23 ديسمبر، 2024 9:38 ص

شتاء النازحين …وجيوب الفاسدين …..

شتاء النازحين …وجيوب الفاسدين …..

أنتبهوا قليلا …وتأملوا كثيرا …وتوقفوا عند كل مهم …وتمعنوا ….. هانحن في زمن الفضائيات والاتصالات والانترنيت نسمع ونرى ونشاهد بأم أعيننا كل شيء ولا شيء يخفى علينا بعد اليوم ولا احد يستطيع ان يكذب اويدعي او يطمر افعاله وفساده علينا …صار كل شيء متاح لنا …ولغيرنا …

اتركوا المسلسلات التركية …والمصرية ….والمكسكية ….قليلا واهجروا الافلام العربية والامريكية والهندية …و..و…و…والمسلسلات الجديدة الطويلة الطويلة والتي لاتنتهي أحداثها وتعالوا الى قصصنا التي لاتنتهي ….في عراقنا الديمقراطي الجديد ….

هاهي مواسم هجراتنا تعود لتتنوع الى الشمال والجنوب والشرق والغرب وتزداد لتتوزع دول الجوار ونازحونا يجرعون مرارة طيشنا واخطائنا وتخبطنا يملأون مشهدنا السياسي والاجتماعي والثقافي وكل عوالمنا بكل أطياف صراعاتنا وتناحراتنا وفرقتنا …

وسياسيونا لايحركون ساكنا اويوقفون متحركا ولا يحركهم ضمير انتخابي ..او اخلاقي…. او أنساني ….او اي وازع …والعالم يتصدق علينا والامم المتحدة وجمعيات الأغاثة والمنظمات الانسانية وكل الشرفاء في الداخل والخارج ….

ونحن ((كالعيس في الصحراء يقتله الظمأ ….والماء فوق ظهورها محمول …))

الشتاء قادم بقوة ايها النائمون في عسل ((الخضراء )) والبرد والامطار على أبوابه الطينية والنازحون ((بلا مأوى ..بلا اهل …بلا بلد )) يبكي على حالهم البعيد قبل القريب والغريب قبل الصديق ….ولا نستحي من انفسنا ونحن نشاهد وزير خارجية المانيا ((شتانيماير )) يتفقد لاجئينا في كردستان ودمعته التي دارت الفضائيات ووزير خارجية السويد ((كارل بليت )) الذي يلوح بالكارثة الانسانية .لهؤلاء

المساكين ….وغبرهم كثير من سياسيي العالم الحر ..وفنانون وناشطون ومنظمات من كل حدب وصوب وسياسيونا الاشاوس يتصارعون على كعكة المحاصصة والتوازن الطائفي والاستحواذ على شيء فينا …والفوز بالجنة والنجاة من النيران !!

لقد عم الفساد في ارضنا الى ان وصل الحال هؤلاء الذين اضطرتهم خلافاتنا السقيمة ومغامراتنا السيئة الفاشلة .وتعاملنا مع مصائرنا .ان يكونوا هكذا ….

يا لهذا الفساد اللئيم الذي ينغرس في النفوس الدنيئة والقلوب الميتة .هل وصل بنا الحال الى هذا الحد من الردائة حتى بعنا ظمائرنا في سوق النجاسة ….فحتى سراق العالم لديهم خطوط حمر وبعض انسانية وبقية اخلاق وضمير ولا أضيف ..والحليم تكفيه الاشارة .!!…ولقد بلغ السيل الزبا…انتبهوا للعزل من النازحين والمهجرين ….ولنسائنا …واطفالنا …وشيوخنا فكرامتهم بأعناقنا دعواتهم ستصل الى السماء السابعة ودموعهم تحرقكم جميعا في الدنيا والاخرة ….

لم نفهم بعد فكرة هذا الخلاف بين الطوائف والذي وصل الى هذا من القطيعة واوصلنا لدنائة التقاتل والتخاصم والفرقة لقد تأطر بالمصالح السياسية والشخصية وبلغ درجة الانانية التي لا تطاق …

فلم لا يوحدنا ديننا الحنيف الواحد الذي ننتمي اليه وهويتنا الاولى ورسولنا الكريم الامين الذي ندعي الانتساب له جميعا والقرآن المجيد العظيم دستورنا جميعا منذ نزوله على صدر حبيبنا محمد ((ص))…..وماذا بعد ونعرف الحل بوحدة شعبنا وهو واحد …ولكن الذين يريدون ((فرق تسد )) يعرفون ويحرفون ….ومصيرنا واحد ومسار ديننا واحد …..وخطرنا الداعشي واحد ….وقد أكل الأخضر واليابس فينا وشتت لحمتنا ونال من كل طوائفنا فلم يعد شتم الطائفيين يكفي ولا التنديد بالمتعصبين يجدينا نفعا …ولا يكفينا الحلم ببلاد خالية من الاحقاد …والتصفيات ..والثارات ولاننا امام مسؤولية وطنية واخلاقية وانسانية لتوحدنا مصيبة اهلنا وفجيعتهم …..وهؤلاء اخواننا ….وكل الفاسدين والمفسدين هم الأعداء الحقيقيون