واليتامى لماذا لا يطلبون من غيبت المرجعية عقولهم اصدار فتوى من قبل السستاني علنا ومكتوبه ومختومة بختم المرجع بحرمة سرقة المال العام وبحرمة الحصول على الامتيازات الكبيرة لماذا سكتت على فسادهم لمدة ستة عشر سنة في لعبة بينها وبين الاحزاب الدينية تحكمها لعبة القط والفأر سكت الفاسدون عن فساد المرجعية وسكتت المرجعية عن فسادهم وهذه اللعبة لاتستوعبها العقول المدجنة

العامل الثاني: ان غالبية الطبقة الفقيرة من الشيعة تدين بالولاء لرجل الدين مقتدى الصدر تلتزم بما يصدر عنه وبالتالي لا يمكن ان يخرج الشعب بكل شرائحه في تظاهرات ولا يعود الا بتغيير الطبقة الفاسدة كما تفعل الشعوب والغريب ان السيد مقتدى الصدر في تغريده له يدعوا الى نصرة المتظاهرين في الجزائر والسودان هل الشعب العراقي يعيش بحالة افضل لا بل هو اسوأ بمئات المرات العراق يحتل المرتبه الاولى عالميا في حجم الفساد والخراب بحيث لا ينفعه رفع شعار الاصلاح الاصلاح يكون منتسب اذا كان الخلل بسيطاما والحال يتعلق بمنظومة فساد كبيرة ومتشعبة ومحمية بقوة السلاح والمال المنهوب فلا حل الا بتغيير شامل لهذه المنظومة وهذا يتحقق عندما يكون الشعب هو صاحب التغيير لا يقف عند مذهب او عبادة صنم او يبقى على حاله المأساوي وينوح كما تنوح النائحة المستأجرة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب