يطلق اهلنا قبل ظاهرة الاحتباس الحراري التي اصابت الكرة الارضية ، على شهر شباط بالازرق . لعل برودته الشديدة التي تجمد الوجه فبيدو ازرق ،هي السبب في هذه التسمية .
بعيدا عن الحكايات الشعبية والامثال العراقية ،فأن في هذا الشهر ذكرى مؤلمة وفاجعة عظيمة راح ضحيتها شخص نذر نفسه لابناء شعبه حتى اخر لحظة من حياته ، ودفع في النهاية دمه ثمنا لطيبته وحسن نيته بالآخرين : انه الزعيم عبدالكريم قاسم الذي من فرط حب جدتها – رحمها الله – له أنها اختارتُ لي اسما . اتذكر جيدا عندما يمر بنا شهر الشباط تلبس هذه المرأة العجوز السواد برغم انها لا تفقه في امور السياسة شيئا ، ولكنها تملك قلبا سليما تستطيع به ان تميز بين (ابن الحموله ، وابن الزنى ) . ادركتْ جدتي بقية ابناء الشعب العراقي في تلك المرحلة الزمنية ،ان البلاء قام والبلاد مقبلة على ايام سوداء. شباط لم يكن شهرا عاديا كبقية شهور العام ، بل هو مؤامرة عالمية لقتل شعب كامل ،من مجيء الديكتاتورية واضطهاد الشعب والعودة بالعراق الى عهود الظلام . فكان ما كان غيبت عجلت التطور ،وعلقت الاحلام ، ودخل
العراق دهاليز الموت المجاني التي قادت الى حماقات غير مدروسة كلفت البلاد والعباد ثمنا غاليا مازال العراقي يدفع ضريبة كل هذا: من الحزب الواحد ،والموت للقطاع الخاص ،بنى تحتية لا تستطيع الصمود سوى سنوات بسيطة ، وسوء في التخطيط المستقبلي وغيرها من التركات الثقيلة .
سؤال يطرح من قبل منصف، هل حقق الانقلابيون ربع ماحققه قاسم في اربع سنوات غير مستقرة ؟ الجواب لا شك ان حكم عبد الكريم كان مدعاة للافتخار نتيجة الى حجم الانجازات الكبيرة وفترة الحكم القصيرة. شهادة قالها الاعداء قبل الاصدقاء . رحم الله ابن العراق البار الزعيم عبد الكريم قاسم في ذكرى استشهاده وسيبقى العراق يدين له بما قدمه من تواضع المسؤول ،وقلب حريص ، وانجازات لاتحصى .