23 ديسمبر، 2024 10:08 ص

شبكة ألآعلام العراقي ومشية العرنجل

شبكة ألآعلام العراقي ومشية العرنجل

أمشي على ثلاثة كمشية العرنجل .. والكل كعكع كعكع خلفي ومن حويللي ؟
كانت هذه القصيدة صاحبة الجائزة الفائزة يوم كان الملوك وألآمراء يستخدمون الشعراء مداحين يجلبون لهم التسلية بعيدا عن هموم الناس وحاجات العصر , لذلك توقفت التنمية البشرية .

وشبكة ألآعلام العراقي أصيبت بما أصيب به عصر المماليك والدويلات التي لاتعرف ألآ أمتيازات السلاطين وألآمراء حتى جاء زمن المغول فوجدوا أمراء مخانيثا وجنودا بلا عقيدة , وشعب بلا أرادة فسجلوا غزوا قال عنه ألآمام علي بن أبي طالب مستبقا الحدث

” ذل قم غزوا في قعر دارهم “

فمدير شبكة ألآعلام العراقي يصر على أن يكون مشرفا عاما على كل أعمال ونشاطات الشبكة الفنية , وهذا مايذكرنا بصنمية متبعة في وزارات الدولة فعندما تصدر الوزارة مجلة يكون الوزير حتما رئيسا لمجلس ألآدارة حتى لوكان الوزير بعيدا عن أختصاص المجلة ولذلك نرى ألآنتاج الثقافي وألآعلامي للوزارات فاشلا .

أن شبكة ألآعلام العراقي أبتليت بالمحاصصة التي جلبت لها مدراءا أخذوا لآنفسهم أمتيازات وتركوا العمل ألآعلامي العراقي يتيما في كل شيئ , في البرمجة , وألآنتاج , وألآعداد والتقديم , وألآستضافة , ولعل شبكة المراسلين وتواضع مايقدمونه وكأنهم محرومون من كل شيئ في حين أن ماينفق على شبكة ألآعلام العراقي من المال العام ليس بالقليل , وأن عدد العاملين ” 4000 ” موظف من مختلف ألآختصاصات , ومع ذلك لازالت شبكة ألآعلام العراقي تعتمد على وجوه غير معروفة في التقديم , ورغم مضي سنوات على بعضهم لم تتطور أمكاناتهم ولم يقفوا أمام الشاشة مقنعين للمشاهد والمتابع

فشبكة ألآعلام العراقي تواجه داعش القادمة من مخطط توراتي جديد يقوم على تفتيت الدول وأشباع الناس ذلا وهوانا حتى يفقدوا أرادة الحياة الكريمة ويستكينوا قانعين مهزومين بلجوء مذل كما تبرعت به فرنسا لمسيحيي العراق , أو يقبلوا بتهجير ينسيهم ألآهل ومسقط الرأس مع شيئ من فتات الطعام ومأوى كزرائب ألآنعام ؟

فألآناشيد التي أعدتها شبكة ألآعلام العراقي مثل ” زلم والله زلم ” وغيرها من ألآناشيد وألآغاني التي أعدتها على عجل متوهمة بلوغ المرام في الوصول الى السنام وماتدري أنها ومن معها تحت الخف تمرغها ألآتربة والوحول وتعطي لداعش مبررات ألآنتقام لآن فريق الغناء الذي تتقدمه نساء بغير اللباس الشرعي يمنح التكفيريين ألآرهابيين وفي مقدمتهم ” داعش ” فرصة تنفيس أحقادهم ونزعاتهم الشريرة ونزواتهم الجنسية التي لم يشبعها نكاح الجهاد فأبتدعوا سبي النساء الذي راحت ضحيته نساء مواطنينا ألآيزيديين في جبل سنجار

فصوت صفير البلبل الذي هيج قلب صاحب قصيدة ” العرنجل ” الذي كان يلهو ويطمع بجائزة ألآمير يبدو أنه كان يدغدغ مخيلة مدير شبكة ألآعلام العراقي ومن معه فأستبدل أدوات جهاده الذي كان يتعلمه في الحركة ألآسلامية ” حزب الدعوة ألآسلامية ” على أنه حق الجهاد ” وجاهدوا في الله حق جهاده هو أجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج  ملة أبيكم أبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس”

أستبدل مدير شبكة ألآعلام العراقي ” حق الجهاد ” بمسميات وأشكال لاعلاقة لها بالجهاد فهي خردة من سوق بيع الطيور وأسواق البالة التي أنتشرت في بلادنا أيذانا بتوقف عجلة ألآنتاج وألآبداع وحلول عصر التقليد حتى بالملابس المستعملة , فراح المنهزمون يقضون نهارهم بالكسل والغفلة وليلهم باللهو بالميسر والغناء الذي يعتبره الفقه ألآسلامي ” نفاقا ” وهو ماينطبق عليهم قول الشاعر :-

نهارك في سهو وغفلة .. وليلك نوم  والردى لك لازم

ويقول شاعر أخر عن أهل الغرام من الذين أدمنوا الغناء :-

مساكين أهل الحب حتى قبورهم .. عليها غبار الذل بين المقابر

أن برامج قناة الفضائية العراقية لاتنتمي لهوية وتاريخ بلد عريق مثل العراق أنجب عمالقة مؤسسين في الفكر والعلم مثل : جعفر بن محمد الصادق صاحب أطروحة ” التنمية البشرية ” التي تقوم على أربعة أركان هي :-

1-            الخوف من مراقبة الله ” علمت أن الله يراقبني فأستحييت

2-            الجد في العمل ” وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت

3-            ألقناعة بالرزق ” وعلمت أن رزقي لايأخذه أحد غيري فأطمأننت

4-            ألآستعداد للموت ” وعلمت أن الموت مدركي فأستعددت

وألامام موسى الكاظم صاحب أطروحة ” علم البيئة ” التي تقول :-

توق شطوط ألآنهار , ومساقط الثمار , وتوار خلف الجدار , ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها , وضع أين شئت

وألآمام أبو حنيفة صاحب المذهب الفقهي الذي كان يقول : لولا السنتان لهلك النعمان , ولتواضعه كان يقول : تعلمت من حلاق في مكة خمسة أخطاء , وألاصمعي اللغوي المعروف الذي يقول عن أعرابي بدوي بلطافته أنه سبقه بالشعر عندما سأله أتعرف الشعر فقال البدوي : كيف لا وأنا أمه وأبوه , وغلبه بألآكل عندم قدم له دجااجة مشوية وطلب منه القسمة فغلبه بقسمة الشفع والوتر  , والفارابي الفيلسوف والعارف بألآنواط وألاوتار , والشيخ المفيد صاحب كرسي الكلام في مدارس بغداد ومن تلاميذه السيد الفقيه المرتضى والشاعر الشريف الرضي , وظل العراق ينجب العلماء والمحققين فكان كوركيس عواد , ويوسف غنيمة , والدكتور أحمد سوسة عالم الري ومهندس السدود والمياه , والدكتور مهدي الوكيل عالم الكيمياء الحيوية , والدكتورعبد الجبار عبد الله عالم الفيزياء , والدكتور مصطفى جواد عالم اللغة وبرنامجه ألآذاعي ” قل ولا تقل ” كان معروفا ومشهورا ,والدكتور علي الوردي عالم ألآجتماع المعروف ,  ويكاد القرن العشرين يختتم بفيلسوف القرن العشرين محمد باقر الصدر صاحب ” نظرية التوالد الذاتي ” في المعرفة البشرية , ويظل الشعر يحفل بألآسماء الكبيرة كالجواهري والسياب ونازك الملائكة والبياتي ومصطفى جمال الدين والدكتور الشيخ الوائلي وأحمد مطر , كما يحفل ألآنتاج الثقافي بأسماء كبيرة منتشرة في الداخل والخارج , مؤلفاتهم معروفة وكتاباتهم مقروءة ولهم حضور عبر المجلات والصحف والمواقع ألآلكترونية , وكتاب ومفكرون من هذا المستوى لايمكن لشبكة ألآعلام العراقي تجاهلهم , ولكنها فعلت ذلك الى حد تعمد ألآقصاء , فلا نرى وجوها فكرية في لقاءات شبكة ألاعلام العراقي , ولا نرى وجوها تشكل أرقاما في الثقافة والسياسة وألآجتماع , بينما نرى شبكة ألآعلام العراقي تستضيف وجوها عربية ومع عدم أستنكارنا لمثل تلك ألآستضافات , لكن بعد ان يعطى المثقفون والمفكرون العراقيون حقهم .

ان ألآعلام هو هوية البلد والشعب الذي ينتمي اليه , والشعب العراقي يشكل حاضنة دينية لم يخلقها حزب أو جماعة وانما خلقها تراكم تاريخي منذ أيام أدام الذي لازالت شجرته عند ملتقى دجلة والفرات ومنذ أيام أولاد أدم ومنهم شيت الذي فجر مقامه أوغاد داعش , ثم مرورا بنوح صاحب الطوفان الى أبراهيم رافع قواعد البيت الحرام والذي حاجج نمرود فحرقوه ولازلت أثار المحرقة بالقرب من مدينة الحلة ذات الجنائن المعلقة , الى يونس االذي لم يسلم ضريحه من تفجير داعش  الى أيوب وذي الكفل  الذي يطالب به الصهاينة زورا بعد أن أستطاع عملاؤهم التسلل مع ألآحتلال ألآمريكي فيزرعوا لهم عملاءا في أكثر من مكان , ولم تكن شبكة ألآعلام العراقي بعيدة عن أهتماماتهم منذ 2003 والى ألآن , وربما يكون أقصاء المفكرين والباحثين والخبراء العراقيين جزءا من ذلك التوجه التوراتي الذي عاد لنا بداعش ضمن مخطط أعد سلفا في غرف المحور التوراتي الصهيوني الذي يتقدمه المرمون بزعامة ” مت رومني “