29 ديسمبر، 2024 4:43 ص

شتان بين معصوم والمالكي

شتان بين معصوم والمالكي

-1-
الدكتور فؤاد معصوم – رئيس الجمهورية- مناضل عريق ، وأكاديمي معروف ، وشخصية وطنية مرموقة ، وسياسيّ وطني مخلص ، ورجل يتميّز بأخلاقية عالية ، هي ميراثه من ابيه الراحل ” الملا معصوم ” رئيس علماء كردستان ، ويرتبط بأوثق الروابط والصلات مع الكتل السياسية بأسرها .

انه رجلُ المحبة والاعتدال والتوازن والانفتاح على المكونّات العراقية ، على اختلاف مذاهبها واديانها وقومياتها ومشاربها …

وانهم ليبادلونه الحبّ بالحب ، ويرونه الرمز الجدير بان يكون قمة الهرم، يحمي الدستور ويسهر على المصالح العليا للشعب والوطن ، باذلاً امكاناته الفريدة من اجل إرساء دعائم الحياة الحرة الكريمة لأهله ووطنه ناهضا بالأمر ، ومرتبطاً بأوثق الصلات والعلاقات مع الاشقاء والجيران والمنظومة الدولية بأسرها .

-2-

تبرأت علاقة كاتب السطور به منذ عام 1980 وتوهجت عبر النضال المشترك ضد الدكتاتورية البائدة، حتى اذا ما سقط الصنم في 9/4/2003، ابتدأ مشوار العمل المشترك (للعراق الجديد) في المؤتمر الوطني، الذي ترأسه عام 2004، و(المجلس الوطني) الذي ترأسه الدكتور معصوم أيضا، والجمعية الوطنية ، فترسخت العلاقة بيننا وازدادت عمقا وقوة .

وهو يضيف الى صفحاته البيضاء المشرقة ، كل يوم صفحة جديدة بمواقفه الأصلية ، وخصائصه النبيلة .

-3-

والدكتور فؤاد معصوم هو المشرف على رسالة الماجستير التي كتبها الاستاذ نوري المالكي عن جده الشاعر المرحوم أبي المحاسن .

وكان على المالكي أنْ يراعي ما تقتضيه اللياقة والمواضعات الأخلاقية والاجتماعية مع استاذه الدكتور معصوم .

لا أنْ يتهمه بخرق الدستور مرتين ، ويبادر الى رفع الدعوى ضده الى المحكمة الاتحادية ..!!

والسؤال الآن :

هل قابل د. معصوم المالكي بالمثل ؟

انّ الدكتور فؤاد معصوم سُئِلَ – ضمن المقابلة التي أجرتها معه قناة البغدادية الفضائية – والتي بُثّت مساء الخميس 22/1/2015 :

هل هناك نائب أول لرئيس الجمهورية ؟

فأجاب :

بالنفي فقط .

وهنا يكمن السرّ

كان بمقدوره ان يقول :

انها اكذوبة ليس لها نصيب من الصحة على الاطلاق ، ولكنه – وبدافع “من أخلاقيته العالية ” اكتفى بايضاح الحقيقة، والنفي المجرد عن اي تعليق سلبي .

-4-

وشيء آخر ، جرى في تلك المقابلة حيث قيل للرئيس :

انك تدافع عن نُوّابك ،

ونواّبُه – منهم المالكي –

وهنا يكمن الفرق الجوهري بينهما ايضاً

انّ الدكتور معصوم يُصر على التمسك بأهداب الأخلاق ، والترفع عن كلّ ألوان المشاكسات والمماحكات التي تعكّر صفو الأجواء ..

وهذه هي السيرة العابقة بالحكمة ، والمواّرة بشذا المروءات .

-5-

ثم انظر الى الرحمة والأناة والحرص البالغ على العدل ، كيف تدفعه للتعاطي مع ملفات المحكومين بالاعدام من المواطنين العراقيين ، حتى الذين حكموا بقضايا الارهاب ، خشية أنْ تكون الاعترافات قد أخذت منهم بالاكراه والتعذيب .

أما المحكومون بالاعدام لقضايا جنائية، فهو يتوقع أنْ يتحرك ذووهم لارضاء أولياء الدم، وبالتالي فلا يعدمون الحياة .

اين هذا التثبت من الغارات والمداهمات التي كانت تُشنّ في عهد المسؤول التنفيذي المباشر السابق، والتي طالت الآلاف المؤلفة من الأبرياء ؟!!

ان الدكتور معصوم يمسك بزمام الأمور بروح الأب الحاني لا بروح الجبّار المتعطش لانزال العقوبات الفظيعة ….

واخيرا :

فان (قناة البغدادية) التي ناصبها المالكي العداء، وأغلق مكاتبها، وطارد العاملين فيها ، لابل أغلق حتى حسينية ومضيف الخشلوك في كربلاء ، استقبلها الدكتور معصوم بكل ترحاب، وتحدّث اليها معلناً بذلك انه مع حريّة التعبير، ومع تفعيل دعم دور الاعلام الحرّ .

و(للبغدادية) خصوصيتُها بوصفها المعبّرة عن طموحات الشعب، وتطلعاته للقضاء على الفساد والمفسدين .

-6-

وهكذا يشعر المواطن العراقي – وهو يعيش الألفية الثالثة – أنّ رئيس البلاد ، يقود المسيرة وفق متطلبات المرحلة بكل ما تقتضيه ، سيّاسياً واجتماعياً وانسانياً وحضارياً …

ويطمئن أنّ حامي الدستور لن يتوانى لحظة عن العمل بفاعلية فيما عهد اليه به من مهام جسام ،

وانه صمّام الأمان .

-7-

ولا ينفرد المواطنون العراقيون بهذه المشاعر، وانما يشاركهم المحوران الاقليمي والدولي بالاعتزاز الكبير بالدكتور معصوم ، الذي يحظى بمكانة متميزة ، استطاع معها أنْ يحفر حبّه في القلوب ، ويفرض ما يستحق من تقدير وإكبار في المحافل الدولية ، وعلى كلّ الصُعد والمستويات .

*[email protected]