6 أبريل، 2024 10:40 م
Search
Close this search box.

شبكات الدعارة على مواقع التواصل الاجتماعي .. جنس ومال وايدز مجاني

Facebook
Twitter
LinkedIn

ينطلق مفهوم الدعارة أو البغاء من فعل استئجار أو تقديم أو ممارسة خدمات جنسية بمقابل مادي . اي بيع الخدمات الجنسية. واقترن منشأ الدعارة بالفقر. والدعارة قديمة قدم المجتمعات الانسانية . واتخذت انواع مختلفة ومتنوعة . وعادة ما تمارس بالخفاء خوفا من العقوبات التي تلحق بالافراد الذين يديرون هكذا نوع من الاعمال وتسمى لدى الاقتصاديين بصناعة الجنس . وغالبا ماتبيح الدولة ذات المرافق السياحية الجاذبة هذه التجارة عن استحياء لتدر عليها اموالا طائلة . وكانت الدعارة في العراق تقتصر على اماكن معينة وضيقة وعادة ما تكون خارج المدن العراقية وداخله كما في بغداد . وتوسعت تجارة الجنس في العراق اثناء الحصار الاقتصادي . وبعد دخول القوات الامريكية للبلد وبسبب تردي الاوضاع الاقتصادية وضعف الدولة ظهرت بيوتات تدير هكذا تجارة في بعض مناطق العاصمة . وعلى الرغم من التشديد القانوني في التشريع العراقي شكلا الا ان شبكات الدعارة تنامت بصورة كبيرة .
وفي الآونة الاخيرة ظهر مفهوم جديد للدعارة في العراق يختلف عن المفهوم القديم فهدف الجنس ليس المال كما هو الشائع والمتعارف عليه . وانما لاغراض اخرى تخدم مصالح جهات قد تكون مرتبطة بدول لها تاريخ في هذا المجال في بعض الدول العربية . فكانت المرحلة الاولى من تلك الاهداف الترويج للجنس على مواقع التواصل الاجتماعي بكروبات تقدم مقاطع فيديوية تظهر بشكل اباحي ممارسات جنسية دون حواجز لنشر الثقافة الاباحية الجنسية تمهيدا لمرحلة ضمن سلسلة مراحل تدار بذكاء واموال طائلة . لتبدأ المرحلة الكبرى بتسويق الجنس مجانا لتغوي به شبابنا .
قبل ايام ظهر على تطبيق التليغرام صفحة تروج للجنس بعرض صور فتيات بعمر لاتتجاوز الواحدة منها سن الـ( 25 ) عاما يطلبن علاقة ” جادة ” مع شباب غرضها المتعة . والغريب في الامر ان الفتاة لاتطلب مال لقاء المعاشرة بل وتوفر السكن للشاب اضافة الى المصروف . هنا استرجعت قراءاتي في احدى المجلات العربية في ثمانينات القرن الماضي عن اكتشاف شبكات دعارة اسرائيلية في مصر تديرها فتيات جميلات في شقق داخل العاصمة المصرية القاهرة هدفها استدراج الشباب المصري لتلك الاماكن وممارسة الجنس المجاني والهدف نشر الايدز في المجتمع المصري . وكذلك الحال ما حصل في لبنان وغيرها من البلدان . والحال هذه المرة في العراق . اذ ان جميع فتيات شبكة الدعارة يمتلكن بيوتا خاصة بهن ( وهو المطلوب )، ويتصفن تلك الفتيات بجمال كبير ورفاهية في العيش . وإعلانات الجنس في تلك الشبكات تشترك بمفردات مثل تقديم الاسم والعمر الذي يتراوح عادة بين 20 و25 عاما مع امتيازات كبيرة لكل شاب فهن يردن علاقة جادة بعيدا عن مواصفات الشكل والعمر . بل ومستعدة اي فتاة في الاعلان الانفاق على الشاب المتقدم . وجميعهن يشتركن بامتلاكهن دار او شقة سكنية. هكذا اعلانات تكشف عن مخطط كبير لضرب الشباب العراقي خاصة وانه يخدم تطلعات اغلب الشباب العاطل عن العمل الذي يبحث اغلبه عن العمل والمال واشباع حاجته من الجنس بسبب تعطل منظومة الزواج بسبب البطالة . اذن المجتمع العراقي امام مشكلة كبيرة وتحيات خطيرة . فالشبكة تمدد للعديد من محافظات العراق وخاصة الوسطى والجنوبية . وان عملية جذب الشباب تكون عادة سهلة وبسيطة امام تلك الاغراءات الكبيرة . فعلى الجهات الامنية التحرك الفوري ورصد هكذا شبكات . وعلى المجتمع توعية الشباب وتحصينه وابعاده عن تلك المنزلقات الحادة والخطيرة . فبعض الشباب وبسبب سخطه وتمرده على المجتمع جراء الاوضاع السياسية والاقتصادية واحساسه بالظلم وعدم توفير احتياجاته الضرورية جراء البطالة ينزلق لتلك المهاوي التي لاقرار لها قد تكون بالعدوى المميتة من الامراض المهلكة او توظيفه لاعمال اجرامية وارهابية . وحثه للسفر الى بلدان للتدريب على اعمال معينة وتجنيده في جهات معادية . والضحية الكبيرة في تلك العمليات الشاب والمجتمع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب