23 ديسمبر، 2024 11:47 ص

شباطيون على بركة الشيطان

شباطيون على بركة الشيطان

لا حاجة لأستذكار الأنقلاب البعثي الدموي في 08 / شباط / 1963 ,  دموية ابناء واحفاد الشباطيين لم يتركوا للناس فرصة ان يتناسوا , هم بدمهم ولحمهم وتاريخهم المشبوه , ذاتهم الذين حاصروا العراق وفتحوا الأبواب لأغتيال ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية وتدمير مشروعها العراقي , من تحت جلد الأحقاد والكراهية وشهوة التنكيل بالشعب العراقي , يولدون ويتكاثرون ويتحاصصون ويتوافقون عودة بالعراق الى ما كان علية قبل 2003 , هم ذاتهم بتصريحاتهم ومبادراتهم ومشاريعهم والمبطن من غاياتهم التي تبرر السافل من وسائلهم , شباطيون التقوا على بركة الشيطان وطاولاته المستديرة يوم 25 / شباط / …. في ساحة التحرير في بغداد , والطاولة الداعشية ( البعثية ) لأعتصامات الأنبار , وليمتهم التبعية والعمالة والخيانة والسمسرة الذكية , يتوضون في دم الأبرياء, وينبطحون بالدعاء للتدخل في الشأن العراقي , عودة الى مراحل الأذلال والتحقير والتمدد المخيف للمقابر الجماعية , ليجعلوا من العراق محمية للأرامل والأيتام والمعوقين والمشردين وجغرافية للخوف ومدن محاصرة بأسيجة العزل الطائفي العرقي , انه المشروع الخبيث للأبقاء على العراق ضعيفاً منهكاً مستسلماً على سرير الكارثة .
السعادات المستحدثة , الوجه الآخر لعملة ردة الشباطيين , علمانيون كبول البعير, منحرفي النزعات والتوجهات في احضان البيت الأبيض, ليخصبوا بيضاتهم في انقرة , ثم يرموا ما تحت جعبتهم مـن تصريحات ومشاريع وقرارات نارية بوجه الوجع العراقي , سماحات الأبناء والأحفاد , رحالهم مستقرة في الكويت , قادمون من مملكة العهر الوهابي , مروراً بالقازوق القطري , بعدها عملية اجهاض لمبادرات من الوزن الثقيل .
الشباطيون , من يسارهم الى يمينهم مروراً بمركز ثقلهم البعثي , مسكونين باللامنطق , لا يحسنون الرؤيا الا في الظلام وبنصف عين محشوة برمد الأنتهازية والوصولية وعمى الأدلجة, صحيح ان الحالة العراقية لا تدعو للسرور والتفائل احياناً , والمآخذ عليها كثيرة , لكن مشروع الردة ليس بديلاً , والأرهاب البعثي ليس طريقاً .
البعض من مدعي التقدمية والوطنية , قد فقدوا الرؤيا والأنسجام مع الواقع , يتهربون من مواجهة فضائل الموضوعية والرصانة في النظر الى الحالة العراقية ثم الدخول في معترك معالجات سلبياتها برؤيا وطنية,انهم يجهلون لغـة الحراك المجتمعي , انها لغة صعبة الترجمة والتهجي بالنسبة لهم , لا يستوعبها الأفق المحاصر بضبابية الأدلجة , لا يجيدون غير ان يرطنوا مفردات الأشاعة والتشهير والتسقيط وفبركة الأكاذيب المعارضة, انهم لا يختلفون مع بعضهم , يردحون كــ ( لطمة غشيمه ) ليربكوا الرأي العام ويغيبوا وجه الواقع والتأثير السلبي على الوعي المجتمعي , لا يستطيعون تجديد او تجاوز المبادي والبرامج النافقة , ولا يجدون حرجاً اذا ما تعلق الدبق الشباطي في اذيالهم .
قد يستنكر البعض انقلاب شباط الدموي 1963 او يحتفل بذكرى ثورة 14 / تموز 58 الوطنية, كسباً على حساب نبل عواطف ملايين العراقيين الذين يحملون في قلوبهم ذكرى طيبة عن الثورة وانجازاتها الوطنية , وحباً صادقاً لشهيدهم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم , لكنهم وعبر الأحتفالية يضعون وزر مسؤوليتهم على شماعة سمعة الرمز الوطني عبد الكريم ـــ دكتاتورأ او فردياً اذا انصفوه ـــ  اناس غريبي الأطوار , لا يمكن الأمساك بهويتهم وغرابة كواليسهم ورمادية علاقاتهم وتحالفاتهم , انهم وفي جميع الأحوال عبأً اضافياً ـــ تحت الطلب ـــ على كامل الوجع العراقي .
من الغباء والأجحاف, اعتبار عراقيوا المحافظات الغربية كحاضنات للأرهاب , انهم مبتلون كما هي المحافظات العراقية الأخرى , تماماً كما هي الأستباحة الأرهابية للمحافظات الجنوبية ومدينة الثورة بشكل خاص من قبل مليشيات جيش المدي , كان الناس مستسلمون لقدرهم امام الراجمات والأربيجي وكذلك العبوات الناسفة واللاصقات وكاتمات الصوت , لولا ـــ صولة الفرسان ـــ , وما ينطبق على مدينة الثورة انذاك يحدث تماماً في المحافظات الغربية …  ومن السفالة ايضاً , ان بعض المزايدين يعتبرون مواجهة الأرهاب والحد من المجازر اليومية على انها مزايدات او دعايات انتخابية , اذن لماذا لم يتصدروها هـم ليكسبوا الأنتخابات , ان لم تكن تلك صفاقة , فما عساها ان تكون … ؟؟؟