9 أبريل، 2024 8:54 م
Search
Close this search box.

شبكة الاعلام العراقي :جديد مطلوب

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحتار الإعلامي العراقي في توظيف مهاراته المهنية ما بين المؤسسات الصحفية لصياغة رسائل إعلامية كان يرفضها في صحيفة الحزب “س” فيما يصبح من اشد المتحمسين لها عندما يعمل مع صحافة الحزب “ص” ، ولم ترسخ هذه الانتقالات حتى اليوم ميثاق عمل وطني لكي يواجه الإرهاب والفساد وهذه مسؤولية لابد لشبكة الاعلام العراقي النهوض بها.

السؤال: هل تمتلك شبكة الاعلام العراقي المنهج والنسق والمهارات المطلوبة لإنجاز ذلك ؟؟

ولا تتماثل فرضيات ادلة العمل التي تنشرها مؤسسات صحفية دولية معنية بحقوق الانسان ونماذج رسم السياسات العامة للدول في مرحلة الازمات ” الإرهاب والفساد” مع الواقع العراقي ،وليس هناك اية ارقام بيانية لاستطلاعات الرأي حول نتائج رجع الصدى على المواطن العراقي، المستهدف بتلقي الرسائل الاتصالية لمختلف وسائل الاعلام الا من قبل مؤسسات دولية تقوم بهذه الاستطلاعات او بمساعدة جهات عراقية ، ونتائج هذه الاستطلاعات لا تأخذ بطابع العمل التراكمي لتغيير النتائج في مضمون الرسالة الاتصالية المضادة لمفهومي الإرهاب والفساد، ولان شبكة الاعلام العراقي تمثل رأي الدولة، وليس أي حزب او أي من السلطات، وهي محاكاة لنموذج الإذاعة البريطانية، يتطلب ان تعيد القيادات الإعلامية في الشبكة النظر في الاتي:

أولا: صياغة أي خبر قائمة على جانبي الحدث والتحليل في الرسالة الاتصالية، لاسيما في سياق الحملات الإعلامية لمواجهة الفساد والارهاب، وهنا من المفيد التأكيد على دور المتلقي في التعامل مع فكرة دومينك وولتون في كتابه ” الاعلام ليس تواصلا ” لإيجاد نموذج وطني عن رسالة التعايش وليس الفرقة والانعزال، وهي حقائق مطلوب تثبيتها في قانون له جوانب ارشادية عبر ادلة عمل ملحقة به مقابل عقوبات تتولد من سياسات الدولة الاعلانية لتمويل شبكات الاعلام بمختلف أنواعها عبر اليات واضحة في عدالة التوزيع بعيدا عن مفاسد المحاصصة.

ثانيا : البحث عن الخبر الذي يجذب قطاعاً أوسع من جمهور المتلقين ، مهمة أي وسيلة إعلامية ، لكن هذا الجذب مفقود في وسيلة الايصال ، فالضيوف الذين يتم حضورهم في استوديو الاخبار لا يقدمون خبرا ، بالقدر الذي يطرحون تحليلا من وجهة نظرهم للحدث المحلي او الإقليمي والدولي، بل حتى الضيوف من خارج العراق الذين تصرف عليهم أجور أقمار صناعية ، لا يقدمون خبرا او إضافة تحليلية للخبر، غائبة عن ذهن جمهور المتلقين ، فيعمد هذا الجمهور الى تغيير القناة الى قناة لها جاذبية التعامل مع الخبر واكثر كفاءة من الرسائل الاتصالية التي تستخدم في قنوات شبكة الاعلام، وهذا يحتاج الى (غرفة عمليات) على مدار 24 ساعة و(إدارة انتاج) إخبارية كفؤة ، تدار من (قيادة إعلامية) متخصصة ، هدفها (نجاح العمل) وليس رضا أي طرف حكومي او حزبي عن عملها.

ثالثا: من الأمور التي لابد من التوقف عندها في التعامل مع نتاج شبكة الاعلام العراقي انها ممولة من المال العام، وهذا يتطلب (استبانات نوعية) عن حجم انتشارها وتأثيرها في الجمهور، لإظهار قدرتها في تسويق الأهداف التي رسمها الدستور العراقي في برامج نوعية لا تطيل من ظهور وجوه إعلامية (غير مبتكرة) وان كانت لها إمكانات معترف بها في المهنة، وهذا يتطلب ممارسة تدوير بين النخب الإعلامية داخل الشبكة، وجذب خبرات محلية ودولية لتحديث قدرات هذه النخب بما يحقق حالة التجدد المتواصل بدلا من التكرار الممل.

رابعا: هناك قفزات متتالية في صعيد أدوات الإنتاج التلفازي، حتى تحول الموبايل الى وسيلة تواصل عبر برنامج السكايب، لكن يبدو ان الكثير من هذه التقنيات ما زالت غير متوفرة.

فما زالت صورة الاستوديو اللماعة بسبب الإضاءة الخاطئة احد أوجه ظهور الظلال في الشاشة، بل ان الكثير من أمور المونتاج وكفاءة الجرافيك، تحتاج الى مدخــــــــــــلات متغيرة بشكل شبه دائم، لكن هذه الأمور الفنية تحتاج الى ادارك ما يمكن تنفيذه وعدم اغفال ما لا يمكن الوصول اليه.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب