17 أبريل، 2024 1:19 ص
Search
Close this search box.

شبكة الاعلام العراقي تنتظر جهود الحكومة والبرلمان

Facebook
Twitter
LinkedIn

تشارك المؤسسات الاعلامية الرصينة الدولة في اعداد خطط وبرامج النمو والتنمية وتسهم اسهاما فاعلا في تنفيذها  ويعتبر الاعلام  من ابرز جوانب التنمية لدوره الكبير والفاعل في تطوير النسق السياسي وبناء التنمية السياسية ما يعني عملية بناء اجتماعي انساني وطني من خلال طرح ونشر وبث البرامج التي تقوم بتعبيئة الناس باتجاه تعزيز دور الأنظمة والقوانين والحقوق والواجبات بالاضافة لتفعيل دور الثقافة والاداب والفنون لما لها من فعل واثار كبيره على بناء الشعوب والمجتمعات ثقافيا ومدنيا وحضاريا ، كون ظروفنا الوطنية الحالية بأمس الحاجة لصناعة سياسة إعلامية جديدة بإمكانها بناء رأي عام قوي يتضامن مع الدولة في فتح الابواب امام اهتماماتها الاقتصادية الزراعية الصناعية والاستثمارية والنشاطات السياسية الناضجة والصحيحة التي تعتمد اسس وقواعد وثوابت المنطلقات الديموقراطية التعددية التي تحترم وجهات النظر المختلفة والمبنية على مبادئ الانتماء الوطني والمشاركة في تنفيذ المشاريع وحماية الديمقراطية وبناء راي عام وطني واحترام الراي الاخر ما يعزز بناء العملية السياسية وقوة الدولة وهيبتها  والنتيجة هي تحقيق الامن والسلامة للمواطنين وتحسين اوضاعهم المعاشية والخدمية.

ومن هنا يعتبر الاعلام  من اهم المفاتيح المركزية الداعمة لتحقيق وتنفيذ برامج النمو والتنمية المستدامة ومشاريع الاستثمار بنجاح  بما فيها التنمية السياسية التي تعمل على بناء القواعد الجماهيرية الوطنية كونها الاساس لجميع انواع التحولات في تحقيق الاستقرار بكل مفاصله ومستوياته، والتي تؤدي بالتالي الى امتلاك الوعي السياسي الذي يساعد على معرفة الحقوق والواجبات وصولا لتحقيق كافة مجالات الرفاهية اضافة الى بناء العلاقات الانسانية ونموها الشامل لان من اولويات مهام الاعلام  الاسهام الفاعل في عمليات التغير والتحولات الوطنية  الكبر وهذا بامس الحاجة الى تحرك الدولة والسلطة التنفذية بشكل خاص لضبط   ايقاع   سياسة  اعلام الدولة وادائها  والمتمثل بشبكة الاعلام العراقي المؤسسة الاعلامية التي تتميز بكوادرها المهنية النوعية في كافة مفاصل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء علما ان كل العاملين في قطاع الاعلام الخاص هم من تلاميذ كوادر الاعلام العام  المتمثل بشبكة الاعلام  العراقي  هذه الكوادر التي  تميزت بعطائها وتضحياتها  في اصعب الظروف والازمات   وميادين القتال ضد الارهاب بشكل عام وداعش الارهابي بشكل خاص خير دليل وشاهد على دور شبكة الاعلام العراقي وكوادرها وكل العاملين ، ونظرا لما مرت به هذه المؤسسة  الاعلامية الكبيرة من ظروف استثنائية غاية في الخطورة والصعوبة بسبب بعض الادارات التي  تدور حولها  الشبهات الادارية والمالية ما ادى الى انحسار وتراجع اداء شبكة الاعلام العراقي  في تحقيق اهدافها  بعد ان انتكست خلال الاربع سنوات المنصرمة ، حيث عانت الشبكة بسبب ادارتها واركان هذه الادارة الكثير من التعسف والتنمر  وتكميم الافواه   مع العديد من كوادرها واسكات اصوات كلمن يحاول تصليح المسار المهني او الاداري   بعقوبات كيدية مزاجية ، لم يسلم منها حتى كاتب المقال  ، واعتقد ان الاهم من كل ذلك ان يلتفت دولة رئيس الوزراء ويظهر حكمته التي عرف بها  في  اختيار  الناس المعنيين بقيادة شبكة الاعلام العراقي واضعا نصب عينيه العوامل والشروط التي يجب ان تتوفر في الادارة الجديدة للشبكة  في مقدمتها القيم والثوابت المهنية والسمعة والاضافات الابداعية والبصمة المهنية التي يمتلكها المرشح لقيادة هذه المؤسسة التي تعتبر عضيد الدولة والشريك الفاعل في بنائها و بناءالمجتمع والقاسم المشترك بين جميع سلطاتها ومؤسساتها. وعلى ما اعتقد جاء خيارتنصيب الزميل كريم حمادي كرئيس مؤقت للشبكة فيه وجهة  نظر لقيادة  الشبكة وهو ابن هذه المؤسسة والضليع في ما بطن منها وما ظهر وبامكانه انتزاع قرار تنصيبه بالاصالة من خلال تطبيقه للمسطرة المهنية  في معالجاته للاخفاقات و القيام باعادة الحقوق لاصحابها وانصاف من وقعت عليهم حيثيات الادارة السابقة  ، ان مشكلة الاعلام تتمثل بمن يديره، سواء كان اعلام دولة او خاص، لان هؤلاء من الضروري أن يكونوا من المتميزين في صناعة الاعلام و السياسات إلاعلامية الجديدة التي فيها مضمون حقيقي، يقترن بشرف المسؤولية وتعزيز بناء المنظومة القيمية والوطنية التي تتمكن من تقديم برامج ومناهج إعلامية فيها إبداع بعيدا عن واقع الأحادية الإعلامية التي أوصلت الإعلام العام إلى التراجع والانحسار.

 وفي دراسات ومقالات سابقة ذكرنا ان المطلوب يتمثل في صناعة إعلام عام يحاكي الناس في آمالهم وتطلعاتهم ليتميز ويتفوق لمواجهة الازمات والتحديات التي يمر بها العراق اليوم دون ان يؤطر نفسه باطر تؤدي الى انتكاسة لان المطلوب ان يصبح  اعلام الدولة المتمثل بشبكة الاعلام العراقي المنافس الاقوى لجميع المؤسسات الاعلامية الوطنية ليكون ظهير  وعضيد للدولة بشكل فعلي  كون الناس بأمس الحاجة للإعلام العام (شبكة الاعلام العراقي) ولا غنى لهم عنه بالأخص عندما يكون ممثلا لهم وملبيا لطموحاتهم، ونحن امام  تنفيذ برنامج حكومي واعد  ونهضة زراعية صناعية استثمارية وخدمية يقودها  رئيس الوزراء محمد شياع السوداني  وفي نفس الوقت  إمام تحديات كبرى في الحرب على الفساد والإرهاب وتفكيك الازمات  ما يحتاج الى اصلاح الخلل الذي احدثته ادارة الاربع سنوات المنصرمة في الشبكة، وهنا لابد من التاكيد ان هذا التغير لم يحدث مالم  يتم تفكيك بعض مراكز القوى المصطنعة  التي اسست  للخراب ليقع التغير الطلوب داخل مفاصل الشبكة  لتصبح بمقدورها ان تكون الشريك الفعلي للدولة  .

نعم يجب ان تمارس شبكة الاعلام العراقي دورها في الانتقال إلى فضاءات الحرية والواقع الوطني الجديد ، ولكي تصل الشبكة الى مثل هذا الاداء  تتحمل الجهات المعنية بالاشراف على شبكة الاعلام العراقي المسؤولية التضامنية في   هذا التغيير والمبادرة به عبر التعاون والتنسيق مع ادارتها الجديدة والمتمثلة بالزميل كريم حمادي ومجلس امنائها المغيب منذ عام وبانتظار عودته  بتشكيلته المهنية الجديدة  والتي نتمنها ان  ترتقي الى مستوى العمل المهني الرقابي والتشريعي للشبكة  والذي يعتمد ايضا  على  اسس التعاون والمسؤولية التضامنية  مع الادارة العامة للشبكة ، فليس بمقدور الشبكة ان تعمل لوحدها دون دعم الحكومة والبرلمان لتتمكن من اداء دورها وتحقيق اهدافها ومهامها المرسومة.

واقولها بصراحة اذا كنا نريد ان ينتقل اداء الشبكة نقلة نوعية مهنية حقيقية، لابد من هيكلتها على مستوى القيادات والمحتوى  التي تقدمه  للمشاهدين والمستمعين والقراء وبالشكل الذي يتناسب مع الظروف والازمات والتحديات الوطنية  لبناء  راي عام وطني بامكانه  الاسهام الفاعل في تحقيق المنجزات الوطنية لتصبح شبكة الاعلام عامل مساعد في البناء الجديد للعراق بكل الاتجاهات،وهكذا دور اعلامي مهني ناضج وفعال  بامس الحاجة  ان تؤمن له  الظروف والمناخات ويدعم من قبل الدولة كشريك حقيقي لها  .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب