22 ديسمبر، 2024 8:39 م

شبران في وطني ترضيني….!؟

شبران في وطني ترضيني….!؟

العامل هو ذلك الشخص الذي يقوم بإنجاز أعمال معينة مفيدة, ينتفع بها غيره.. ويمكن حينها أن يصدق القول عليه؛ بأنه عنصر فاعل ومؤثر ومنتج في المجتمع, ولا يمكن الاستغناء عنه.؟, مهما كان.. وللاطمئنان أكثر لنجاح عمله, يجب أن يحاول دائماً “إيهام” المجتمع, بأنه غير محب لذاته, وهو عن الأنا بعيد بعد الارض عن قشرتها.
أربعون ألف قطعة أرض في كل محافظة..!؟, مقسمة على دفعتين.. الأولى عشرون ألفاً.. تمت المباشرة بسحب معاملات المواطنين.. والثانية لإشعار آخر لا يعلم بها أحد إلا موزعها, كفيلة بالقضاء على أزمة السكن عن بكرة أبيها, قرار صائب ويشكر على  إقراره, ولكن لماذا الآن في هذا الوقت, ولم يبقَ على الانتخابات البرلمانية سوى أربعة أشهر..!!.
الأموال والأراضي بدت وكأنها تنهال كالسيل الجارف من نهر الكارون قبل غلقه, أو كفيضانات الأمطار التي أصابت البلاد قبل شهر, لماذا لم يراعَ حال المواطن قبل ذلك الموعد, أم أنه كان نسياً منسيا حين ذاك, وإن كنت أتحاشى التطرق لهذا الموضوع, كي لا يعد مزايدة على حساب فئة ما دون أخرى, أو لحزب دون آخر, الناس قد سكنوا الصفيح وأبنية التجاوز, والبعض لم يفصلهم عن دعاء ربهم سقف حاجز.
وكانت لهم أماني بسيطة ببساطة بيوت الصفيح التي يسكنونها.
ابلغني أحد “الأخوة”وهو من دعاة القوم و(مجاهديهم), أنه ينوي نقل بطاقته التموينية من محافظته الى محافظة أخرى… لغرض استحصال شقة سكنية بتلك الأخيرة, فهو يريد أخذها لا للعوز او الفقر والعياذ بالله, ولكن لأن (مختار العصر) تكرم بها, فيريد أن لا يحل المساء إلا وهي ملك له ليتبرك بهذه الهبة من واهب الأرض دون سقوف, ومن لم يشهد السقيفة لا يناله العطاء.
ثم أطرق في حيرة وقال لي: إن عمار الحكيم سياسي (ماكر)..،  ثم تجرأ أكثر حين وصفه بـ(لفظة شعبية) تعني (الاحتيال)…!!؟, عرف كيف يوقع بين دولة القانون والتيار الصدري, قلت له: وأنت سيد المحتالين؛ لأنك تريد نقل البطاقة من مكان لآخر حتى يشملك الواهب بعطائه, فهل من بعد ذلك مكر أو حيلة…!؟ غضب وعبس في وجهي وقال: نحن متدينون ولسنا بمحتالين..؟ فنحن لا نتلاعب بالسياسة كما يتلاعب هو بها, لم أعرف من كلامه شيئا سوى انه يريد القول إن عمار الحكيم ليس برجل دين, ولكن ما ربط ذلك الكلام كله بتوزيع قطع الاراضي..؟!
نعم في النهاية عرفت السبب فقد كان برنامج الأخير بمجالس المحافظات, هو توفير السكن لكل فرد لا يملك داراً, وقد استفزت هذه الفقرة مختارية العصر الصغار, كيف لا يؤمن لنا حصة وآثر من لا يملك داراً, فعلينا نحن أن نقوم بتوزيع الاراضي وحسب الأسبقية ووفق الضوابط المعمول بها..!
وأخيراً أقول لمن لا يملك داراً, أو قطعة أرض…عليك بهذه (الوصفة) لعلها تمنحك الصبر والتجلد..؟ (خذ من زيت الصبر أربع ملاعق, ومن كثبان الوهم ملعقتين, ومن رحيق النرجس 50 ملغم, وأخلط الجميع في زجاجة الأماني والصمت.. وخذ في اليوم جرعتين لتصل الى النتيجة المطلوبة….)، وإن شاء الله ستشفى مع أول جرعة, وتنسى شيئا اسمه “أرض”…. أو حتى غربة وطن..!!