23 ديسمبر، 2024 10:41 ص

شتان ما بين الزرفي وغيره

شتان ما بين الزرفي وغيره

افرزت العملية السياسية الجارية في العراق الكثير من التناقضات والإرهاصات تشكّل من خلالها بروز شخصيات من قادة لأحزاب وحركات شكلوا خيبة امل لجماهيرهم التي انتخبتهم في حين برز القلة منهم كشخصيات سياسية متزنة حملت فكرا منفتحا على الاخر وعملت بكل اخلاص وتفان من اجل تقديم الخدمات الى قواعدها خاصة وكمجتمع عراقي عامة فكونت كريزما قيادية خاصة بها فباتت ” ظاهرة ” طغت على غيرها من الشخصيات . الزرفي واحدا من تلك الشخصيات القليلة ان لم نقل “المتفردة ” التي حظيت على رضا المواطن من خلال ما قدمه من خدمات لأبناء مدينته وما بذله من جهد يكاد يكون حتى فوق طاقة الانسان العادي في عدد ساعات العمل  والنشاطات التي يقوم بها يوميا فهو لا ينام اكثر من اربع الى خمس ساعات يوميا وما تبقى يمضيه كرجل الميدان الذي لا يكل ولا يمل حتى وصل الاعياء بحمايته الى الحد الذي انقسموا فيه الى ثلاث وجبات كي ينالوا قسطا من الراحة لمرافقتهم اياه . ينهض عند الثامنة صباحا بعدما خلد الى سرير نومه عند الخامسة فجرا وما بين تلك الساعات يمضيه في العمل كمتابعات يومية للمشاريع ومقابلات للمواطن وجولات امنية ليلية  ومشاركات اجتماعية ولقاءات مع شباب المدينة وتخطيط  . وعلى النقيض ن ذلك وجدنا غالبية المسؤولين رهن كرسي المركز . لا يتعدى جهدهم سوى التوقيع على البريد الواصل اليهم فكان مستوى ادائهم تحت خط التقييم فانعكس ذلك على مستوى الخدمات المقدمة الى مواطنيهم . والزرفي بات “ظاهرة “اعترف بها حتى خصومه من السياسيين ناهيك عن ما تولد من قناعات لدى المواطن العراقي الخارج عن حدود محافظته  وبشهادة جميع الاقلام التي كتبت عنه من صحفيين وأكاديميين ومثقفين وسياسيين وكتاب  والتي راح البعض منهم ان يصفه ” برجل المرحلة القادم لإحداث التغيير في العراق ” . والتفرد هنا هو الاجماع عليه من كافة مكونات المجتمع العراقي سواء قواعد شعبية كانت  او حتى نخب قيادية وهذا ما لم تحصل عليه اية شخصية سياسية ظهرت من بعد عام 2003. فهل سيكون الزرفي فعلا هو ” المخلص للعراق والعراقيين ” ؟؟ . ربما الانتخابات القادمة ستفرز تلك المعطيات فيما اذا تولد الوعي الكافي لدى المواطن من خلال القفز على العشائرية والمناطقية والاثنية والمذهبية التي ادخلت البلد بأزمات وصراعات واحتراب فيما بين الشعب الواحد . اخيرا نقول شتان ما بين من يعمل لأجل وطنه وشعبه كوطن ام وشعب واحد وبين من يعمل لأجل قوميته ومذهبه وعشيرته وجماعته وهذا فارق لابد من الالتفات اليه والذي من خلاله سيحدث التغيير المرتقب ان شاء الله  .