22 ديسمبر، 2024 8:16 م

شتان بين مراده ومرادي…

شتان بين مراده ومرادي…

القافلة تسير وأسدل الليل جفونه ليحتضن عهود ومواثيق ما لبثت أن تبخرت بحرارة الصيف اللاهب وسط سيل الأفكار واستشارة الصغار, تزاحمت الحروف وتشكلت الكلمات لتنسج عبارات العهد والوفاء,وإبرام مواثيق “الشرف”.؟؟

      للسياسة رجال يحملون الفكر والمنهج سلوك,وقع الكلمة أمضى من الحسام المهند,لأنهم اقسموا أمام الشعب أن يكونوا لسانه الناطق ومصداق أفعاله بكل تصرفاتهم, فالأصوات ما هي إلا تعبير عن إرادة الناخب ,واحترامها من أولويات نجاح العمل السياسي.

      ثقافة الاختلاف تحمل سمة ايجابية عالية المعنى,بكل مدلولاتها وكما إن جميع الروافد تصب بمنبع واحد فلا ضير في ذلك,إما أن تترجم تلك الثقافة وينطبع عليها شبح الخلاف المستمر بكل جوانب العمل فهذا يعد من قصور النظر والتخبط الأعمى دون إدراك طريق الصواب.

      العراق بلد متعدد المشارب والأفكار متسلسل الطوائف ذو قوميات متشعبة,وإحكام السيطرة عليه من خلال بناء صرح الفكر الواحد باء بالفشل وخير دليل على ذلك تجربة الثلاثين سنة الماضية,”فمن استبد برأيه خرج عن جادة الصواب إلى جادة الظلال لا محالة”.

       اليوم وبعد انقضاء كل سنوات المحنة وخوض تجربة الديمقراطية الجديدة الوليدة بكل أطرها ومعانيها المختلفة لكل من يراها بوجهة نظره,بات من الضروري إيجاد عامل مشترك يظم معظم الإطراف المختلفة,وإيجاد العامل بإيجاد ذوي العقل والدراية والرؤية الحكيمة.

       اليوم مجالس المحافظات أعطت الدروس والعبر بإلية تكوينها, لم يتوقع حتى التكنوقراط والمستقل أن يصار إلى هكذا حل يراعى فيه خيار الناخب,والابتعاد عن الجهوية والتحزب,بل الخيار وضع على أساس تمثيل أغلبية أطياف المكونات السياسية.

       نرى مصداق ذلك تنازل واضح وملموس للكتل الكبيرة على حساب إفساح المجال أمام الكتل الصغيرة بالانخراط لرسم خارطة المجالس الخدمية وفق النزاهة والكفاءة .

       رغم ضبابية المشهد وعدم وضوح الرؤية في بداية المفاوضات,وبالرغم من تخلف الإخوة بدولة القانون بفرط عقدهم, إلا أن ذلك لم يثني عزيمة الرجال بوجوب احترام الأصوات الممنوحة لهم من قبل الناخب ,ومحاولة التقارب قدر الإمكان وتخطي الصعاب وإعطاء التنازلات من قبل بعض الكيانات الرئيسية من اجل استمرارية انسياب العمل كما خطط له,لضمان تنفيذ البرنامج الانتخابي بأكمل وجه.

         مساعي مشكورة ودروس مأثورة رسمت بأروع صورة للتضحية ووضع “المواطن أولاً” في كل مواطن بلدي الغالي نسأل الله أن يوفق كل من تعاون وساهم بإنجاح مسيرة التحدي والنهوض بواقع أفضل من اجل العراق.
وفي النهاية أقول ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم,مع وجود فسحة الأمل لما يحقق مسيرة البناء والعمل.