8 أبريل، 2024 5:01 م
Search
Close this search box.

شباك مفتوح في الليل على الذكرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

*الوالدان قدسية والرب عبادة وكلاهما احترام.
*الفقراء ثاروا فانقلب العسكر.
*مائة وسبعون فيلما فطيرا في تاريخنا السينمائي.
*السياسيون يتبادلون لوي الذراع بالكهرباء.

(1)
المحترم والمقدس والمعبود
تسير علاقة الفرد بالماحول وفق خطوط مسماة وليست مبهمة؛ لأننا من دون تسمية لطبيعة صلتنا بالاخر يتشظى وعينا ولا نستطيع التخطيط لحياتنا منهجيا بانتظام موقع بيننا والمحيط.
العينة الاجتماعية غير اللازمة لحياتنا يربطنا بها اطار زائل لا يبنى عليه؛ يغنينا عن تسمية العلاقة لانها ليست فئة مستهدفة يعنينا التواصل معها ارسالا او استقبالا، لكن العينة الضرورية اجتماعيا هي التي تعنيننا بالاستهداف لذا ينبغي تسمية العلاقة معها، اما مستمرة او منقطعة، والاخيرة لها اجواء البحث الخاصة بها والتي لا يتسع لها هذا الحيز، انما تعنينا المستمرة.
المستمرة اذا لم تاخذ تصنيفا ضمنيا، فالاستمرار تسمية لكن التصنيف (انطولوجي) يقوم على التكوين الباطن جوهريا في تلك العلاقة ووحداتها التي تتمظهر كاعراض من خلال التصنيف اما (محترم) او(مقدس) او(معبود) ارتقاء في التقدير الى اعلى.
المحترم.. ببساطة هم عامة الناس الذين نتعايش معهم بحيادية قد لا نكرههم لكننا لا نحبهم ايضا وتظل علاقتنا مستمرة معهم باحترام الى ان ينعطفوا هم بها الى مزيد من الاحترام والتشبث.. تعلقا بهم.. اوالاحتقار والاقصاء.. نفورا منهم.
نتقدم خطوة في العلاقة الى (المقدس) الذي يمتلك سموا ارضيا يتشبه من خلاله نسبيا بالرب اي بالنسبة لنا الاب والام والمعلم رب ثان.. الا انهم لا يخضعون لمبدأ العبادة؛لأنهم ارضيون والارضي اذا قصر عن الاحترام اصبح محتقرا واذا تخطاه ارتقاء صار مقدسا.
والقدسية الزام في معظم حالاتها؛ اذ ان الوالدين والاستاذ يبقى المرء ملزما باحترامهم القدسي حتى اذا كانوا بالنسبة للاخرين ادنى من الاحترام.
العبادة فوقية ولا تصح على ما هو ارضي مهما سما؛ لذا الرب بماهيته المطلقة هو المعبود الاوحد وما دون ذلك من اولياء وانبياء وقيم اخرى رهن التقديس مهما تعالت في التبجيل والايمان بماهيتها والمبالغة باحترامها.
(2)
انقلابان
ظن الاعلام والناس من ورائه تبعا، ان الذي اسقط زين العابدين بن علي من على دفة الرئاسة في تونس وحسني مبارك في مصر هما شعبا البلدين في حين كانت تظاهرات التوانسة والمصريين ستظل دائرة كالناعور في الشوارع وقوات الامن الشخصي لمبارك وابن علي تحصد الارواح التي تنشر نواعير الدم نزيفها في مزارع التاريخ من دونما ثمر.
لقد انتهز العسكر في كلا البلدين التظاهرات، سانحة للامساك بياقة قميص الرئيس.. هائل التبجيل.. والزامه بالتخلي عن الحكم، ولولا العسكر ما كان حسني ولا زين العابدين ليتخليا عن الكرسي ولنا في صدام حسين وملوك ورؤساء عرب آخرين نماذج عجزت الشعوب عن اسقاطها.
اذن هي انقلابات عسكرية سوقت فعلها من خلال ثورتي الشعبين.
المهم تخلص المصريون والتوانسة من طاغيتين سواء اجاء الخلاص عن طريق ثورة شعبية ام انقلاب عسكري ام دخول جيش اجنبي كما حصل للعراقيين في 9 نيسان 2003.
