23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

شبعاد وأهوار سومر وكلكامش .. رحلة البحث عن الخلود عبر قرار اليونسكو

شبعاد وأهوار سومر وكلكامش .. رحلة البحث عن الخلود عبر قرار اليونسكو

بعد ان علِمت مملكة سومر ان ملف الاهوار سيتم مناقشته في الآستانة من قبل اليونسكو .. اجتمعت الملكة شبعاد بمباركة الآلهة في غرفة القمر اعلى زقورة اور السومرية، واصدرت فرمانا يبلّغ كلكامش ان يترك انكيدو في مقاتلة خمبابا في مملكة الارز، ويتوجه لمناصرة أصدقائه الاتاتوركيين العلمانيين في الآستانة، ليطلب منهم بعدها مؤازرته في ايقاف تغوّل صقور السياسة المائية في بلاد الأناضول  الذين تحكّموا بإطلاقات المياه في بلاد ميزوبوتاميا منذ معاهدة لوزان ١٩٢٣.         

وما لحقها من بناء “مشروع الغاب” في مخالفات صريحة لبنود القانون الدولي والقواعد المنظمة لاقتسام المياه للبلدان المتشاطئة.       

وان قرار الملكة شبعاد جاء معللا بهزال السياسة الخارجية لحكومة بغداد بقيادة الجعفري وعدم قدرته على الأداء الدبلوماسي اللائق ببلاد ميزوبوتاميا.   

   وظّف كلكامش طاقاته الخارقة بمعاونة الآلهة شمش .. واعتبر ان عشبة الحياة التي يبحث عنها هي روح القرار الصادر بالحماية الدولية لأولاده القابعين تحت مظلة الفقر في أهوار ولايات سومر الجنوبية.
       وبعد ليلة انقلابية تلاشت العنجهية التركية في ليلة حظ قل نظيرها زمانا ومكانا .. وما كان بمقدور الأتراك ان يرصّوا الصفوف للوقوف بوجه المجتمع الدولي لعدم تمرير مشروع اليونسكو لحماية أهوار العراق وآثاره.
          كلكامش تنفس الصعداء ليلتها، واحتسى نخب “سيدوري” بصحبة صديقه “أوتنابشتم” في ليلة سكرى على أنغام الناي عزفا سومريا بتراتيل صوفية شكرانا للآلهة وقواها الخفية الجبارة في انتزاع قرار اليونسكو.
          ليلة تراقص فيها القصب والبردي فرحا على انغام شبعاد، وانطلقت النايات تراتيلا، تعلن حماية المجتمع الدولي لحضارة سومر .. شعارها الناي وأغنية الحزن السرمدي في أطوار الصبّي والمحمداوي وقامات الغناء السومري حضيري بوعزيز وداخل حسن وخضير مفطورة وحسين نعمة.
وأغنية الصبايا في عرس سومري يتغنجن بين طرقات مملكة القصب:  
“مشحوفنة طر الهور”
وها هي التشارين في قصائد النواب حبلى بالكبرياء والبوح والعشق السرمدي حين يردد:
“زلمنه أتخوض مي تشرين 
حدر البردي تتنطر
زلمنه تغني وألخنجر
يشك ألروح عــل الميمر
لونّْ كل الكصب غنّــه
بحنين لشوفتك .. يا أسمر 
يسل الكصب سل أصفر
وأضن ألماي يتمرمر
وأضن حته ألنجم يطفي زراكه
ولا بعد يسهر
وأضن أكثر”
         ثم ترتدي صبايا سومر وشبابها احلى حلة بيوم العيد لتصعد سلّم الزقورة وتصدح بكلمات أغنية صديقي الراحل كاظم الركابي:
داري ولا بالكون أعز من داري
يا ذكرياتي وعاصمة افكاري
ما أعلن الحب انت اغلى أسراري
يالناصرية …. يالناصرية
هنا كعدنة والشوارع دافية
هنا شربنة من فرات العافية
هنا كلوب الناس حلوة وصافية 
يالناصرية …. يالناصرية
      شكرًا للآلهة شبعاد وولدها البار الدكتور الآثاري عبدالامير الحمداني والجهود البحثية للسفير حسن الجنابي والناصرية والجنوب السومري والعالم الحر الذي آزر قرار حماية التراث والاثار لارض سومر … وها هو الفرح اليوم يعم الولايات السومرية حيث لارسا تعانق الوركاء .. وأور وكيش ولكش يتراقص اولادها فرحا بعشبة الحياة التي وهبها كلكامش حين سطرها قانونا دوليا في منظمة اليونسكو بمباركة آلهة سومر.
[email protected]