23 ديسمبر، 2024 2:30 م

شبكة الاعلام العراقي نموذج ناجح لادارة الازمة السياسية

شبكة الاعلام العراقي نموذج ناجح لادارة الازمة السياسية

الازمة السياسية الاخيرة التي مرت بها البلاد بعد انقسام البرلمان الى معسكرين، كشفت عن الدور الكبير الذي يلعبه الاعلام العراقي في صناعة الرأي العام وقدرته الفاعلة على التعاطي الى حدٍ ما مع المشاكل الكبيرة وادارة الازمات السياسية المعقدة، وطبعاً عندما نقول الاعلام العراقي نقصد الاعلام الرسمي اي اعلام الدولة المتمثل بشبكة الاعلام العراقي.
ان ضبابية المشهد السياسي المعقد وضخامة الحملة الاعلامية المكرسة ضد العملية السياسية بالعراق يجعل من الصعب على اي وسيلة اعلامية (مهما كانت امكانياتها وقدراتها) العمل خاصة اذا كانت محكمة باسس وضوابط وقوانين محددة، ان تتعاطى بطريقة متوازنة وحيادية مع مشهد انتج مثل هكذا انقسامات وخلافات سياسية معقدة ومركبة.
لذلك عندما نقيم عمل شبكة الاعلام العراقي يجب ان نضع كل تلك العوامل في مقياس هذا التقييم حتى نصل الى حقيقة علمية وموضوعية، فالمتابع الجيد لتغطيات قناة العراقية نيوز في نقل مجريات الاحداث السياسية الاخيرة بشكل تتابعي ومتسلس وفق مهنية وحيادية عالية يستطيع ان يقف على المسافة التي حققتها شبكة الاعلام العراقي في سباق المنافسة الاعلامية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العربي والدولي ايضاً، فالاخبار والتغطيات التي قدمتها العراقية نيوز على طول مدة الازمة كشفت عن مرحلة النضوج الاعلامي لدى ادارة المؤسسة والعاملين فيها.
وطبعاً الحديث عن هذا النضوج الاعلامي ليس مجرد مدح او محاباة او مجاملة لشبكة الاعلام العراقي انما حديث خاضع لرؤية علمية وواقعية استندت على اراء المشاهدة البسيط والاعلامي المحترف، فنشرات الاخبار اعتمدت على بناء وحدة خبرية محكمة من خلال تصنيف الخبر بين
معسكر المعتصمين معسكر النواب الاخرين واعطت نشرة الاخبار اريحية كبيرة ومساحة واسعة لكل الطرفين وفق معايير موضوعية وهذا للاسف مال لم نتابعه في الفضائيات الاخرى لا سيما العراقية والعربية.
اكثر الفضائيات تعاطت مع الازمة وفق مبدأ ايديولوجي حزبي او سياسي سواء من الفضائية التي تدافع عن المعتصمين او فضائية تدافع عن المعسكر الاخر الرافض لاقالة رئيس مجلس النواب او فضائيات اخرى تحارب الطرفين وتشعل نار الفتنة وتغذي الصراع السياسي بعيداً عن الموضوعية والحيادية، في حين تعاملت العراقية نيوز مع الواقع السياسي المتأزم وفق اسس مهنية عالية دون انحياز او تضليل.
مراسل العراقية نيوز في مجلس النواب كان يجري لقاءات مستمرة مع النواب من كل المعسكرين ويقدم للمشاهد وجهة نظر ورأي جميع النواب بشكل مباشر ودون تدخل منه، وهذا الامر نادراً ما نجده في بعض الفضائيات الاخرى الموجهة التي تفتش عن النواب الذي يتماشون مع سياستها وتوجهاتها، كما ان التغطيات الخاصة والتي يكون فيها الضيوف من المحللين والسياسيين اعتمدت اسلوب التهدئة والبحث عن الحلول الناجعة للازمة من خلال خلق مناخ اعلامي يتيح للجميع التحرك من خلاله بعيداً عن التشدد والمغالاة.
لكن بالرغم من الحيادية والمهنية العالية التي تعاملت بها قناة العراقية نيوز بصورة عامة وشبكة الاعلام العراقي بصورة خاصة هناك بعض السياسيين والاعلاميين يحاولون التشكيك بعمل الشبكة ويقللون من اهميته، وطبعاً هذه الاتهامات دائماً تكون مجرد كلام وطروحات شفهية لا تعتمد اسس علمية ومعايير مثبتة على الورق.
ان اعطاء رأي موضوعي وعلمي في تقييم اداء شبكة الاعلام العراقي ينبغي ان يخضع لمعايير وضوابط محددة قائمة على دراسة منهجية وبحوث مكثفة ومتابعة دقيقة يضعها باحثيين واكادميين في مجال الاعلام حتى نستطيع ان نحدد ما يأتي:
اولاً: معطيات العمل وهل هذا المعطى من حيث الكم والنوع يتناسب مع حجم الامكانيات المتاحة الان في الشبكة.
ثانياً: الوقوف على الموضوعية في التعاطي مع الاخبار وكيف تحدد وما هي المعايير التي تم بموجبها تحديد هذه الموضوعية ولماذا.
ثالثاً: تحديد الجانب الابداعي في تعاملها مع الخبر فهناك من يعتقد ان الخبر يصاغ بطريقة علمية تعتمد محددات ثابتة وهي الاجابة على الاسئلة الخمس ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لا صناعة الخبر ليس عملية علمية فقط انما عملية فنية تحتاج الى مهارات وقدرات معينة.
رابعاً: قياس رأي الجمهور من خلال استبيان رأيه بحيادية تامة والوقوف على مدى منفعة الجمهور لما تقدمه الشبكة من مواد اعلامية متنوعة.
ان الحكم على مؤسسة اعلامية ضخمة مثل شبكة الاعلام العراقي لا يمكن ان يتم من خلال اطلاق التهم والتلاعب بالالفاظ وانما يتم من خلال اتباع اسلوب علمي ممنهج يستند على البحث والارقام حتى نستطيع ان نحدد هل شبكة الاعلام العراقي مؤسسة قادرة على مواكبة مراحل بناء الدولة العراقية ام انها كما يتهمها البعض ضعيفة، وانا اعتقد ان المتابع الجيد لنمط المادة الاعلامية التي قدمتها شبكة الاعلام العراقي سواء في الحرب ضد الارهاب او تغطية الازمة السياسية الاخيرة يستطيع ان يحدد هذا الامر بسهولة لان الازمة كانت كبيرة ومعقدة وتحتاج الى جهد اعلامي استثنائي وهو ما استطاعت قناة العراقية نيوز ان تنجزه بشكل حيادي وموضوعي في تغطياتها الاخبارية على مدار الساعة.