اذ يقال ان آمر الحرس الشخصي لابن علي امتنع عن ضرب المتظاهرين موهما الرئيس بان الناس اقتحموا اسوار القصر الرئاسي وضربهم يعني ضرب القصر ومن فيه حتى الرئيس نفسه.. ونفسه غالية عليه مهما غلى الكرسي؛ فتوجه الى السعودية على امل اسناد امريكا التي لم تسند الشاه قبله ولم تبق على صدام حخسين في منصبه الذي عينته به العام 1968 بعد انتهاء الحرب ضد ايران في 8 آب 1988 حيث انتهى دوره المرسوم وهذا ما لحق بابن علي وحسني مبارك الذي قال شاهد عيان ان مجموعة من قادة حرسه الشخصي اجبروه على كتابة نص التخلي عن الحكم بصيغته التي سمعها العالم قاطبة من لسان نائبه المؤقت.
(3)
بغداد السينمائي
يحفل تاريخ العراق بمائة وسبعين فيلما معظمها غير صالح للمشاهدة بقياسات عصرها لهبوط مستوى التاليف والتمثيل والاخراج فيها؛ فلا قصة تستحق المشاهدة ولا سيناريو محبوك بقيمة فنية مرضية ولا ممثل مسترخ يشبع اداء الشخصية التي يمثلها امام الكاميرا فهو يبدو مملا بتشنجه مفتعل الحركات.
ما ابقى العراق مستهلكا لا يكتفي بالاستهلاك انما يهين وعي مثقفيه بمحاولات قاصرة للانتاج السينمائي الفطير، فضلا عن اقامة مهرجانات تهين الافلام المشاركة من دول العالم بسبب سؤ عرضها، وهذا ما حصل في مهرجان بغداد السينمائي الذي اختتم مؤخرا.
جرت تحضيرات مبالغ بها على ان المثقف العراقي سيلتقي شخصيات سينمائية شهيرة ويحاورها في ندوات مفتوحة، واذا بالمهرجان لم يضيف ولا حتى مومبارسا من دولة اخرى.
حفل الافتتاح ترهل بكلمات مملة القاها القائمون عليه ثم عرض الفيلم الاول مضببا .. غير واضح بسبب رداءة الاجهزة.
ادرك المشاركون في التحضيرات.. بعد اقصائهم، ان امورا تقلبت لاسباب لا يعرفونها شفعت بتبريرات غير مقنعة، اضافت جرحا شاخصا من الارض الى السماء التاسعة يضاف الى نكبات الثقافة العراقية.. الكثيرة.
وزارة الثقافة كانت ضمن الشركاء الذين اقصتهم الجهة المنظمة للمهرجان ويقال العكس ان الوزارة انسحبت فاحرجت المنظمين وبالنتيجة اجهضت التجربة بغض النظر عمن اقصى الاخر او اخلى به.
(4)
قطار مجهد العربات
قطار معتل.. مجهد العربات، يذر الكهرباء في العيون، من على مسافات متباعدة في الزمان تفصل ما بين مناقشة القرارات التي تخص الخدمات، في مجلس النواب المبتلى بنفسه.. حائر كيف يدللها كما عني صدام بنفسه واهمل الدولة الى ان تهاوت تحت اقدام قوات الائتلاف.
على هامش نفسه، يناقش مجلس النواب مشكلة الكهرباء، ويبقيها عالقة كي يلوي ذراع الحكومة بها، في حين الشعب يتلظى حرا في الصيف ويرتعد فراصا في برد الشتاء، بينما النواب يتلذذون بلوي الاذرع تبادلا لتمرير المصالح الفئوية والشخصية.
(5)
شعب العراق صابر على الضيم منذ فطرته الاولى في التاريخ؛ لانه فتى طيب.. ليس في عينيه طائف من جنون.
(6)
حدقت في وجهها الحلو؛ فتفجرت عيون ماء زلال تطفئ براكين قلبي.
(7)
غطى اكليل من موسيقى صوت مطرب عاشق يدثره الحب، على فراش شوق وثيرن في غرف شباكها مفتوح في الليل على الذكرى.. ونسر لبد يحوم في الفراغ بين لمعان النجوم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب