7 أبريل، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

شتان بين منطق ايران والإمارت العربية

Facebook
Twitter
LinkedIn

خلال الزيارتين اللتين قام بهما رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية، كانتا الزيارتان طبيعيتين من الناحية الرسمية والبروتكولية، ولا جديد فيهما بإستثناء العلم العراقي الذي كان حاضرا وشاهدا على أهمية العراق، وكان الكاظمي لابسا حذائه! (خلال لقائه مع الخامنئي أجبروه على خلع حذائه، مع ان الخامنئي كان لابسا حذائه، ولم يكن للعلم العراقي أي حضور، كان العلم الإيراني موجودا فقط).
بلا شك كان الإحتفال حافلا بكل مراحله من الإستقبال الى التوديع ويتناسب مع أهمية العراق في المنطقة ومكانته الحضارية والستراتيجية، ولا يتناسب مطلقا مع أهمية الكاظمي وشخصيته الضعيفة، فالرجل مفلس سياسيا وعسكريا وإقتصاديا، والميليشيات الولائية هي التي تحكم العراق، فهو مجرد إطار رسمي للوحة مشوهة. وهذا ما لايخفى على دول العالم كافة.
تقدمت الدولتان بمبادرتين لدعم العراق في المجال الإقتصادي. وهذه المبادرات ربما سترفض من قبل الأحزاب الولائية، والكاظمي لا يقدم ولا يؤخر بل سيذعن لهذه الأحزاب رغم أنفه. لو رجعنا الى الوراء قليلا واستذكرنا المبادرة السعودية لإستثمار المناطق الصحراوية التي لا يتمكن العراق خلال قرن قادم من استثمارها، رفضت الأحزاب الشيعية التابعة لإيران هذه المبادرة، وبكل وقاحة وسفالة أطلقت على الإستثمار (الإستعمار السعودي)، وهو يعلمون علم اليقين ان العراق مستعمر من قبل الولايات المتحدة وايران. والأحزاب الولائية آخر من يتحدث عن السيادة الوطنية والإستقلال ومصلحة العراق، او يتفلسف في تحديد جهة الإستعمار، لأنهم نواة هذا الإستعمار، وهم الذيول الطويلة للولي الفقيه، من الغرابة ان يصف عميل عريق في عمالته دولة عربية تهدف الى مساعدة العراق إستعمارا!!
قدمت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات مبادرة إستثمارية في العراق بقيمة (3) مليار دولار لكل منهما بهدف تعزيز العلاقات الإقتصادية مع العراق المنكوب، وتحريك عجلة النمو الإقتصادي المتوقفة، ومحاولة تقليل الهيمنة الإيرانية على مقدرات البلد المحتل. ووافقت دولة الإمارات على فتح خط طيران مباشر بين أبو ظبي والعراق ذهابا وإيابا في بداية شهر مايس القادم.
وفي الوقت الذي انطلق فيه صاروخان من كتائب حزب الله الإرهابي على قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين، وهو الهجوم الرابع منذ تولي الرئيس الضعيف بايدن رئاسة البيت الأبيض، كان صاحب السمو الشيخ محمد راشد بن مكتوم يعبر عن إستعداد بلاده لتقديم المساعدة اللوجستية للعراق في قطاع النقل البحري، وتطوير وتأهيل الموانيء العراقية بما يعود بالفائدة للعراق والمنطقة.
لو وضعنا العوامل الإقتصادية على جنب رغم أهميتها بالنسبة للعراق، لنقرأ ما قاله سمو الشيخ محمد راشد للكاظمي خلال اللقاء، ونستخلص منه دروسا مهمة على الصعيد الوطني، قال سموه” نحن قرباء عن بعض بالمسافة والقلب، زيارتكم تقوي الجسر بين دولة الإمارات والعراق، عراقنا غالي على قلوبنا، فالعراق وأهل العراق له فضل على دولة الإمارات، وفضل في الحقيقة كبير، وهناك كثير من العراقيين ممن عملوا وبنوا وطوروا وساعدوا في بناء دولة الإمارات، ونحن دائما نذكر هذا، نتمنى حقيقة، واتمنى شخصيا من قلبي، ان نرى هذه العلاقة، بعد هذه الزيارة تنمو وتتطور لخدمة شعبينا”.
سمو الشيخ يعترف بفضل العراق (عراق ما قبل الغزو بالطبع) على تطور الإمارات، ويؤكد ان العراق وشعبه غاليين عليه وعلى دولته، ويستذكر جميل العراق على دولته، وسمى العراق (عراقنا) من موقع الإعتزاز والعروبة، كلام يدفيء القلب، ويعبر عن أسمى مشاعر الأخوة العربية، وهو كلام لم يصدر عن سموه فحسب، بل من جميع الرؤساء العرب، لا يوجد نظام في العالم لا يحب العراق ما عدا (ايران وتركيا). فهؤلاء الطغاة لا يغرب عن بالهما أحلام عودة الدولتين الساسانية والعثمانية، وبسط النفوذ لإستعادة مجد ولى، ولا رجعة فيه، في ضوءالتطورات التي شهدها العالم والقوانين الدولية والمصالح الكبرى.
مقابل هذه العبارات العربية الجميلة، لنستذكر معا قول (علي يونسي) مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال منتدى الهوية الإيرانية في طهران ـ يعتبر هذا الأمعي من المعتدلين فتصوروا ـ وماذا استذكر عن العراق، قال يونسي” إن بغداد باتت اليوم مركز الحضارة الايرانية وثقافتها وقوميتها كما في الماضي”. يقصد الحقبة الساسانية في استعمار العراق.
ليقارن ذيول ايران من أصحاب الميليشيات الولائة بين الموقفين العربي والفارسي، ليعرفوا بأنهم إنجروا الى أعمق نقطة في مستنقع العمالة والإنحطاط والسفالة والحقارة.
ليس للعراق العربي سوى الحاضنة العربية، ولا بديل عن الحضن العربي، ولابد للشعب العراقي أن يقطع أذرع الولي الفقيه في البلاد ليتمكن من الإنطلاق بحرية في الفضاء لعربي النقي الذي يحقق مصالحه، والأبتعاد عن الفضاء الفارسي الملوث بكل جراثيم الطائفية والإستعباد والفتن. هتف أبطال تشرين (ايران بره بره) وحان وقت لركلهم خارج العراق، واسترجاع العراق هيبته وهويته الوطنية والعربية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب