9 أبريل، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

شتاء وصيف في سطح واحد

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذه القصة ألتراثية ألمعروفة تنطبق على حال أمتنا بشكل عام وعلى دول ألمشايخ  في ألخليج بشكل خاص فيما يتعلق بالتهديدات ألأسرائيلية وألأميريكية ضد أيران بخصوص مشاريعها ألنووية .في ألبداية أحب أن أوضح بأن جميع ألدول أحادية ألتفكير؛ سواءا كانت تعتمد نظرية ألرجل ألواحد أو ألحزب الواحد أو الطائفة الواحدة أو القبيلة ألواحدة هي حكومات شمولية دكتانورية فاشلة لاتمثل طموحات شعوبها وهذا ينطبق على الحكومة ألأيرانية الحالية أيضا.ألموضوع الذي اود أن أستعرضه بنوع من ألتفصيل هي موقف مشايخ الخليج ألمؤيد للموقف ألأسرائيلي وألأمريكي ؛وألتصريحات ألأخيرة لوزراء خارجية ألسعودية وألبحرين وألأمارات ألتي أشارت ألى خطر ألمشروع ألأيراني على أمن وسلامة منطقة الخليج وانها تمثل تهديدا لها أكثر مما تمثله دولة أسرائيل؛ وماتسرب أخيرا في الصحف ألأمريكية من تعهد دولة المشايخ في السعودية بدعم مشروع ضرب المفاعلات الأيرانية ماديا ومعنويا .لنستعرض ألعلاقات ألخليجية ـألأيرانية خلال العقود ألماضية :ـ عندما كان شاه أيران شرطيا في ألخليج بالنيابة عن أمريكا كانت دول ألمشايخ تتودد اليه وتسكت عن تصرفاته ألأستفزازية وألأستعلائية ؛وقامت أمارة أبوظبي في عهده  بالتنازل عن الجزر الثلاث طنب ألصغرى وألكبرى وجزيرة أبوموسى ؛لأن كليهما تحت مظلة واحدة وسيد واحد وغضت ألطرف عن أعتراف ألشاه بأسرائيل لأن ألمصالح مشتركة.ـ أستغل نظام ألبعث ألفاشي قضية ألجزر لتسويق نظرياته ألوحدوية ؛وألمطالبة بحقوق ألأمة ألعربية في ألجزر ؛ولكنه قام بعمل أسوء مما أدعى به بأستعادة ألجزر؛حيث تنازل عن نصف شط ألعرب ومساحات شاسعة من ألأراضي ألعراقية ألغنية بالنفط في وسط وجنوب ألعراق في أتفاقية ألجزائر ؛ وقد ذكر ألشاه في مذكراته بعجز كل ألحكومات ألأيرانيه عبر ألتاريخ من ألحصول على هذه ألمكتسبات حيث رفضت كل ألحكومات ألعراقية ألمتعاقبة عن ألتنازل عن شبر واحد من أراضي ألعراق ومياهه؛ولم نسمع أستنكارا من أية دولة عربية لما فعله صدام بحقوق ألأمة .ـ بعد سقوط نظام ألشاه وقيام ألثورة ألأيرانية وأحتجاز ألرهائن ظهرت صرخات دول ألمشايخ بأتهام أيران بتصدير ألثورة وألمطالبة بعودة ألجزر ألثلاث ألتي تنازلت عنها طواعية للشاه؛ساهمت ألمخابرات ألأمريكية وحكومة آل سعود بتشجيع صدام على مهاجمة آيران ؛هذا ما أكدته ألواشطن بوست ألأمريكية وألليموند ألفرنسية . قدمت دول ألمشايخ دعما ماليا ولوجستيا لنظام صدام خلال ألحرب كان وقودها مئات ألألوف من ألضحايا ألعراقيين وملايين ألجرحى وخسارة خمسمائة مليار دولار من أموال ألشعب ألعراقي وتدميربنيته ألأساسية  ؛بينما لم تقدم هذه ألدول دولارا واحدا عندما أجتاحت أسرائيل للأراضي أللبنانيه في ألثمانينات من ألقرن ألماضي وقتلت ألوف ألفلسطينين؛ ولازالنا نتذكر مجازر صبرا وشاتيلا؛وقد صرح ألجزار شارون أثناء ألحرب ألعراقية ألأيرانية بأنه سعيد أن يراهم يقتلون بعضهم ألبعض ألآخر ويدمرون بلادهم ومبروك للأمة ألعربية على هذا ألأنجاز!!.تتعالى أصوات ألسلفية ألوهابية في ألأونة ألخيرة محذرة من خطر ألهلال ألشيعي ولكنها تتعامى عن ألتوسع ألصهيوني في فلسطين حيث تحولت ألأراضي ألفلسطينية ألى مستعمرات صهيونية للقادمين ألجدد من كافة أنحاء ألعالم ؛ولايستطيعون طلب ألمساعدة وألرحمة للشعب ألفلسطيني ألمظلوم منذ ستون عاما من أصدقائهم وحلفائهم بالضغط على أسرائيل لوقف أستياطانها في ألأراضي ألمحتلة.ألحصول على ألتكنولوجيا ألنووية حق طبيعي لكل ألدول ؛فلماذا هذا ألتميز وألخوف عندما تمتلكها أيران وكما يقول ألخبراء ؛أن ألمشروع ألنووي ألأيراني أفتراضي ولم تؤكده ألمصادر ألعلمية ألمحايدة ، فلماذا ألخوف من آيران وهناك دول أخرى تمتلك ألقنبلة بالفعل في ألمنطقة منها أسرائيل وألباكستان وألهند.أن ألأبعاد ألطائفية ليست ببعيدة عن هذه ألهجمة ألتي تقف ألى جانبها وتدعمها ألسلفية في ألسعودية ودول عربية أخرى وهذه فرصة أخرى ذهبية لأسرائيل وألدول ألغربية لتمزيق ألأمة بنظرية فرق تسد وأجعل بأسهم بينهم ؛كما فعلتها في ألحرب ألعراقية ألأيرانية سابقا.أن تحويل دول المنطقة ألى كانتونات سيجعل مسالة ألهيمنة عليها أسهل مما عليه ألآن وأستغلال ثرواتها في حروب عبثية وتدمير مابنته ؛وتشريد كوادرها ألعلمية في مشارق ألأرض ومغاربها كما فعلها ألنظام ألصدامي من قبل .ولأعادة ماتم تدميره من البنى ألتحتيه سيتم أستخدام مدخرات شعوب دول ألخليج في ألدول ألغربية لأصلاح أقتصادياتها ألمنهارة ؛ وهذا ماحصل في ألماضي بعد ألحربين ألعالميتين ألأولى وألثانية في أوربا حيث توجهت قواتهم لأحتلال ألمنطقة وأستغلال ثرواتها لأصلاح ماخسرته في حروبها ؛وتركت شعوب ألمنطقة في حالة من ألفقر ألمدقع وألحروب ألأهلية وتمزيق مجتمعاتها على أسس عرقية وطائفية ولازالنا نعاني منها ألى يومنا هذا.لقد فقدت ألعقلية ألعربية ألقدرة على ألتمييز بين مصالحها ومصالح ألدول ألغربية حيث ساهمت هذه ألعقلية فيما آلت أليه ألمنطقة من أنقسامات في بنيتها ألأساسية من تقسيم ألمقسم وتجزئة ألمجزء ؛ وتحولت ألمجتمعات ألعربية ألى  كائنات لاتعرف  من أمرها شيئا؛ حيث أستباحت دماء بعضها ألبعض ألآخروهدرت ثرواتها ولم تستطيع حسم خلافاتها ألقطرية وألداخلية ؛فأتسعت ألنزاعات بين طوائفها وأقلياتها ثم تحولت ألى تصفيات دموية بين مكوناتها كما نراه أليوم في ألسودان وألعراق وسوريا وغيرها من ألدول ألعربية .وشمل ذلك ألتدمير ألمبرمج والممنهج لطاقاتها ألمتراكمة ألتي بنيت بعرق شيوخها وشبابها عبر ألعصور ؛بحيث يصبح ألملاذ ألآخير لكوادرها ألمتعلمة هو الهجرة الى بلاد ألغربة للحصول على ألأمان ولقمة ألعيش بعدما فقدوها في أوطانهم ولاغرابة أن يقول أحد ألعارفين ؛أنني لاأستغرب أن يأتي يوم يستخدم أبناء ألمنطقة من قبل شركات ألدواء في تجارب ألأدوية بدلا من خنازير غينيا ألتي تستخدم عادة ؛فقد خسرنا في ألحروب ألمحلية كما في لبنان والحروب ألبينية كما في ألحرب ألعراقيةـ ألأيرانية وألحرب ألطائفية في ألسنوات ألأخيرة في ألعراق  وحرب أيلول ألأسود في ألأردن  وغيرها ألملايين في حروب عبثية لاطائلة منها ولافائدة وكما يقول ألمتنبي :لما رأيت ألجهل في ألناس فاشيا   تجاهلت حتى قيل أني جاهل 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب